هل الصراع الدائر في غزة له علاقة بنفط المتوسط؟!
عند كل هزة امنية، تطرح علامات استفهام حول اسعار النفط كونه المادة الحيوية لاقتصادات العالم، وقد توقع البنك الدولي في تقرير له الاثنين الفائت، أن يبلغ متوسط أسعار النفط العالمية 90 دولارا للبرميل في الربع الأخير من 2023، الامر الذي سيؤدي الى تعميق ازمات الاقتصاد العالمي... ولكن السؤال الذي يطرح على وقع حرب غزة، هل نفط المتوسط هو المستهدف؟!
اعتبر المسؤول عن التطوير المؤسساتي لدى المؤسسة الحكومية الدولية IIMSAM السفير ماجد شاهين ان الصراع الدائر في الشرق الاوسط ليس بين دول بل هو صراع اقليمي، ليس له اي علاقة بالنفط في حوض البحر المتوسط اذا كان موجودا، علما ان هذا الصراع قائم منذ فترة طويلة قبل الحديث عن احتمال وجود نفط او غاز.
ويشرح شاهين، عبر وكالة "أخبار اليوم" انه لا يمكن الكلام عن نفط في هذه المنطقة، اذ ليس هناك الا منصة تابعة لاسرائيل كما انه لا توجد تقارير موثوقة وحاسمة بشأن الكميات، مشيرا الى انه حتى اللحظة لا يمكن تأكيد ما يحتويه هذا الحوض من ثروات او غير ذلك، بل نسمع كلاما عن كميات قليلة او كثيرة، وبالتالي فان جوف البحار غامض جدا، حتى في قبرص – التي تعتبر متقدمة عن سواها من دول المتوسط في هذا المجال- لم يتم استخراج الغاز، اضف الى ذلك وجود خلاف بينها وبين تركيا التي تتكلم عن حصة لها في البحر القبرصي.
وفي السياق عينه، شدد شاهين على انه لا يمكن الكلام جديا عن نفط او غاز في جوف البحر المتوسط ما لم تُحل العقد الاقليمية ابتداء من مصر وقبرص فلبنان وسوريا وصولا الى تركيا واسرائيل، مشيرا ايضا الى انه لا يوجد اي ترسيم نهائي للحدود بين لبنان وسوريا، لكن استدرك شاهين قائلا: اذا كان هناك نية لاستخراج النفط من اعماق المتوسط فيمكن حل كل تلك العقد، لكن راهنا لا يوجد اي ضغط سياسي او ديبلوماسي من قبل الدول الكبرى التي تعتبر عرابة النفط من اجل ايجاد حلّ لهذه الدول.
وانطلاقا من هذه المقاربة يقلل شاهين من اهمية فرضية ضرب منصة النفط في حقل كاريش؟ مكررا ان الحرب الدائرة لا علاقة لها بالبلوكات النفطية، حتى شركة توتال لم توقف نشاطها في حقل قانا بسبب الحرب، بل حسب البيانات الصادرة عنها فانها انهت عملها. ورأى ان الحرب تقوم على ما يشبه الاتفاق المتبادل على عدم ضرب المصالح الاقتصادية، وخير دليل دقة اهداف المقاومة في لبنان (حزب الله)، التي تستهدف فقط المنشآت العسكرية وليس الاقتصادية، اي هناك التزام بقواعد الاشتباك القائمة منذ العام 2006.
كما ذكر انه لا توجد في البحر المتوسط الا منصة واحدة على حقل كاريش، اما على مستويات اخرى فلا يوجد شيء سوى دراسات، وبالتالي لا حرب حول النفط او المنصات النفطية، مشيرا الى ان اسرائيل تعاني اساسا من ازمة اقتصادية، وكما في لبنان يبيعون الناس كلاما عن وجود النفط كذلك اسرائيل تتعامل بنفس الاسلوب، مكررا لا يوجد تقرير واضح وحاسم حول الكميات المتوفرة، كما لا يوجد اي تقرير حسابي حول ما ينتجه حقل كاريش او اسهم مدرجة في البورصات العالمية على غرار الحقول الاخرى الموجودة في العالم، وما هي ارباح الشركات المستثمرة ورأس المال والاعمال فيها.
وبالتالي، لفت شاهين الى ان الحرب اقليمية ولا علاقة لها بالنفط بل بالنفوذ والقوى التي تتقدم لتصبح مؤثرة وتجبر الغرب والدول الكبرى (الصين روسيا الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبي) على التعامل معها.
وماذا عن ترسيم الحدود؟ اشار شاهين الى ان الترسيم ليس من اجل المنصات او النفط، لا سيما بالنظر الى الخطوة التالية التي كانت مرتقبة -قبل بدء حرب تشرين – وكانت نحو البرّ مع العلم انه في البرّ لا يوجد نفط، بل الهدف منها او الفكرة الابعد مما هو ظاهر الغاء دور المقاومة التي تتحدث عن اراض محتلة يجب تحريرها. وبالتالي اي اتفاق من هذا النوع سيحصل ضمنيا مع المقاومة (التي تقريبا تحكم لبنان او لها دور كبير فيه) او بموافقتها على غرار الترسيم البحري، وعندها يقتصر دور المقاومة على رد اي اعتداء اسرائيلي على لبنان وبالتالي لا دور تحريري لها.
وخلص الى القول: هناك تداعيات للحرب في غزة او ارتباطات اقليمية، لان المقاومات في عدد من الدول العربية تابعة لدول اقليمية من حزب الله الى حماس الى الحوثيين الى الحشد الشعبي... وهذه ليس لديها قرار خاص بل هي ميليشيات ايرانية .
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|