الصحافة

"فرح" الميادين و"ربيعها" شهيدان على طريق الصحافة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

«الحياة لن تدوم، عانقوا من تحبّون». وصيّة كتبتها فرح عمر عبر صفحتها «إكس» منذ عام 2020، لكنها قد ثبّتتها على رأس المنصّة، لتُنفّذ ميثاقها هذه المرّة مع مهنتها أي مع ذاتها، فكان العناق والحبّ حتى الشهادة. رَحَلَت فرح لتكتب عمرها إلى جانب زميلها المُصوّر ربيع المعماري، في سجلّات الصحافة المغمورة عشقاً وولعاً بالتحديات والمغامرات والمتاعب وتأدية المهمّات والواجبات حتّى الرمق الأخير، حتّى آخر الحدود، إلى أقصى الجنوب، مع أعنف العدوانيات مع الإحتلال الإسرائيلي.

هكذا أصبحا الحدث والصورة، الكلمة وإطارها. ارتفعا إلى رتبة «شهداء الصحافة». إلتحقا بمواكب الذين استشهدوا قبلهم على الدرب ذاته، في مواجهة كلّ الإحتلالات التي أدمت الصحافيين والمراسلين والكتّاب والمفكّرين الذين يسقطون على كلّ الجبهات والمعارك والحدود أكانت عسكرية، ثقافية، فكريّة، وطنية... يلاعبون الموت من متاريس محابرهم وعدسات كاميراتهم.

تحوّلت فرح «الميادين» و»ربيعها» المعماري ومعهما حسين عقيل الذي كان برفقة فريق العمل إلى الخبر نفسه، أنجزوا مهمتهم الأخيرة قبل أن ينُفّذ العدو مهمّته القاتلة، باستهدافهم مباشرة عبر مسيّرة بإمكانها أن تميّز بين مدنيين وصحافيين، ليست المرّة الأولى التي يتعرّض فيها الزملاء لاعتداءات إسرائيلية. قبل أسبوع، نجوا من المصير المحتّم في يارون «لكمّ أصواتهم» كما يقول مراسل وكالة «رويترز» الصحافي كاونتي حاجو الذي كان أول الواصلين إلى مكان استهداف الزملاء.

كان حاجو أمام فرح وربيع في طير حرفا، بقي هو وسط البلدة فيما هما قد ذهبا إلى مثلّث طير حرفا - الجبين في المكان الذي ينقلان منه رسالتهما يومياً. كانا يجلسان تحت الشجر حين سقط صاروخ الـMK. يقول حاجو إنه «رأى جثثهم أشلاء تتساقط بين أيدي عناصر الهيئة الصحية الذين وصلوا إلى المكان، في حين أنّ النيران كانت لا تزال تلتهم الكاميرا. لحظات مروّعة وقاسية جدّاً أعادتني إلى مشهد استشهاد الزميل عصام عبدالله (مصوّر رويترز). لن يفارق حاجو مكان الاستهداف بل يؤكد «أنّنا صامدون، ولن نتخلى عن سلاحنا الذي هو الكاميرا، سنبقى هنا ننقل الصورة ولن نسمح للعدوّ أن ينال من رسالتنا ومهامنا».

مزّقت الغارة الإسرائيلية جسديهما وهما في عزّ شبابهما وعطائهما المهنيّ. وفي نبذة عن مسيرتهما نشرت قناة «الميادين» أن الزميلة فرح هشام عمر تبلغ من العمر 25 عاماً (مواليد 18 حزيران 1998)، من بلدة مشغرة البقاعية. إنتسبت إلى قناة «الميادين» في عام 2021 بصفة محرّرة ومراسلة، وهي تحمل شهادة الماجستير في الصحافة والإعلام من الجامعة اللبنانية. عُرفت بنشاطها ونجاحها وبظهورها الإعلامي في أحداث محلية وعالمية، وقد شاركت بتغطيات صحافية عدّة مع شبكة الميادين، منها تغطية الانتخابات اللبنانية البرلمانية عام 2022، وتغطية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في شهر أيار من هذا العام». أمّا الزميل ربيع محمد فوزي المعماري فيبلغ من العمر 44 عاماً، (مواليد 1 كانون الثاني 1979)، من مدينة طرابلس. متزوّج من الزميلة منال جعفر التي تعمل في قسم المقابلات، ولديهما ولدان، رامي (4 سنوات)، وماريا (سنتان). انتسب المعماري إلى شبكة الميادين منذ انطلاقتها في تموز 2012 بصفة مصوّر، ولديه خبرة في التصوير تمتدّ لأكثر من 20 سنة. عُرف بالتزامه المهني، وإتقانه التصوير، وواكب أهمّ تغطيات الميادين».

إلى ذلك، تتالت ردود الفعل المُندّدة، باستشهاد الزميلين، إذ قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إنّ «في ذكرى الاستقلال هذا العام دقائق لا بل دهوراً من الصمت لا تكفي حداداً على الشهداء وعلى الإنسانية التي تنحرها آلة القتل والإبادة الإسرائيلية من غزّة وكل فلسطين إلى جنوب لبنان وآخرهم شهداء الإعلام اللبناني، بعد الشهيد عصام العبد الله، اليوم فرح عمر وربيع المعماري وحسين عقيل يعمّدون الإستقلال والإرادة الوطنية بدمهم دفاعاً عن الحقيقة التي هي الإستقلال الحقيقي والذي لا يستعاد ولا يحمى إلا بالتضحية».

من جانبه، عبّر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن إدانته الشديدة الإعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الإعلاميين في الجنوب فاعتبر أنّ «هذا الاعتداء يثبت مجدّداً أن لا حدود للإجرام الإسرائيلي، وأنّ هدفه إسكات الإعلام الذي يفضح جرائمه واعتداءاته».

أمّا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب فأكّد بعد لقائه وزيرة خارجية بلجيكا حدجة لحبيب فور وصوله إلى بروكسل، أنّ «إسرائيل تتعمّد استهداف الصحافيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ولقمع حرية الرأي والصحافة»، مضيفاً: «سنتقدّم بشكوى لمجلس الأمن الدولي ونطالب بإدانة هذه الجريمة البشعة».

بدوره، كتب وزير الإعلام زياد المكاري عبر منصة «إكس»: «في يوم التلفزيون العالمي، تستهدف إسرائيل الغادرة الطواقم الإعلامية في جنوب لبنان، ضاربةً بالمواثيق الدولية عُرض الحائط، ومشرّعةً الأبواب لشريعة الغاب التي تتقن كلّ مفرداتها».

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا