توازن رعب جنوباً: العائدون إلى القرى ينزحون مجدداً!
رفعت حدة القصف في جنوب لبنان، مستويات التوتر إلى درجة عالية، إثر تصعيد بقصف جوي إسرائيلي ناهز العشر غارات خلال ساعة واحدة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنّه قصف «خليّتين» و«نقطة مراقبة» تابعة لـ«حزب الله»؛ رداً على محاولات لإطلاق النار من لبنان.
ويعد عدد الغارات الجوية الإسرائيلية هو الأعلى منذ 8 أكتوبر تشرين الأول الماضي، تاريخ انخراط «حزب الله» في حرب غزة على جبهة جنوب لبنان، وسُمع دويّ الصواريخ على بعد 40 كيلومتراً من الحدود، في حين تناقل اللبنانيون مقاطع فيديو تظهر دخاناً كثيفاً إثر غارات جوية ضخمة نفذتها الطائرات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من الجنوب.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، باستهداف وإسقاط منطاد تجسس إسرائيلي على الحدود.
وبعدما تحدث ناشطون عن استخدام الحزب، للمرة الأولى، صواريخ برؤوس حربية كبيرة لاستهداف موقع جل العلام في القطاع الغربي، نفى الحزب في بيان تلك المعلومات، قائلاً إن الانفجارات الكبيرة ناتجة عن غارتين إسرائيليتين نفذهما الطيران بمحاذاة الموقع.
ودفع التصعيد باستخدام الغارات الجوية، عشرات العائلات التي عادت في الأسبوع الماضي إلى منازلها، لمغادرة بلداتها مجدداً، تحسباً لأي تصعيد إضافي، حسبما قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن السكان غير مطمئنين بعد التصعيد المفاجئ بالغارات الجوية، وتحديداً بعد خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، الجمعة، الذي قال فيه إن الجبهة مستمرة، وكل الاحتمالات مفتوحة.
وكان نصر الله قال الجمعة إنّ "الحزب" دخل بالفعل الحرب، واصفاً ما يجري عند الحدود الجنوبية بأنه «مهم جداً، ولن يتم الاكتفاء به». وأضاف أن القلق من «إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي، أو حرب كاملة، أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، وعلى العدو أن يحسب له كل حساب».
سياسياً، بحث نائب الأمين العام للأمم المتحدة للأمن والحماية جيل ميشو، الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية والتنسيق الدائم مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري.
كما جاء في جريدة الأنباء الالكترونية:
يومٌ آخر من المذابح الإسرائيلية في قطاع غزة أمس سقط خلاله عدد كبير من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، بعضهم في غارات وقصف على مدارس تأوي نازحين أو بالقرب من المستشفيات. غير أن هذا اليوم كان صعباً جداً على الاحتلال أيضاً باعتراف وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أقرّ بالأثمان الباهظة التي يدفعها جيشه في العملية البرية.
وقد ارتفعت حصيلة قتلى قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع الى أعداد قد تفوق ما يُعلن عنه رسميا، وهو ما أظهرته أمس الفيديوهات التي وزعتها كتائب القسام وتُظهِر تمكُّن عناصرها من تدمير عدد من الدبابات والمدرعات من مسافات صِفرية، مشيرة الى أنها دمرت خلال ٤٨ ساعة الماضية ٢٤ دبابة وآلية.
أما على الحدود مع لبنان يستمر القصف الإسرائيلي الذي تخطى مجدداً أمس المناطق المحاذية للخط الأزرق، وقد جال غالانت بعد يوم من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، محاولاً رفع الحالة المعنوية للعسكريين وطمأنة الإسرائيليين من جهة، وتوجيه التهديدات لحزب الله وللبنان في حال توسيع العمليات ضد إسرائيل، من جهة ثانية.
مصادر سياسية تحدثت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية عن "توازن رعب حقيقي فرضته ظروف المعركة، سواء في غزة او في الضفة الغربية أو في جنوب لبنان، خاصة بعد التصدي البطولي لأهالي غزة بمواجهة الدمار الهستيري الذي تقترفه اسرائيل في قتل الأبرياء والنساء والشيوخ والأطفال، فيما العالم يقف متفرجاً على هول المجازر التي ترتكب يوميا بحق المدنيين".
المصادر توقعت "طول أمد الحرب لأن هناك ضوءاً أخضر أميركياً - غربياً لمحاولة تصفية حماس ومن خلفها القضية الفلسطينية، لكن صمود المقاتلين الفلسطينيين أذهل العالم، وجعل المراهنين على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة يراجعون حساباتهم".
وفي السياق، أشار النائب عبد الرحمن البزري إلى أن "السيد حسن نصرالله قدّم توصيفاً دقيقاً وتاريخياً للطبيعة العدوانية والإجرامية للعدو الاسرائيلي"، وشدد على "ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية لتحقيق النصر والحصول على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه".
البزري وفي حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية اعتبر ما يحدث في الجنوب "قابل للتصعيد إذا تمادت إسرائيل بجرائمها ضد الفلسطينيين في غزة"، معتبراً أن "كلام نصرالله في هذا السياق أدى إلى موقف متوازن بعدم التصعيد العسكري إلا في حالات الإجرام التي قد تقترفها إسرائيل".
وعن الجولة التي يقوم بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، رأى البزري أن "ميقاتي يقوم بواجباته في التواصل الدبلوماسي مع كل الأشقاء العرب، ومع الأصدقاء الدوليين الذين لديهم تأثير على العدو الإسرائيلي، وهي تتلاقى مع الجهود التي يجريها مع المسؤولين الغربيين، ولقاءه وزير الخارجية الأميركي يصب في هذا الإطار للتأكيد أن لبنان ملتزم بالقرار ١٧٠١ ومطالبته الضغط على اسرائيل لمنع الخروقات التي تقوم بها على طول الخط الازرق".
البزري تمنى أن "يكون استخدام السلاح الدبلوماسي مُكملا للقدرات الدولية التي تمكن لبنان من حماية نفسه من أي اعتداء يتعرض له". البزري أعرب عن تقديره لخطة الطوارئ التي طرحتها الحكومة، لكنه رأى أن "هناك نقاطاً بحاجة لإيضاح لأن هناك معلومات تقول انها تتطلب ٤٠٠ مليون دولار، فيما وزير المال أكد بأنه قادر على تأمين التمويل للأشهر الثلاثة الأولى في حال حصول أي اعتداء".
ويبقى وسط ذلك أن يستعد البلد لأسوأ الإحتمالات، وهذا يستدعي بالدرجة الأولى تحصينه بموقف وطني واحد، ولعل في مقدمة ذلك منع شغور المراكز العسكرية والأمنية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|