إشتداد الحرب كمدخل للتسوية الكبرى...و هذا السيناريو المتوقّع للحرب في غزة!
كتب جوني منير في" الجمهورية": ستشكّل القمة الطارئة لجامعة الدول العربية، والتي ستتولى السعودية الدعوة اليها في الرياض كونها تتولى رئاسة الدورة الـ32 الحالية، المدخل العربي الأساسي لا بل الوحيد لإطلاق الحل الفلسطيني والذي يرتكز على «حل الدولتين» كشرط لا عودة عنه اياً تكن الظروف والمعطيات. وهذا ما يتوافق مع النظرتين الأميركية والأوروبية وهو ما يفسر أيضا الحملة التي بدأت حول الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والتي تخفي نيات تهجيرية بذريعة «استئصال» حركة ««حماس». وهو ما يعطي الانطباع بأنّ الحرب في غزة مستمرة حتى بداية الشهر المقبل على أقل تقدير.
وهو ما يعني أن حمّام الدم في غزة سيستمر بقوة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وللدلالة على الوحشية المنتظرة سحب البنتاغون ضابطاً رفيع المستوى كان قد تم انتدابه الى غرفة العمليات العسكرية الاسرائيلية الى جانب ضباط آخرين. لكن الضابط الذي سُحِب كان يشغل سابقاً موقع رئيس قيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية خلال حرب غزو العراق، ويتمتع بخبرة كبيرة في ادارة حرب المدن العراقية كونه تولى معارك كثيرة أهمها الفلوجة والموصل. وهذا الجنرال كان يؤيد استخدام الضربات الجوية المحددة كبديل من الانخراط في قتال بري مفتوح.
وأُشيع أن سبب سحبه هو عدم تأييد واشنطن للغزو البري لغزة وهو ما كرّره المسؤولون الاميركيون الكبار ولو بطرق مختلفة. وأعقبت خطوة السحب توضيحات غير رسمية للبنتاغون بأنّ القيادة العسكرية الاميركية لا تتخذ القرارات أو توجّه العمليات بل تقوم بتوجيه النصح فقط. وهو ما يمكن أن يحمل تفسيرات مختلفة منها أن حمام الدم سيستمر وربما بوتيرة أعلى. فصحيح أن التدمير المجنون الحاصل يساعد الدبابات والآليات على التحرك والتقدم لكن المشكلة الاساس تبقى في الأنفاق تحت الارض. وتدرك اسرائيل أن ««حماس» بَنَت مساحات واسعة من الانفاق، وهي متنوعة. مثلاً هنالك الانفاق البرية المعروفة والتي بنيت لأهداف برية. وهنالك أنفاق بحرية تستعمل لأغراض التسلل البحري. وهنالك أنفاق «انتحارية» جرى بناؤها وتسريب تفاصيلها للاسرائيليين بهدف استدراجهم اليها وتفجيرها على رؤوس المجموعة التي ستدخل اليها.
وفي الحسابات المعقّدة أن حركتي ««حماس» و»الجهاد الاسلامي»، والتي كانت تشير التقديرات الاستخباراتية الى أنهما تملكان مجتمعتين نحو 20 ألف صاروخ، ما يزال لديهما ما بين 12 الى 14 ألف صاروخ رغم إطلاق وتدمير كثير منها. أضف الى ذلك التجهيزات والخبرات التي كان قد منحها «حزب الله» لهما لجهة تجهيز قواعد الصواريخ في باطن الأرض، واخراجها لاطلاق الصواريخ عبر سكك حديد لضمان سلامة العناصر.
وفي الوقت نفسه إنّ القواعد العسكرية الاميركية في سوريا والعراق استمرت عرضة للهجمات الجوية ولو أنها بقيت على مستوى مخفوض من الخطورة. ولكن حفاظا على عدم تخطي الخطوط الحمر وجّهت واشنطن رسائل مختلفة. ذلك أن السنة هي انتخابية لا بل انّ النزاع الانتخابي حامي الوطيس.
يمكن استنتاج المشهد والتوقيت الملائم لإنتاج الحلول من خلال القمة الاستثنائية العربية، والادوار العربية المستقبلية على الساحة الفلسطينية ما بين السعودية وقطر ومصر.
