هدنة فتسوية في غزة...سيناريوهات ما بعد الحرب!
مع ان صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس شارفت على نهايتها بإقرار الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اكد انها "أقرب مما كانت عليه سابقا"، وهي تتضمن محاور عدة اهمها تحديد فترة وقف إطلاق النار، وعدد الأسرى بين الطرفين، وحجم المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى القطاع، يستمرالقصف الاسرائيلي العنيف وتتصاعد حدة المعارك ميدانياً في غزة. وأبلغت "حماس" و"الجهاد" الوسيط المصري العامل على تفاصيل وترتيبات الصفقة موافقتهما مبدئياً على بنودها ، مع بقاء احتمالات التغيير في البنود قائمة.
بيد ان ما يجري في الميدان ليس هو ما يدور في الاروقة السياسية حيث بلغ الحديث نقطة التفاوض حول مستقبل القطاع بعد وقف الحرب. فبعدما رفضت واشنطن اقتراح إسرائيل توليها "المسؤولية الأمنية الشاملة" لأجل غير مسمى بعد الحرب، باعتباره ليس حلا ، طُرِحت سيناريوهات عدة لم يحسم اي منها حتى الساعة باعتبار ان الخيار تحتمه نتائج العمليات العسكرية. الا ان الانظار اتجهت الى الجانب المصري لتشكيل قوة عسكرية مصرية من 20 الف عنصر، قد تنضم اليها لاحقا قوات من دول عربية أخرى، تتولى الامن في غزة وضبط الوضع وخروج الجيش الاسرائيلي والإشراف على إعادة الاعمار، على ان تتولى لاحقا السلطة الفلسطينية المهمة بعد وضع القطاع تحت امرة السلطة ووضع حد لاستقلاله عن السلطة الفلسطينية.
هذه الخطوة، إن حظيت بموافقة مصرية باعتبار انها تواجه حتى الساعة بالاعتراض، قد يسبق تنفيذها بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" تشكيل قيادة جدديدة للسلطة الفلسطينية تضم ممثلين عن جميع الفصائل والتنظيمات والحركات الفلسطينية لتصبح السلطة الجديدة الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين تفاوض باسمهم وتتولى مهمة الاشراف على الوضع الفلسطيني وضبطه في المناطق كافة. اذا سار الاقتراح هذا سيتم تخصيص دعم سنوي للقاهرة لمساعدة الدولة على مواجهة الاعباء التي ترزح تحتها. وخلال المرحلة الانتقالية يتم تغييرحكومة بنيامين نتنياهو التي باتت مدموغة بالدم الفلسطيني لكثرة ما ارتكبت من مجازر في حق الاطفال والنساء ، وكل المتدينين الاصوليين عن الحكم والاستعاضة عنهم بالمعتدلين امثال يائير لابيد للبحث في التسوية الكبرى في المنطقة والسلام الشامل والعادل وحل الازمات واعتراف اسرائيل بقيام دولة فلسطين على ارضها وعاصمتها االقدس، على ان يستكمل في ضوء كل ذلك توقيع اتفاق ابراهام بين اسرائيل والدول العربية بما فيها سوريا ولبنان.
وليست ازمة فلسطين وحدها التي توفر الحل لتشنج دول المنطقة وغليانها، ذلك ان التسوية المشار اليها توجب حلا للأزمتين السورية واللبنانية ، على ان تشكل الحرب في غزة شرارة انطلاق المسار نحو شرق اوسط جديد. غير ان المسار هذا ما زالت تعترضه عقبة اساسية تتمثل في رفض العرب اي دور للجمهورية الاسلامية الايرانية في التسوية ، او على الاقل التفاوض باسم العرب، في ضوء محاولة طهران كسب دور الشريك والمقرر في الاقليم. شأن يؤخر السير سريعا في مسار التسوية ، تؤكد المصادر، ما دامت ايران تستخدم بعض ملفات المنطقة اوراق ضغط على الولايات المتحدة لحملها على الرضوخ لمطالبها، بعدما بات جليّا ان واشنطن تتبنى الموقف العربي ومشروع اسرائيل، وللغاية تدعم اتفاق ابراهام بين العرب واسرائيل الطامحة الى حجز مقعد في قطار التطور والنمو العالمي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|