الصحافة

خطاب نصرالله... إسرائيل تغرق في طوفان تحليلات وأكثرها إثارة "سيناريو أرماغدون"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عشية إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، غرقت إسرائيل في «طوفان» تحليلات وسيناريواتٍ لِما سيعلنه أو «يُطْلِقه» في اليوم 27 على حربٍ مسرحها الرئيسي غزة وحرّكت «خط الزلازل» في المنطقة وساحات «قوس النفوذ الإيراني».

ولم تُخْفِ إسرائيل ولا حتى الولايات المتحدة أعلى درجات الترقب لإطلالة نصر الله التي سيواكبها جمهورُه في تجمعاتٍ شعبية في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، ما جَعَلَ حتى شَكْلَ أولِ كلامِ للأمين العام منذ بدء «طوفان الأقصى» يوازي في أهميّته مضمونَ ما سيتوجّه به إلى تل ابيب وواشنطن بالدرجة الأولى.

وإذا كان وجود بيئة «حزب الله» في الشارع لمواكبة إطلالة نصرالله يعكس «ثقةً عاليةً» منه بتوازن الردع الذي يَعتبر أنه أرساه مع إسرائيل، ويؤشر في الوقت نفسه إلى أنه لن يَعمد اليوم إلى إعلان الدخول في الحرب بما هو أبعد من المواجهات المدوْزَنة التي تطبع الجبهة الجنوبية منذ 8 أكتوبر الماضي، فإن المقلبَ الاسرائيلي بدا في حال ارتباكٍ شديد بإزاء الخطاب المنتظَر الذي تَرافق مع زيادةٍ في منسوب التحوّط براً وبحراً خشية مفاجآتٍ غير محسوبة.

ولم يكن عابراً أن تتحدّث صحيفةُ «هآرتس» في تقريرٍ لها عن تَوَقُّع أن يتجاوزَ متابعو خطاب نصرالله عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعيْن، مع اعتبار أن ما سيعلنه قد يكون «المفتاح لفك شيفرة خريطة ما هو آت»، من دون أن يُسقِط في سياق محاكاة ما سيقوله الأمين العام لـ «حزب الله» ما أسماه «سيناريو أرماغدون.

وهو أن يعلن نصرالله في الدقائق الأولى من خطابه أن الصواريخ الآن في طريقها إلى تل أبيب وأن قوات الرضوان قد أصبحت في الجليل»، متداركاً «مع أن هذا السيناريو غير مرجح، إلا أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تحسب له ألف حساب منذ إعلان توقيت الخطاب».

وبدا واضحاً أن «وهجَ» الخطاب أصاب اسرائيل مكمِّلاً في جانبٍ منه وظيفة تحريك الحدود الجنوبية لجهة تشتيتِ قوى الجيش الاسرائيلي وإشغاله على جبهتين لتخفيف الضغط عن غزة، حيث كانت تل أبيب أمس عيْناً على وقائع التوغل البري في القطاع المحاصَر بالنار وما تلاقيه قواتها من صعوباتٍ في ظل مؤشرات الى أنها تواجه أشباحاً «يخرجون من أفواه الأنفاق» وبتدريبٍ عالٍ وروح قتال أعلى، وعيْناً أخرى على ما يخبئه الأمين العام لـ«حزب الله» الذي سبقت إطلالته أشرطةٌ «ترويجية» في إطار الحرب النفسية.

وحرص وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على التمهيد لخطاب الأمين العام بإعلانٍ بدا أقرب إلى طمأنة الاسرائيليين، وقال فيه «ان الحزب لا يريد تحويل بيروت إلى غزة، وهو مرتدع الآن»، قبل أن يوجّه المتحدث باسم جيشه دانيال هغاري رسالة إلى نصرالله قائلاً «نحن جاهزون»، ومؤكداً أن «الجيش الإسرائيلي على استعداد تام للرد بقوة على أي شخص يحاول تقويض الوضع الأمني في الشمال»، ومشيراً إلى أنه حتى الساعة الأخيرة «هاجم الجيش مواقع على الحدود اللبنانية أطلقت منها صواريخ باتجاه إسرائيل»، ومبيناً أن «الفِرق على الحدود تعرضت لهجوم أيضاً في الساعة الماضية».

وعشية الإطلالة، قالت مصادر في «محور المقاومة» إن الخطوط العريضة المحتمَلة لما سيتناوله نصرالله ستركّز على الإشادة بالإنجاز النوعي والتاريخي الذي حققته المقاومة الفلسطينية في 7 اكتوبر رغم التفاوت الكبير في القدرات العسكرية مع اسرائيل، وعلى ما عبّر عنه «طوفان الأقصى» من هشاشتها و«جيشها الذي يُقهر» والذي يحاول تعويض هزيمته وما تتعرض له قواته داخل غزة من عمليات خاصة وبعضها «خلف الخطوط العدو» بالانقضاض الوحشي على المدنيين.

كما يفترض وفق المصادر، أن يتطرق نصرالله إلى الأثر النفسي والمعنوي العميق و«الذي لا يُمحى» لما حصل في 7 اكتوبر لجهة انعدام أمن الاسرائيليين وفقدان الثقة بجيشهم وبالمؤسسة السياسية التي فشلت في توفير مقومات البقاء داخل الدولة العبرية، في موازاة مهاجمة الدعم الأميركي والغربي لاسرائيل في «عملية الإبادة» لغزة وشعبها.

وإذ يُنتظر أن يُشير نصرالله إلى ان كلام تل أبيب عن عدم رغبتها في الحرب مع «حزب الله» رغم جهوزيتها لها هو دليل على عدم قدرتها ولا استعدادها للانخراط في الصراع الأوسع، فإنه سيعتبر نشْر حاملات الطائرات الأميركية في الشرق الأوسط وتدفق القوات الخاصة الأميركية إلى إسرائيل دليلاً على خوف الأخيرة من فتح جبهة ثانية، لاسيما ضد «حزب الله» الذي حرصت واشنطن على إعلان أن حضورها العسكري في المتوسط هو «لردعه».

وفيما سيمرّ نصرالله على الاستنفار الدولي الديبلوماسي لمنْع «حزب الله» من فتْح جبهة ثانية وعلى التواصل الذي يحصل مع إيران ولبنان عبر وسطاء في هذا الإطار، فإنه وفق المصادر نفسها سيَعرض ما يجري على الحدود الجنوبية من مواجهات تُظْهِر قدرات الحزب والردع الذي أحدثه بوجه إسرائيل وصولاً إلى التحوّل الاستراتيجي الذي شكّله نقله القتال إلى داخل الأراضي الإسرائيلية على عكْس النهج التاريخي الذي كانت تتبعه تل ابيب في القتال على أراضٍ أجنبية.

وبحسب المصادر عيْنها، فإن نصرالله لن يقدم لاسرائيل ولا الولايات المتحدة جواباً على «سؤال المليون» حول إذا كان سينخرط في حربٍ مع اسرائيل دَعْماً لغزة ومتى، وذلك أولاً على قاعدة «أننا صرنا في الحرب» أصلاً انطلاقاً من تطورات الجبهة الجنوبية ولو المضبوطة، وأيضاً بهدف إبقاء اسرائيل برمّتها على رِجْل نصف وتنتظر صفعةً أكبر بكثير مما تلقّتْه في 7 اكتوبر بحال تجرأت على العدوان الشامل على لبنان.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا