عربي ودولي

الاعتراضات الدبلوماسية الأميركية والفرنسية تعدّل في الخطاب ولا تغيّر في السياسة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

افتتح المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية جوش بول، مسلسل الاعتراض على السلوك الأميركي الداعم لإسرائيل باستقالته الاحتجاجية على استمرار مبيعات الأسلحة لسلطات تل أبيب، وكتب في رسالة انتشرت في نطاق واسع أن الدعم الأميركي الأحادي الجانب لإسرائيل قصير النظر ومدّمر ومتناقض. وبعدها كرّت سبحة الاعتراضات إلى العلن فخرجت تقارير إعلامية تتحدّث عن شعور آخرين من العاملين تحت قيادة الوزير أنتوني بلينكن بالإحباط من الدور الأميركي في الصراع، وبلغت الأمور ما يشبه الانشقاقات داخل الحكومة الأميركية، ووجّه موظفو وزارة الخارجية، انتقادات لاذعة لتعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، وقالوا في مذكرة معارضة إن على الولايات المتحدة، أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين علناً. وكشفت الرسالة، التي أقرّ بلينكن بوجودها، عن فقدان متزايد للثقة بين الدبلوماسيين في الرتب المتوسطة والدنيا بنهج الرئيس بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط، وإذا اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة السياسة تجاه المنطقة على إدارة بايدن.
وجاء في المذكرة ما حرفيته: "عندما تدعم إسرائيل عنف المستوطنين والاستيلاء غير القانوني على الأراضي أو تستعمل القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، يجب علينا أن نعلن علناً أن هذا يتعارض مع قيمنا الأميركية حتى لا تتصرف إسرائيل دون عقاب".
ويوجّه الدبلوماسيون المخضرمون والمعنيون السياسيون في وزارة الخارجية مذكرات سياسية انتقادية مباشرة إلى كبار المسؤولين، للتعبير عن دعواتهم لوقف إطلاق النار عبر قناة المعارضة التي سبق استخدامها الانسحابَ الأميركي من أفغانستان وحظرَ الرئيس السابق دونالد ترامب دخول اللاجئين إلى الأراضي الأميركية.
الاحتجاجات الداخلية التي خرجت أيضاً من موظفي الكونغرس وغيرها من المؤسسات الأميركية قادت الإدارة إلى عقد جلسات استماع في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وبات فريق بايدن يعمل على تعديل خطابه جزئياً لمعالجة هذه الانتقادات الداخلية، عبر الحديث عن هدن إنسانية وتحييد المستشفيات عن الصراع الدموي القائم، على الرغم من أن السياسة العامة تظلّ ثابتة.
عدوى الاحتجاج هذه، بلغت عدداً من السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط الذين وجهوا إلى وزيرة الخارجية كاترين كولونا رسالة تعرب عن أسفهم لانحياز الرئيس إيمانويل ماكرون لإسرائيل لأنه يشكل قطيعة مع موقف باريس التاريخي المتوازن تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين الأمر الذي وصفه "الإعلام الفرنسي بالتمرّد الدبلوماسي والخطوة غير المسبوقة في تاريخ فرنسا الدبلوماسي الحديث مع العالم العربي".


هذه المذكرة التي وقّعها عشرة سفراء فرنسيين معتمدين في الشرق الأوسط وبعض بلدان المغرب العربي، وُجّهت إلى الخارجية الفرنسية لترفعها بدورها إلى قصر الإليزيه.
وفي قراءة للاعتراضات الأميركية والفرنسية، يتبيّن أن الخارجية الأميركية تسمح بتسجيل المواقف المعترضة لسفرائها المعتمدين في الخارج حول بعض القضايا المهمة كما تسمح بتسريبها بين الحين والآخر، ويقول دبلوماسي سابق لـ "ليبانون فايلز": "إن السفير يبقى موظّفاً رسمياً يرفع تقاريره إلى قيادته مباشرة، وعندما يبلغ الاعتراض حدّ الاستقالة، يتم تعيين البديل وتبقى السياسة الخارجية للدول من صنع الحكومات".
إذاً.. الحركة الاحتجاجية في صفوف عدد من الدبلوماسيين الأميركيين ومسؤولي الأمن القومي لن تغير من مسار الدعم الذي يقدّمه الرئيس بايدن للقيادة الإسرائيلية التي تحتاج نصراً رمزّياً تخرج به إلى جمهورها بعد الضياع الذي أصابها عقب هجوم "طوفان الأقصى" في محاولة لاستعادة ثقته بها وبالقيادة العسكرية، لكنها ستفقد بايدن المرشّح الرئاسي دعم الكثيرين من أنصار الحزب الديمقراطي بعدما خسر الأميركيين العرب والفئة الشبابية والناخبين السود.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا