ما مدى استعداد عكار لاستضافة النازحين في حالة الحرب؟
الحرب، هي أكثر ما يقلق اللبنانيين هذه الأيام وسط تخوّف من أن يتوسّع القتال في الجنوب على خلفية ما يجري في حرب غزة إلى مناطق لبنانية أخرى على غرار ما حصل في حرب تموز من العام 2006.
مع بداية عملية "طوفان الأقصى" وانخراط حزب الله بالحرب انطلاقاً من مناطق جنوبية، استبق عدد من الأشخاص من أهالي منطقة عكار الأحداث وأعلنوا عن استعدادهم لاستقبال نازحين من مناطق الإشتباك في منازلهم، وعبّر البعض عن ذلك على حساباتهم على مواقع التواصل الإجتماعي. لكنها مبادرات فردية تغيب عنها البلديات والجهات السياسية والحزبية في إطار عمل منظّم يرقى إلى مستوى خطة الطوارئ الشاملة والجاهزة للمحافظة ومؤسساتها بأكملها.
مركزا إيواء
وفي ظل الحديث عن خطة حكومية للطوارئ والإستعداد لما قد ينجم عن توسع الحرب في لبنان وتمددها والتي نوقشت في مجلس النواب مؤخراً،الأول في سهل عكار والثاني في بلدة فنيدق وهما مركزان كانا قد اعتُمدا كأماكن للحجر الصحي إبان أزمة كورونا، بالإضافة إلى إمكانية فتح بعض المدارس الرسمية في المناطق في حال الحاجة إليها".
هذا أقصى ما يمكن للجنة الكوارث أن تقوم به، وأن ترفع بذلك تقريرها إلى الوزارات المعنية. لكنّ خطة الحكومة نفسها ووفق مصادر مطلعة، لم تحدد مناطق الإيواء ولا الأماكن ولم ترصد مبالغ ولا مساعدات ولا أنواع هذه المساعدات، وبقيت مجرد أفكار وعناوين عريضة يحتاج تنفيذها إلى الأموال وإلى الفِرق اللوجستية للتنفيذ وكلها غير مؤمّنة.
وتضيف المصادر بأنّ الحكومة تشجّع بعض النواب الميسورين وأصحاب المؤسسات بالإشتراك معها في تنفيذ الخطة كلٌ في منطقته، وفي الجانب الذي يجد نفسه قادرًا على المساعدة فيه.
وإذا كانت الخطة الحكومية المركزية قاصرة وغير واضحة بآليات وأزمنة محددة، فإن أي خطة سيتم اعتمادها في المناطق ستكون قاصرة هي الأخرى عن تلبية احتياجات الناس.
خطة حزب الله
في مقابل خطة الحكومة علمت "المدن" بأن "حزب الله كان قد عقد أكثر من اجتماع لخلية أزمة شمالية أعدّها لهذه الغاية، وقد حصلت هذه الإجتماعات قبل 7 تشرين الأول بثلاثة أشهر تقريباً، لأن الحزب كان يتوقّع هجوماً إسرائيلياً على لبنان، وقد أجرى محاكاة لهذه الفكرة"، بحسب مصدر مطلع. وناقشت خلية الأزمة التي ضمت شخصيات من الشمال مقرّبة من الحزب وأعضاء في المجلس السياسي للحزب، أكثر من فرضية للإيواء وتأمين المساعدات. فمراكز الإيواء هي عبارة عن مدارس رسمية، كذلك مدارس خاصّة يملكها أشخاص مقرّبون من الحزب في مناطق الشمال، وأما مستودعات المساعدات فيمكن وضعها في مناطق في جبيل والكورة والهرمل ومنها يتم نقل المساعدات إلى النازحين أينما كانوا؛ لكنّ هذه الخطة أيضاً بقيت وقتها على الورق بدون تنفيذ.
قبول المجتمع للنازحين
تؤكد مصادر مطلعة لـ "المدن" بأن حزب الله سيكتفي في عكار والمنية وطرابلس بتأمين مراكز إيواء ومدارس في مناطق له فيها حاضنات شعبية. وقد هيّأ الأرضية لأي وجود لجمهوره في عدد من القرى والبلدات في عكار والشمال، وذلك من خلال دخوله إلى هذه المناطق بالمساعدات عبر جمعية "وتعاونوا"، التي استطاعت إزالة الكثير من حواجز الخصومة بينه وبين هذه المناطق التي كانت من أشدّ معارضيه في فترة وجود تيار المستقبل في السلطة.
أعان الحزب على ذلك أمران اثنان: الأول، الأزمة الإقتصادية التي جعلت البعض يقبل بالمساعدة من أي جهة أتت، والثاني، خروج سعد الحريري من الحياة السياسية اللبنانية ورفع عباءة تيار المستقبل السياسية عن مناطق الشمال.
مبادرات المجتمع المدني
أبعد من ذلك، لا يمكن الحديث عن مبادرات لمجتمع مدني أو لبلديات لتأمين مراكز إيواء أو الإستعداد لأزمة نزوح. فالبلديات تعاني من أزمة مالية وصناديقها فارغة، وتحاول التنصّل من أي مسؤولية تلقى على عاتقها، من أزمة نزوح السوريين إلى أزمة النزوح الداخلي، وأما المجتمع المدني فلا يبدو أن له أي خطة حتى الآن في هذا الإتجاه، ولا يمكن التنبوء بمدى استعداده أو مساهماته.
بالتالي، تؤشر المعطيات بأن تعاطي عكار مع أي أزمة نزوح داخلي سيكون رهن اللحظة، وسيكون للمبادرات الفردية تأثير أكبر من المبادرات الرسمية، في غياب أي تنسيق أو برامج محددة للعمل المشترك ما بين المجتمع الأهلي والمؤسسات الرسمية المفترض ان تكون معنية بالتخطيط واستباق الأمور والتحضير لاي طارئ في الظروف الاستثنائية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|