توفير أطول مدّة من "الصّمود الذاتي" خلال الحروب... حبّة الدواء بمستوى السلاح!
هاجمت حركة "حماس" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، واتّهمتها بالتخاذل عن دورها، وبتخلّيها عن مسؤوليتها تجاه مئات الآلاف من السكان في قطاع غزة، وبتركهم من دون ماء، وطعام، ودواء، وعلاج، ومن دون أي مأوى أيضاً.
صمود ذاتي
وبمعزل عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وعن الحاجة الى حماية أضعف الناس هناك، و(بمعزل) عن نفي "أونروا" اتّهامات الحركة ("حماس")، وعن المناخ السياسي العام الذي يُحيط بعمل كل المنظمات الدولية، الإنسانية وغير الإنسانية، نسأل، ألا يتوجّب على أي جهة أو تنظيم... يخوض حروباً دائمة في أي مكان، أن يعتبر مخزونات الطعام، والدواء، والمياه، والمستلزمات الطبية... مسألة حيوية، بمستوى الاهتمام بصناعة وتطوير الصواريخ، والمسيّرات، والأسلحة، والتدريبات، والخطط العسكرية؟
وألا يتوجّب على تلك التنظيمات أن توفّر الظروف التي تسمح لشعوبها وبيئتها بـ "الصمود الذاتي" لأطول فترة ممكنة، على المستويات كافة، وذلك بدلاً من ارتفاع الحاجة الى مساعدات دولية، بعد 24 ساعة من بَدْء أي مواجهة عسكرية؟
بمستوى الصاروخ
الحرب هي حرب، ولا شيء يسمح بالتهاون مع التلاعب بحياة الناس. ولكن أما حان الوقت لاعتبار حبّة الدواء، وكيس الطحين، والأوكسيجين... بمستوى الصاروخ، والمسيّرة... وتكديسها في أنفاق، وتأمين حمايتها، وتوفير إيصالها الى الناس كافة، وذلك تماماً كما يتمّ ضمان تدفّق الأسلحة، مهما اشتدت العمليات العسكرية؟
منطق ثوري
شدّد مصدر مُواكِب لعمل المنظمات الإنسانية على أن "الواقع الميداني في غزة هو الذي يُعيق عمل "أونروا". وهنا نذكّر بأنها خسرت الكثير من موظّفيها بسبب العمليات العسكرية هناك".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المنطق الثوري لا يحسب حساباً لحاجات الناس عند إشعال الحروب. وهو لا يقدّر حجم الضّرر الذي تحدثه أي عملية عسكرية يقوم بها، بل يفعل ما يشاء، ويترك النتائج للأيام والظروف اللاحقة. وهذا ما يحمّل الفاتورة الأكبر للناس، ويزيد من معاناتهم خلال الحروب".
حلول؟
وأشار المصدر الى أن "التنظيمات العسكرية لا تبحث عن حماية الناس كهدف. وهذه مشكلة كبرى، خصوصاً في أوان المواجهات التي تخوضها تلك التنظيمات مع قوى عسكرية ضخمة".
ودعا "التنظيمات الفلسطينية على مختلف توجّهاتها الى الاستجابة للشروط العربية الهادفة الى وقف إطلاق النار في قطاع غزة. فدعوات عربية عديدة، ومنذ ما قبل عملية "طوفان الأقصى"، كانت تنادي بخيارات جديدة، من بينها اعتماد المقاومة غير المسلّحة، وإيجاد مخارج تستند الى حلّ الدولتَيْن، والى توفير فرصة بناء دولة فلسطينية بدعم مادي ومعنوي عربي كبير، ومن خارج منطق قوى "المُمانَعَة" المدعومة من إيران. ولكن أتت عملية 7 أكتوبر لتدعم تطرُّف حكومة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، ولتخرّب كل تلك الجهود".
وختم:"قد يتمّ تأخير الكثير من الحلول التي توضَع الآن، بسبب التطرُّف الذي يمنع حلّ الدولتَيْن، والذي يشكّل مصلحة لدى أكثر من طرف في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. فبعد انتهاء الحرب، سيُسأل نتنياهو عن دوره في التسبُّب بها، فيما ستُسأل قيادات "حماس" عمّا أحدثته من خراب هائل يصعب إعادة إعماره، وعن النتائج التي حصدتها بعد سقوط آلاف القتلى والجرحى في غزة. فهذه أمور كلّها متروكة لما بعد انتهاء الحرب، ولكنّها لن تجنّب المدنيّين المزيد من الكوارث".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|