لكن الواقعية تقضي بالاقرار بالتفاهم مع ايران مسبقاً لإنجاز المشهد المطلوب. ذلك، أن أضرارا بالغة ستلحق بالاستراتيجية الايرانية في الشرق الاوسط والتي عملت على ترسيخها طوال العقود الأربعة الماضية. الواضح أن توقيت عملية «طوفان الأقصى» واسلوب التنفيذ أصاب ميزان القوى الذي بَنته ايران قبل أن تصيب غيره. تكفي الاشارة الى عودة الجيش الاميركي الى المنطقة بعدما كانت واشنطن قد قررت في العام 2014 الانسحاب تدريجياً من الشرق الاوسط، وهي الفراغات التي عملت طهران على ملئها وتعزيز وزنها وحضورها. ومن الطبيعي أن تؤدي العودة الاميركية الى حسابات ومعطيات مختلفة ستستفيد منها السعودية هذه المرة كونها صاحبة القدرات المالية الهائلة التي يحتاجها الجميع.
ومن هنا يَدورُ الهمس حول الدور القطري المحوري مع ايران، وكذلك دورها الحاضن لـ »»حماس» ما سيسمح لها مستقبلاً باحتضان ««حماس» وحدها من دون سواها. وهذه الصورة تعني أن لبنان سيبقى خارج أتون الحرب ولو أن مناوشات الجنوب ستبقى قائمة لاسباب متعددة ومفهومة.
كما
كتبت جويل بو يونس في "الديار":
بعد غياب طويل قارب الـ 27 يوماً منذ زلزال "طوفان الاقصى"، خرج اخيراً أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله ليطل بالصوت والصورة على العالم باجمعه، فبات هو الحدث المنتظر بحدّ ذاته وتحوّلت أنظار العالم الى بيروت وتحديداً الضاحية الجنوبية فوقف الجميع من الغرب الى الشرق يترقب ويحلل ماذا سيقول السيد.
عرف السّيد في خطابه المدروس والمتقن في كل كلمة وفاصلة، كيف يهدئ نفوس اللبنانيين المرعوبين من "حرب مدمّرة" هم الذين لم يخرجوا بعد من هول حرب تموز ودمارها ومن جائجة كورونا وازماتهم المالية الاقتصادية وفراغ مؤسساتهم. هدّأ السيد بال الداخل اللبناني من دون ان يطمئن العدو فأعلن أن حزب الله دخل الحرب منذ الثامن من تشرين الأول، وتصاعدها مرهون بأمرين: أوّلاً، مسار تطوّر الأحداث في غزّة، وثانياً، سلوك العدوّ تجاه لبنان. لذلك، فإنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة. في هذا الكلام بحسب ما يقرأ مصدر بارز ما يشبه التأكيد ان حزب الله لن يبادر بخطوة ما تطلق شرارة الحرب من لبنان لكنه جاهز ومتأهب لاي حماقة قد يقترفها العدو رابطا تطور الوضع بلبنان بتطورات ميدان غزة وبسلوك "اسرائيل".
على أي حال، فالواضح ان كلام نصر الله المطمئن نوعاً ما للداخل اللبناني والمربك للعدو الاسرائيلي، يصب بحسب اوساط متابعة في اطار اعطاء فسحة للجهود التي تبذل لوقف اطلاق النار او لهدنات انسانية ولا سيما ان امين عام حزب الله أعلن ان المطلوب العمل على وقف اطلاق النار وانتصار حماس.
وتابعت الأوساط أن الجهود التي يتم التعويل عليها هي الجهود القطرية كما السعودية والمصرية ولا تخفي اهمية اجتماع عمان – غزة الوزاري الذي استضافته الأردن أمس في جهود وقف الحرب على غزة واللقاءات التي عقدت مع وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن مع الاشارة الى ان الرئيس ميقاتي كان ايضاً التقى بلينكن في عمان وطار الى القاهرة حيث التقى السيسي، على أن يتوجه في الساعات المقبلة الى السعودية للمشاركة في قمة الرياض.
وبانتظار ما قد تسفر عنه هذه الوساطات، فالتعويل هو في الوقت الراهن بحسب مصدر موثوق به لا على وقف لإطلاق النار إنما على التوصل الى هدنات انسانية يتخللها وقف لاطلاق النار متكرر ويرافقه على دفعات افراج عن اسرى من الطرفين ولو ان المصدر يؤكد ان المسألة قد تأخذ وقتا لتنجلي الصورة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|