الهدنة مهتزة... واسرائيل تعيد احياء "غوش قطيف"!

شادي هيلانة – "اخبار اليوم"

هدنة الاربعة أيام التي تم التوصل اليها في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية، اميركية ومصرية قد دخلت حيز التنفيذ صباح اليوم، بعد حرب طوفانية استمرت ٤٧ يوماً ازهقت العديد الضحايا وادت الى دمار وتدمير لمقومات العيش في غزة، لكنّ ثمة من يعتقد ان هذه الهدنة مهتزة على حافة الخرق في اية لحظة، بحسب نية كل طرف، خصوصا مع غياب أي أفق سياسي لها.

وتجدر الاشرارة الى ان هذه الصفقة التي تمت بين اسرائيل وحماس، قبل الحديث عن ايّ انتصار، تُعد بمثابة "تنفيسة" للتخفيف من حجم الضغوط والحملات التي يتعرض لها الطرفان، بغض النظر عن عملية تبادل الرهائن والاسرى، في حين البعد العسكري الاسرائيلي يشكل مكمن الخطورة عقب عملية "طوفان الاقصى"، لا سيما من خلال اصرار رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو على استكمال ما بدأه في اطار حرب الابادة التي تقودها اسرائيل ضد غزة انتقاماً من حماس والفلسطينيين.

وفي هذا الشأن، ثمة من يقول ايضاً، انّ اليمين المتطرف في الحكومة الاسرائيلية، يخطط لإعادة إنشاء مستوطنات يهودية في شمالي غزة، وليس خافياً الضغوطات التي مارستها تل ابيب على الغزاويين، بهدف دفعهم الى جنوبي القطاع، لافراغ الشمال.

ويقول المحللون الاستراتيجيون، في هذا الاطار، أن اليمين المتطرف لا يخفي رغبته في اعادة بناء ما سمي بتجمع "غوش قطيف" الاستيطاني الذي تخلت عنه إسرائيل في العام 2005 كجزء من خطة فك الارتباط عن غزة، اضف ان اليمين ذهب ابعد من ذلك، بحيث يعتبر ان تل ابيب ارتكبت خطيئة كبرى بالتخلي عن ذاك الارتباط الذي كان سبباً جوهريا وراء هجوم كتائب القسام على الغلاف في ٧ تشرين الاول الماضي.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد ألقت منشورات فوق المناطق الجنوبية من قطاع غزة، لتحذير السكان والنازحين من التوجه إلى المناطق الشمالية ومدينة غزة، خلال الهدنة الإنسانية لأربعة ايام، في وقتٍ اطلقت القوات الاسرائيلية صباحا النيران على نازحين فلسطينيين حاولوا العودة الى بيوتهم المدمرة بالاصل في شمالي القطاع، ما يؤشر الى ان اسرائيل قد تسقطها في ايه لحظة، لان الغزاوي العائد يرفض فكرة التهجير القسري تماما، او الهجرة الطوعية الى بلدان أُخرى.