"مجازر "إسرائيل" في غزة تهدد شعبيّة بايدن وتؤثر في السياسة الداخليّة"
تكتسب زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الثانية إلى إسرائيل منذ 7 تشرين الأول الماضي، أهميةً تفوق زيارته الأولى والتي أتت من أجل إعلان التضامن بعد النكسة التي أصيبت بها جراء عملية طوفان الأقصى التي خلطت الأوراق على المستويين المحلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما في العالم والمنطقة. ويقرأ سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة، أن زيارة بلينكن، تأتي في إطار "الخشية الأميركية من استمرار المجازر في غزة والتي تؤدي إلى مناخٍ معترض وغاضب في عواصم الدول الغربية بعدما خرج المواطنون إلى الشوارع للإحتجاج، وبالتالي، لجم الحرب الإسرائيلية على غزة وعدوانها على المدنيين وتدمير المناطق بالكامل والحصار، معتبراً أن هذا التحرك "لا يندرج في إطار التخفيف من مستوى الجرائم والإنتهاكات للمواثيق والقوانين الدولية، إنما من أجل تطويق أسباب انقلاب الرأي العام الغربي وتحديداً الأميركي، في ضوء التحركات وحركات الاحتجاج في العواصم الغربية بعد توالي جرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين خلال حربها الإنتقامية على الفلسطنيين".
وفي قراءةٍ للمواقف الأميركية الأخيرة التي نقلها وزير الخارجية في الساعات الماضية، يقول السفير طبارة لـ "الديار"، إن "بلينكن طلب من الإسرائيليين التوقف أو على الأقل، التخفيف من القتل غير المبرر للمدنيين في غزة، بسبب انقلاب الرأي العام العربي وخصوصاً الأميركي، حيث أن الديموقراطيين في الولايات المتحدة يستقطبون على الدوام تأييد وأصوات الأقليات والمسلمين في الإنتخابات، ولكن هذا الواقع تغير، وبدأت شعبية الرئيس جو بايدن تتراجع داخل المجتمع الأميركي، وتحديداً في الولايات المحايدة، بسبب التحوّل في المزاج الشعبي، كما أن السياسة الداخلية بدأت تتأثر، بالإضافة إلى أنه وعلى سبيل المثال، فإن ولاية ميشيغن التي تضمّ غالبيةً عربية، قد هددت الحزب الديموقراطي بأنها ستقاطع الإنتخابات ممّا سيصبّ في مصلحة الحزب الجمهوري مع افتتاح موسم الحملات الإنتخابية تحضيراً للانتخابات في العام المقبل".
وعليه، فإن العنوان الرئيسي لزيارة بلينكن، يتضمّن مسألتين كما يضيف طبارة، موضحاً أن "الأول، هو حماية إسرائيل من نفسها، وقد كتب توماس فريدمان مقالاً حول هذا الواقع بما معناه أنه: إذا كان صديقك غاضباً فإنك لن تدعه يقود السيارة وستتولّى بنفسك القيادة، وهذه هي الفكرة الرئيسية في حراك بلينكن وهي ليس القيام بمهمة من أجل وقف للنار أو التهدئة، وبالتالي حماية إسرائيل من نفسها وخدمتها وليس أكثر".
أمّا المسألة الثانية، فيشير طبارة إلى أنها "تتصل بمدة الحرب الزمنية، حيث أنه وكلما طال أمد هذه الحرب، ستزداد النقمة الشعبية في الشارع الأميركي، ولذلك يسعى بلينكن إلى منع إسرائيل من القصف العشوائي على المدنيين في غزة وتهدئة الرأي العام العالمي، فمن الواضح أن الحرب طويلة ولذلك تسعى واشنطن إلى ضبط مسارها، لأن الأميركيين غير مرتاحين لتوسّع هذه الحرب ودخول أطراف جديدة على الصراع".
وعلى هذا الأساس، يتحدث طبارة عن أن "واشنطن تسعى عبر تدخلها لدعم إسرائيل إلى تأمين قوة ردع تحمي إسرائيل بعد خسارة جيشها المدوية في 7 تشرين الأول، وخصوصاً أن صورة هذا الجيش اهتزت كما سقطت معادلة المستوطنات التي غادرها سكانها ولن يعودوا بعد طوفان الأقصى، ما شكّل مشكلة أساسية لنتنياهو، الذي كان يريد المواجهة على جبهتي لبنان وغزة من أجل إعادة سكان المستوطنات، لكن واشنطن عارضت هذا الخيار وحصرت المعركة في قطاع غزة والتي يبدو واضحاً أنها ستكون حرباً طويلة".
هيام عيد-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|