تقرير لـ "The Hill": بالنسبة لإسرائيل.. وقف إطلاق النار يعني الموت
تتزايد الضغوط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة. أما في العواصم والجامعات في معظم أنحاء العالم، فيتظاهر مئات الآلاف من المواطنين للمطالبة بوقف فوري للقتال في غزة.
وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "تزيد الصور المؤلمة من ساحة المعركة، مع تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين، من حدة مطالب المحتجين. فوقف إطلاق النار من شأنه أن يؤدي إلى تحرير الرهائن، ويمكن بعد ذلك إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، لتبدأ عملية إعادة الإعمار بعدها. فبالنسبة لإسرائيل، إن قبول وقف إطلاق النار يعني انتصار حماس، وبالتالي الموت. وهذا هو بالتحديد سبب رغبة حماس في تحقيق هذا الأمر. إذا تم فرض إطلاق النار، فهذا من شأنه أن يمكّن حماس من تجديد ترسانتها الصاروخية وإصلاح أي ضرر ألحقته إسرائيل حتى الآن ببنيتها التحتية العسكرية. وكما كانت الحال في الماضي، فإن قسماً كبيراً من المساعدات الدولية الموجهة إلى غزة سوف تستنزفها حماس لتعزيز قدرتها على قتل اليهود".
وتابعت الصحيفة، "إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يمكّن حماس من إعلان انتصارها والاستعداد للجولة التالية. وكما أعلن زعيم حماس السياسي غازي حمد فإن هجوم 7 تشرين الأول لم يكن سوى المرة الأولى، "سيكون هناك مرة ثانية وثالثة ورابعة. نحن على استعداد لدفع الثمن. نحن نفتخر بتقديم الشهداء". وعلى النقيض من ذلك، فإن وقف إطلاق النار من شأنه أن يقيد أيدي إسرائيل بشكل مميت. ومع عودة حماس إلى الظهور على الحدود الجنوبية لإسرائيل واكتساب حزب الله المزيد من الجرأة في الشمال، فإن البلدات التي تم إجلاؤها من هذه المناطق لن تشهد على عودة سكانها، كما وسوف تتأثر السياحة والاستثمارات الأجنبية سلباً، وسوف يختار العديد من الإسرائيليين تربية أطفالهم في أماكن أخرى".
وأضافت الصحيفة، "إلى جانب تعرض أمنها الداخلي لهزة، فإن إسرائيل ستفقد قدرتها على الردع الإقليمي، وبالتالي، يمكن لإيران أن توجه ضرباتها نحو اسرائيل من دون عقاب. قد تكون قوات الدفاع الإسرائيلية أقوى جيش في الشرق الأوسط، ولكن من دون الشرعية والقدرة على المناورة لاستخدامها، تصبح إسرائيل مكشوفة بشكل قاتل. ويدرك الرئيس الأميركي جو بايدن ذلك، وقد صمد، جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في وجه الضغوط المتزايدة من أجل وقف إطلاق النار. وهو يعلم أن هذا الأمر لا يعني الهزيمة لإسرائيل فحسب، بل يعني أيضاً الهزيمة للولايات المتحدة التي تواجه العديد من التهديدات الإيرانية".
ورأت الصحيفة أن "الانتقادات المتزايدة لسياسة بايدن داخل حزبه وكذلك من زعماء الشرق الأوسط تتطلب بعض المرونة. ويعتقد بايدن أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال فترات التوقف الإنسانية التي أوصى بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، وأوضح الأخير أن هذا الأمر من شأنه أن يساعد إسرائيل على "تقليل عدد الوفيات بين المدنيين مع الاستمرار في تحقيق أهدافها المتمثلة في العثور على مقاتلي حماس والقضاء عليهم".
وعلى الرغم من أن بلينكن شدد على معارضة أميركا لقرار وقف إطلاق النار، إلا أن اقتراحه بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لا يزال يواجه رفضاً من قبل إسرائيل. وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار المؤقت الذي لا يشمل إطلاق سراح الرهائن لدينا"."
وبحسب الصحيفة، "يعكس موقف الحكومة موقف الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين يعتبرون تقديم المساعدات لغزة بمثابة إضعاف للنفوذ الضئيل الذي لديهم لتأمين حرية الرهائن. ويدرك الإسرائيليون أيضاً أنه حتى مع عمليات التفتيش، فإن أي شحنة مساعدات تدخل إلى غزة سوف تستولي عليها حماس، وسيحاول عناصرها الهرب من خلال الاختباء بين المدنيين الذين يتم إجلاؤهم. فالإسرائيليون لا يريدون إبطاء زخم قواتهم أو منح حماس أي فرصة لإعادة تجميع صفوفها. لذلك، إن التوقف لأسباب إنسانية، من وجهة نظر إسرائيل، لن يؤدي إلا إلى تعزيز حماس وسيكلف تل أبيب المزيد من الأرواح".
وتابعت الصحيفة، "ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الموافقة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية أم لا، من المرجح أن تصبح أكثر أهمية في الأيام المقبلة. وسوف تضطر إسرائيل إلى الاعتماد بشكل متزايد على الولايات المتحدة لاستخدام حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية. ومع استهلاك الذخيرة بمعدل هائل، سيتعين على القوات الإسرائيلية قريباً أن تطلب من أميركا إعادة الإمداد. ومن خلال التمسك بشكل لا لبس فيه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وإرسال قوات بحرية ضخمة لردع أعداء إسرائيل وحماية سمائها، اكتسب بايدن قدرا كبيرا من النفوذ على صناع القرار الإسرائيليين".
وختمت الصحيفة، "قد يعني وقف إطلاق النار نهاية لهذه الجولة من إراقة الدماء، لكنه يضمن صراعات أكثر دموية في المستقبل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|