المجتمع

"ديك صيّاح"... ولبنانيّون أكلوا الضرب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تقول فيروز في الأغنية: "أسامينا شو تعبوا اهالينا تا لقوها، شو افتكروا فينا".. ينطبق هذا الكلام على الغالبية من الاهل الذين تجدهم يبحثون في المعاجم والكتب وعلى محرّك غوغل طوال الأشهر التسعة من الحمل بحثا عن إسمٍ "يحمّلونه" مدى الحياة لطفلهم الآتي، فيما يختار آخرون طريقا آخر، كإسم الجد أو الجدّة الحاضر منذ سنوات، أو إسم مختار الضيعة أو عزيزا فقدوه أو حتى أن البعض يختارون الإسم على سبيل النكتة تبعاً للعائلة... وهنا تبدأ رحلة العذاب!

تطول لائحة الأسماء الغريبة عجيبة في لبنان، ولو أن أحدهم يحمل بالفعل هذا الإسم، "غريب عجيب" وكان كلما سأله احدهم عن إسمه، ظنّوه يتهكّم عليهم. ما فعله الأهل بابنهم هنا لا يُصدّق تماما، كآخرين ممن حمّلوا أولادهم الصغار أسماء مرّ عليها الدهر وشرب، مثل حنّة وديبة وصديقة... هؤلاء تحوّلن مع الوقت إلى "نونو" و"ديدي" و"سوسو"!

"تفاحة" هو إسمٌ أحبّ أهلٌ أن يطلقوه على ابنتهم لأنهم يملكون بساتينَ من التفاح، و"كندا" إسمٌ آخر لفتاة حلم أهلها بالهجرة إلى تلك البلاد البعيدة، تماما كالشابة "إسبانيا" التي باتت تنزعج كلّما سُئلت عن اسمها... هي أسماء تجعلك تفكّر في ما دار في بال الأهل يوم رزقوا بابنهم او ابنتهم، وكيف يحقّ لهم أن يقترفوا ذلك بحق أبنائهم!

صدّقوا أو لا تصدّقوا، هناك فتاةٌ رزق بها أهلها بعد 5 فتيات، فأسموها "خلص" باعتبار أن "خلَصْ بنات"... أما الأسوأ حظا بينهم فهو "ديك صيّاح" الذي لا يخفي أنه عاش كابوس اسمه منذ الطفولة وحتى سنّ الشباب حتى أنه خضع للعلاج النفسي بفعل التنمّر الذي تعرّض له طوال سنوات المراهقة، حتى تمكّن أخيرا من رفع دعوى وتغيير اسمه.

إلا أن المسار القانوني ليس بالأمر السهل أبدا وفق ما يشرح المحامي زياد نعماني في حديث لموقع mtv، وهو قد يستغرق أكثر من 4 سنوات بسبب تعذر انعقاد الجلسات في المحاكم.

ويوضح نعماني أن القانون لم ينصّ على تغيير الإسم بل على تصحيح ما قد يعتبر أنه وقع بالخطأ بالسجلات، مشيرا إلى أن الشخص المعنيّ يتوجّب عليه أن يتقدّم بدعوى أمام المحكمة مبيّنا الأسباب الموجبة لذلك على أن ينشر في صحيفتين محليّتين خلاصة الطلب، ويأتي بشهود وإفادات تؤكد هؤيّته وتؤكد عدم وجود أي التزامات تجاه الغير، حتى لا يكون تغيير الإسم بهدف التهرّب من قضية ما.

المعاملة هذه طويلة إذا، فيها تحقيقات وشهود وحكم بداية وحكم استئناف ومصاريف كثيرة تبعا لكل الإجراءات المطلوبة وأتعاب المحامي، وإذا لم يأت اعتراضٌ تحكم المحكمة لصالح الراغب بتغيير اسمه.

هي جلجلة لبنانيين أكلوا الضرب منذ لحظة ولادتهم.. الانكى أن من حَكَمَ عليهم بتلك المعاناة هم أولياء أمرهم، الذين من المفترض أن يكونوا حُماتهم ومصدر قوّتهم... مُضحك ما نرويه ومُبكٍ... والفعل الاخير هو بالطبع لتعيسي الحظّ الذين لم يُوَفّقوا لا بأسمائهم.. ولا بمن أطلقوها عليهم.

 سينتيا سركيس -موقع mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا