عربي ودولي

تقرير لـ"The Telegraph": في أوكرانيا وغزة.. اختار الغرب الهزيمة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قد تكون الحرب في كل من أوكرانيا وغزة مختلفة تمام الاختلاف في طبيعتها، ولكنها تتمتع أيضاً بعدد من أوجه التشابه المذهلة، وخاصة في ما يتعلق باستعداد العديد من زعماء الغرب للاستسلام للمعتدين.

 
وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "في أوكرانيا، تنخرط البلاد في معركة على غرار الحرب العالمية الأولى،في محاولة يائسة لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق هدفه المتمثل في القضاء على الأمة الأوكرانية. وفي المقابل، يتطلب الهجوم الإسرائيلي لتدمير حماس في غزة درجة أكبر بكثير من التطور العسكري، وذلك بهدف تدمير شبكة الأنفاق التي تمكّن الحركة من تشكيل تهديد وجودي للدولة اليهودية. وفي خضم كل ذلك، كل المؤشرات تشير إلى أن زعماء الغرب مترددون بشأن تقديم الدعم المطلق لكل من الدولتين".

وتابعت الصحيفة، "إن قلق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس في 7 تشرين الأول هو مثال واضح على ذلك. صحيح أن بايدن كان حريصًا على إظهار أوراق اعتماده المؤيدة لإسرائيل، حيث أرسل مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط كبادرة دعم، وفي الوقت عينه، تحاول إدارته يائسة تنظيم "هدنة إنسانية" للقتال، حتى مع علمها أن أي توقف للهجوم العسكري الإسرائيلي من شأنه أن يصب بلا أدنى شك في مصلحة حماس. ومع ذلك، يخشى الكثيرون من أن يكون هوس واشنطن بترتيب وقف للأعمال العدائية، مهما كان قصيرًا، جزءًا من هدف أوسع يتمثل في تنفيذ وقف إطلاق النار".
 
ورأت الصحيفة أنه "حتى لو نجح الإسرائيليون في تدمير البنية التحتية لحماس، فإن البيت الأبيض يسعى بالفعل إلى دراسة عواقب الصراع حتى قبل أن ينتهي القتال. فقد أعلن بايدن معارضته لأي عملية "إعادة احتلال" إسرائيلية لغزة، حتى لو كان مثل هذا الإجراء مطلوباً للحفاظ على السلام في الوقت الذي يتم فيه إنشاء إدارة فلسطينية بديلة. ومن ناحية أخرى، كان الجمود الذي طغى على ساحة المعركة في أوكرانيا سبباً في دفع الساسة على ضفتي الأطلسي إلى إعادة تركيز جهودهم على إيجاد حل دبلوماسي للصراع، وهو ما سيؤدي حتماً إلى خيانة القضية الأوكرانية. ففي برلين، على سبيل المثال، يبدو أن الإجماع السياسي الساحق يدور حول ضرورة تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، مع التنازل رسمياً عن الأراضي التي تحتلها روسيا في الشرق لموسكو، والسماح لبقية البلاد بتحقيق طموحها الذي طال أمده بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
 

وبحسب الصحيفة، "تسود عقلية مماثلة على نحو متزايد بين صناع القرار السياسي في باريس وواشنطن، حيث تصبح الرغبة في إنهاء الصراع الأوكراني أكثر حدة كلما طال أمد أزمة غزة. ويبدو أن زعماء الغرب لم يعد لديهم القدرة على التعامل مع أكثر من أزمة دولية واحدة في وقت واحد. إن إحجام الغرب عن تقديم الدعم الكامل للحلفاء الرئيسيين الذين يقاتلون ضد المعتدين الوحشيين لا يثير تساؤلات مثيرة للقلق حول قدرة التحالف الغربي على حماية مصالحه فحسب، لا بل يفشل في فهم الضرورة الاستراتيجية المتمثلة في التأكد من محاسبة الدول المارقة والمنظمات الإرهابية على جرائمها".
 
وتابعت الصحيفة، "إن أي اتفاق سلام يمنح بوتين شبراً واحداً من أراضي كييف سيكون بمثابة خيانة فظيعة للشعب الأوكراني، كما وإن تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة قبل أن تقوم إسرائيل بتدمير البنية التحتية لحماس من شأنه أن يجعل الإسرائيليين عرضة لمزيد من الهجمات من قِبَل المتطرفين الإسلاميين. ومن ناحية أخرى، إذا تمكن زعماء الغرب من إدراك أهمية إلحاق هزائم مدمرة بأمثال بوتين وحماس، فإن هذا من شأنه أن يرسل إشارة واضحة لا لبس فيها إلى الآخرين الذين يعادون القيم والمصالح الغربية. فقد أظهرت الحروب في أوكرانيا وغزة أنه وعلى الرغم من المواقف العدوانية التي يتخذها الروس وداعمو حماس في إيران، فإنهم غير قادرين على مضاهاة القوة النارية المتاحة للغرب وحلفائه".
 
ورأت الصحيفة أن "السبب الوحيد لتعثر الهجوم الأوكراني هذا العام ليس بسبب عدم كفاية الأسلحة الغربية، بل لأن الغرب لم يزود كييف إلا بالمعدات العسكرية الكافية للدفاع عن نفسها، وليس للانتصار في الحرب. وإذا ركز زعماء الغرب على زيادة تدفق الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا، فقد يجد الأوكرانيون أنفسهم في موقف يسمح لهم بإلحاق هزيمة مدمرة بروسيا، وبالتالي إلغاء الحاجة إلى اتفاق سلام. وينبغي تبني النهج نفسه تجاه إسرائيل والمعركة ضد حماس وداعميها الإيرانيين. وعلى الرغم من كل الأحاديث العدائية الصادرة عن طهران وحليفها، حزب الله، لم يقدم أي من حلفاء حماس المزعومين أي مساهمة ذات معنى في حرب حماس ضد إسرائيل".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا