تقرير لـ"New York Times" يكشف: الولايات المتحدة تفقد السيطرة
منذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول، قدم الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه كرجل دولة متواضع وذي خبرة بسبب أخطاء بلاده بعد هجمات 11 أيلول 2001.
وبحسب صحيفة "New York Times" الأميركية، "سرعان ما كشف مسؤولو البيت الأبيض، الذين فضلوا التحدث دون الكشف عن هويتهم، عن قلقهم العميق إزاء الخطط الإسرائيلية لغزو قطاع غزة، كما وأعربوا عن خشيتهم من أن تفشل العملية في استئصال حماس، ما سيؤدي إلى قتل وجرح المدنيين الفلسطينيين بشكل متعمد، وربما إلى اندلاع حرب أوسع نطاقا. وقد أعلن بايدن علناً عن دعمه القوي للعمل العسكري الإسرائيلي، بينما حث إسرائيل على الامتثال لقوانين الحرب. من الواضح أن بايدن شعر أن إظهار المودة لإسرائيل هي الطريقة الأمثل لكبح جماحها، أو الطريقة الوحيدة التي كان مستعداً للقيام بها".
ورأت الصحيفة أن "هذه المناورة باءت بالفشل، فقد شرعت إسرائيل بهجومها البري حيث وصلت قواتها إلى مدينة غزة وسط استمرار القصف الجوي والحصار المفروض على القطاع. في الواقع، لم يكن من المتوقع أن يستمع القادة الإسرائيليون إلى تصريحات واشنطن. فهل كانت الولايات المتحدة، بعد هجمات 11 أيلول، لتكون على استعداد لتغيير سلوكها بناء على نصيحة دولة خارجية؟ بايدن نفسه لم يتعلم من أخطاء أميركا واندفع بتهور إلى الحرب الأخيرة. فمن خلال دعمه لإسرائيل دون قيد أو شرط، والفشل في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين أيضًا، جعل الولايات المتحدة متواطئة في كل ما تفعله إسرائيل بعد ذلك. أما التكاليف، فكبيرة جداً، ويمكن أن تصبح أكبر بكثير".
وتابعت الصحيفة، "في الأيام التي تلت 7 تشرين الأول، أتيحت لبايدن الفرصة لتحديد رد فعل إسرائيل من خلال الإظهار العلني لنوع الإجراءات التي ستقوم الولايات المتحدة بدعمها، وتلك التي لن تقوم بدعمها. ففي الوقت الذي كان يُعرب فيه عن تضامنه مع إسرائيل واشمئزازه من حماس، كان من الممكن أن يحجب المساعدة في شن حملة عسكرية إلى حين أن تضع إسرائيل خطة يعتبرها البيت الأبيض فعالة وعادلة وتعامل المدنيين الفلسطينيين بشكل مقبول. وعوضاً عن ذلك، أعرب بايدن عن دعمه إسرائيل، متعهداً بتأمين الدفاع عنها "اليوم وغداً ودائماً". وحتى عندما كان يضغط سراً على القادة الإسرائيليين للتفكير مرتين قبل القيام بغزو بري، فقد طلب علناً مبلغ 14.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الطارئة، دون أي شروط".
ورأت الصحيفة أنه "لو اتبعت الإدارة الأميركية مبدأ العصا والجزرة، لكان من الممكن تحسين تصرفات إسرائيل أو إبعاد الولايات المتحدة عن الفشل المكلف. والآن، تجد الولايات المتحدة نفسها تتبع خطى إسرائيل في حرب وحشية "لا مدتها ولا تكلفتها ولا عواقبها معروفة ومحددة"، على حد تعبير الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ويشير المسؤولون الأميركيون بشكل متزايد إلى استيائهم من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، لكن لن يكون لديهم سوى القليل من النفوذ لحمل إسرائيل على تغيير مسارها ما لم يهددوها".
وتابعت الصحيفة، "متجاهلاً الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يكمن في جوهر الصراع، وصف بايدن الفلسطينيين بشكل رئيسي إما بأنهم إرهابيون أشرار أو كمدنيين أبرياء يستحقون الحماية الإنسانية. لكن الأهم من ذلك أن الفلسطينيين هم وكلاء سياسيون يسعون إلى تقرير المصير ويرفضون أن يتم تجاهلهم. تتجاهل لغة بايدن الأيديولوجية المنحرفة أن "الإرهاب" الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي يعززان الظلم، وكلاهما يقف في طريق السلام. إن دعم بايدن لإسرائيل ربما يمنحه غطاءً سياسيًا لتنشيط السعي إلى حل الدولتين، فقد قال مؤخراً: "لن تكون هناك عودة" إلى الوضع الراهن قبل الحرب. ودعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، إلى حكم غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. ويفترض هذا أن إسرائيل ستنسحب عاجلاً من دفع الثمن الذي ستطالب به السلطة الفلسطينية: وهو تحقيق تقدم جدي نحو إقامة دولة فلسطينية. إذاً، سيتعين على الولايات المتحدة أن تهدد بخفض المساعدات العسكرية والدعم السياسي وأن تتصرف وفقًا لذلك، وإلا فإن إسرائيل سوف تستنتج أن الحديث الأميركي ليس سوى مجرد كلام".
حقائق أساسية فاتتك عن مهويش حياة
BRAINBERRIES
ورأت الصحيفة أنه "لا يجب الاعتماد على بايدن لإحداث تغيير، فعندما كان قادراً على فرض شروط على السلوك الإسرائيلي لم يقدم على هذا الأمر، لذلك فمن غير المرجح أن يجازف بالانفصال عن إسرائيل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في العام المقبل. ولكن ينبغي عليه ذلك، لأن البديل أسوأ. إن موقف بايدن الأحادي الجانب ينتقص ويصرف الانتباه عن كل أولويات السياسة الخارجية الأخرى. وكانت الولايات المتحدة تكافح بالفعل لتسليح أوكرانيا وتايوان قبل الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي من المرجح أن تؤدي إلى تحويل قذائف المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي الأميركية بالإضافة إلى أمور أخرى. كما وسوف تتكثف المقايضات إذا اتسع الصراع إلى حرب إقليمية، بل ويمكن للولايات المتحدة أن تتورط بشكل مباشر، وهو خطر تؤكده الهجمات المتزايدة على القواعد الأميركية في العراق وسوريا".
وختمت الصحيفة، "بالنسبة لبايدن، يبدو أن "القيادة الأميركية" تعني دعم حلفاء الولايات المتحدة إلى أقصى حد اعتبار صراعاتهم وكأنها صراعاتنا، دون أن نغفل التكاليف والمخاطر. لقد أثبت موقف "معنا أو ضدنا" أنه مدمر قبل عقدين من الزمن، أما اليوم، فهو وصفة لتقسيم العالم وفقدان السيطرة عليه".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|