تعميم صورة المفقودتَين أمينة حكمت محمود وإبنتها أنجيلينا شمعون حملايا
تقرير دبلوماسي: ما هي الاخطاء التي وقعت بها اسرائيل وادت الى نجاح عملية 7 تشرين الاول؟
خاص – "وكالة اخبار اليوم"
خطأ الخبير العسكري قد يكون الخطأ الاخير، بمعنى ان خبير تفكيك المتفجرات اذا ارتكب خطأ لا يستطيع تصحيحه لانه سيكون الاخير الذي اما اودى بحياته او ادخله في وضع صعب جدا، هذا ما ينطبق على حالة العدو الاسرائيلي، الذي استسهل التعامل مع المخاطر الى ان وقع في المحظور.
في تقرير دبلوماسي وصل الى بيروت من عاصمة غربية وحصلت "وكالة اخبار اليوم" على موجز عنه، يعرض للمسار الذي أدى الى حصول عملية حركة "حماس" في السابع من تشرين الاول /اوكتوبر في غلاف قطاع غزة، ويقول التقرير "ان الوحدة الرقم 8200 في الموساد الاسرائيلي، قررت في وقت سابق للعملية العسكرية المباغتة، التوقف عن التنصت ورصد ومتابعة أجهزة الاتصالات اللاسلكية المحمولة الخاصة بمقاتلي "حماس"، مما ادى الى فراغ كبير في المعلومات، وبالتالي فشلا في جمع معلومات استخبارية عن حجم الهجوم، ظنا منهم انه تم احتواء "حماس" في الحروب السابقة، ولم يقتصر الاهمال على الموساد الاسرائيلي انما وكالات الاستخبارات الاميركية المتعددة توقفت في السنوات الاخيرة عن جمع معلومات عن "حماس" بذات الزخم الذي كان سابقا، اذ ان اهتمامها اخيرا كان ثانويا وضعيفا".
ويضيف التقرير ان "الاستخبارات الاسرائيلية اهملت التعامل مع تواريخ محددة تتصل بمناسبات اساسية في الكيان الاسرائيلي وبتطورات سياسية، وبالتالي فان توقيت العملية ارتبط بشكل اساسي بالوضع الداخلي الاسرائيلي والاضطراب الحاصل نتيجة التظاهرات الضخمة ضد حكومة بنيامين نتنياهو وسعي الاخير الى تعديلات قضائية تحميه من الملاحقة والسجن، ناهيك عن سوء تقدير مرتبط بمدى استعداد "حماس" لا بل مصلحتها في تنفيذ هكذا عملية كبيرة وبمفردها من دون اي تنسيق مع طرف حليف آخر، اذ دأبت السردية الامنية والعسكرية والسياسية والاعلامية الاسرائيلية التركيز على اعتبار ايران وحزب الله هما التهديد المباشر والحقيقي والخطير لاسرائيل".
ويتابع التقرير ان "الخلل والتصدع في الجبهة الداخلية الاسرائيلية استمر مع تنفيذ عملية "حماس"، اذ بينما يحاول المستويان الامني والعسكري لملمة الخسائر ووضع الخطط السريعة لاستعادة بعضا من الهيبة وماء الوجه، كان نتنياهو وفي خضم الصدمة العارمة على مستوى الكيان الاسرائيلي يتهم الجيش والاستخبارات بفروعها ومهامها المتعددة بالاخفاق، ويحمل المستويين العسكري والامني المسؤولية، علما ان الفشل الاستخباراتي في 7 تشرين الاول 2023 يوازي الفشل الاستخباراتي في حرب يوم الغفران 1973، ولكن يومها امتلك المستوى السياسي الاسرائيلي جرأة تحمّل المسؤولية حفاظا على قوة الردع لان اسرائيل بلا جيش تسقط، والانقسام في حكومة الحرب والذي كاد ان يوصل الى كارثة مضاعفة، هو الذي دفع بالادارة الاميركية وبناء على نصائح من البينتاغون والسي أي أيه الى التدخل المباشر والتحول الى ضابط ايقاع داخل كابينت الحرب من خلال مشاركة ضباط وخبراء اميركيين في اجتماعاته".
ويوضح التقرير ان "عدم انصات نتنياهو للرفض المتعاظم لمشروع التعديلات القضائية، وتعنته في التمسك باقرار هذه التعديلات لحماية نفسه وعائلته، أدت الى ضعف ووهن في المجتمع الاسرائيلي المنقسم اصلا بين "اشكيناز" و"سافرديم"، وهذا الترهل الداخلي ترافق مع استقالات واسعة وخطيرة من الجيش والمخابرات لشخصيات مهمة تشغل مواقع اساسية".
ويكشف التقرير انه "على الرغم من لعب حزب الله دورا مباشرا في عملية 7 تشرين الاول، الا انه ساهم بشكل غير مباشر في اراحة جبهة غزة، اذ عمد منذ الشهر الثاني (شباط الماضي) الى اشغال اسرائيل من خلال المسيرات وعمليات التسلل عبر الحدود الشمالية، وبلغت ذروة الاشغال المناورة العلنية التي نفذها في 11 ايار/مايو في منطقة جبل الريحان وتحت عدسات وكاميرات وعيون وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية، وأعقب هذه المناورة بالتحديد، رفع تقارير من المستويين العسكري والامني في اسرائيل الى المستوى السياسي تحذر من اندلاع حرب واسعة في المنطقة ومتعددة الجبهات، قابلته حكومة نتنياهو باستخفاف لا بل ذهبت ابعد من ذلك عندما وجّهت اصابع الاتهام الى المستويين العسكري والامني باشاعة الخوف والهلع في اسرائيل، ولم يكتف نتنياهو بذلك؛ انما تعاطى باستخفاف وعدم جدية مع تحذيرات وصلته من دول جوار لا سيما الاردن ومصر من ان الامور تتجهه الى انفجار ما ربطا بما يرتكبه المتطرفون بدهم من حكومة نتياهو بحق الفلسطينيين والانتهاك المتكرر لحرمة المسجد الاقصى".
ويورد التقرير ان "استمرار المؤسسات السياسية والعسكرية والامنية في تقديم اولوية الاستعداد للتهديدات الاتية من حزب الله وايران، والتراخي مع التهديدات الاتية من قطاع غزة، ادى الى فجوة كبيرة مكّنت "حماس" من التفرد في اتخاذ القرار بالمبادرة الى الهجوم، لا سيما ان التدريبات التي خضع لها كوادر حماس جعلتهم يتعلمون من كوادر حزب الله الانضباط والصمت بدل الثرثرة التي اعتادوا عليها في السابق وسهلت اغتيال قيادات اساسية، ليكتشف الاسرائيلي ان التقنيات التي اهمل متابعتها لدى "حماس" هي التي استخدمت في عملية 7 تشرين الاول بدليل انها وجدت مع جثامين عناصر "حماس" في غلاف غزة".
يختم التقرير بالاشارة "الى انه على الرغم مما حصل في غلاف غزة، لا زال التركيز الاسرائيلي على الجبهة الشمالية، لانه يعتبر ان الخطر الحقيقي هو القادم من الشمال، وان حزب الله المدعوم بكل التقنيات والاسلحة من ايران هو الذي يتحين الفرصة والتوقيت القاتل لتغيير المعادلة على مستوى المنطقة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|