اجتماع طارئ لأجنحة طهران: التصعيد أولوية المرحلة
تتدحرج الجبهات على طول الخط الممتد من صنعاء الى بيروت مرورا بدمشق وبغداد نحو الاسوأ. والاسوأ هنا يعني تصعيد المواجهة مع تل أبيب بطلب من الفصائل المقاتلة في غزة والتي وجدت نفسها أمام ضغط عسكري كبير من قبل اسرائيل. وكشفت الايام الثلاثة الاخيرة عمق الترابط بين عواصم هذا المحور، حيث تزامنت الهبة العسكرية جنوب لبنان مع نجاح الحوثيين باختطاف سفينة تعود ملكيتها لاسرائيلي، كما واصل حزب الله في العراق استهداف القواعد الاميركية المنتشرة على طول منطقة الجزيرة وصولا الى الاراضي العراقية.
هذا التصعيد الخطير دفع بالاميركي الى الضغط على اسرائيل لقبول صفقة تبادل الاسرى وارساء الهدنة تمهيدا لاعادة درس المعركة بدقة والتعامل مع التهديدات الايرانية بجدية وقراءة الرسائل الحربية المشفرة التي وصلت اصداؤها الى واشنطن بكل اهتمام للرد عليها بالطرق التي تراها مناسبة. وبعيدا من الاعلام تقود طهران اجتماعات تقييم يومية للساحات التي انخرطت في الحرب ضد اسرائيل، وعلى رأسها جبهة الجنوب حيث تُعول طهران على دور كبير لحزب الله في هذه المعركة اذ يمتلك من الامكانات الدفاعية ما يجعله ورقة رابحة في يد طهران، وقد أظهر بعضا من تلك القدرات في الايام الاخيرة وهو من دون أدنى شك يُخبئ الكثير من المفاجآت التي يمكن أن تُكلف اسرائيل فاتورة كبيرة في حال أقدمت على أي مغامرة غير محسوبة.
سعت ادارة الرئيس جو بايدن الى التواصل مع حزب الله عبر القنوات الدبلوماسية والامنية اللبنانية ونقلت اليه في الاسابيع الماضية رسالة تؤكد فيها أنها ليست بوارد أي تصعيد وما تريده اليوم انجاح صفقة الاسرى وارساء الهدنة، وارسلت الى اسرائيل مبعوث الرئيس الاميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، لتهدئة الجبهة الشمالية الاسرائيلية واستيعاب ردود فعل حزب الله التي لا تزال ضمن خط المواجهة المتفق عليه. ويحمل هوكشتاين وعودا اميركية للحكومة اللبنانية في حال التزم الحزب بقواعد الاشتباك ولم يوسع نشاطه العسكري على طول الحدود، والضغط في المقابل على اسرائيل من أجل ارساء هدنة طويلة الامد في قطاع غزة والتوجه نحو ضرب مسؤولي حماس وتحييد المدنيين لأن كلفة "الغزوة" الاسرائيلية باتت باهظة بالنسبة للولايات المتحدة وتحديدا على الرئيس جو بايدن الذي تدنت شعبيته على خلفية دعمه المطلق لحكومة نتنياهو الى ما دون الاربعين في المئة، وهذا الرقم كفيل بضرب الديمقراطيين لا بايدن.
في المقابل، تريد طهران الاستفادة من عامل الوقت والضغط أكثر على واشنطن لدعم أوراقها التفاوضية وتُصر على التصعيد كعنصر رادع بوجه اسرائيل طالما أنها تملك زمام المبادرة في اكثر من ساحة، ولديها القدرة على أخذ المزيد من التنازلات الاميركية في الشرق الاوسط، مستفيدة من اولويات واشنطن الجيوسياسية وهي بعيدة عن طموحات طهران التوسعية، وقريبة أكثر من حسابات العملاق الصيني الذي يزاحمها في الساحات العالمية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|