محليات

"تموز 2006" : من انتصار إلهي إلى انكسار اقتصادي ... نصرالله هل كان يعلم؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حرب وحشية شنتها اسرائيل على لبنان في تموز ال2006 إثرعملية "الوعد الصادق" التي قام بها حزب الله ، عبر أسر الحزب إثنين من جنود العدو، هدفها تحرير الاسرى اللبنانيين المعتقلين في السجون الأسرائيلية.
آنذاك لم يكن لبنان ليحتمل ضربة جديدة اقتصادية وسياحية، وبالرغم من وعد أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله بأنه لن يقوم بما سيؤثر على السياحة ، نفز عمليته من دون الرجوع الى الدولة اللبنانية ،فما كان من العدو الاسرائيلي الا ان رد على العملية بعدوان واسع النطاق على كافة الأراضي اللبنانية.

وصفت نتائج حرب تموز بإخفاق إسرائيلي ونجاح للمقاومة، لكن لبنان دفع ثمناً باهظاً من دماء شهدائه واقتصاده وأمنه، فبينما كان النمو الإقتصادي المتوقع لذلك العام يتراوح بين 5 و6% نجد أنه تراجع في النهاية بنسبة 6%، أي ان الخسائر غير المباشرة وصلت الى حوالي اكثر من 2 مليار دولار، وذلك مع عدم الأخذ في الاعتبار، عند احتساب النفقات، الكلفة الإجمالية لأضرار البنى التحتية، وما تحملته الخزينة من نفقات إعادة الأعمار، وزادت البطالة بشكل مأساوي إلى 14% من متوسط كان 9 %. وعرفت الهجرة الهيكلية، لاسيما من حملة الشهادات ذروة جديدة، و تأثر قطاع السياحة بشكل خاص، إذ بلغ العجز حوالي مليار دولار في عام 2006، وتزايد الدين الحكومي، الذي ارتفع إلى 40 مليار دولار في نهاية عام 2006، أي إلى أكثر من185 % من الناتج المحلي الإجمالي، خاصة وأنه كان على الحكومة أن تواجه أقساطاً كبيرة للتسديد في عامي2007 و2008.

وكانت أشد عمليات القصف قسوة هي تلك التي تعرضت لها شبكات الطرق، فقد تم تدمير 97 جسراً و630 كيلومتراً من الطرق العادية والسريعة.

كما تمّ استهداف محطات توليد الكهرباء وخزانات الوقود ، وكذلك شبكات النقل الرئيسية للمياه الصالحة للشرب، وتضرر ستة عشر مشفى، وثلاث مائة وخمسين مدرسة ، وقد تعرّضت القدرات الصناعية لأضرار كبيرة، حيث أصيب 142 مصنعاً، وشمل القصف العديد من المصانع الاستراتيجية، وأصيبت صناعات أساسية بالشلل، كما هو الحال في تدمير مصنع حليب لبنان، الذي كان يصنّع 70% من إنتاج الحليب في لبنان.

ووفقاً لتقديرات رسمية للحكومة اللبنانية، فقد أصاب العدوان أكثر من 100,000 منزل منها 16,000 منزل مدمّر تماماً، والبيانات التي نشرتها وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (UNOHAC) في أواخر شهر أيلول تصف حالة 80,000 منزلاً متضرّراً، 19% منها مدمّر بالكامل.

وكان للعمليات العسكرية عواقب وخيمة على البيئة في لبنان أيضاً، كانت الكارثة الرئيسية في بداية الأزمة هي البقعة النفطية الناجمة عن قصف خزانات الوقود في محطة توليد الكهرباء في بلدة الجية الواقعة على بعد 25 كم جنوب بيروت، وقد انتشر أكثر من 15000 طن من الفيول على الساحل اللبناني المتدهور أساساً، ووفقاً لبيانات صور الأقمار الصناعية، فقد ضربت هذه البقعة الشاطئ إلى مسافة تصل إلى 150 كم، من بلدة الجية إلى الحدود الشمالية، ولوّثت الشواطئ والمرافئ ودمرّت الحياة البحرية.

هذا بالإضافة الى حوالي 1500 شهيد ونزوح وتشريد ما يقارب المليون لبناني من الجنوب.

استطاع حزب الله للمرة الاولى كسر رهبة اسرائيل في الشرق الاوسط ، وهذا امر يجب الاعتراف به، الا انه كسر معه آنذاك لبنان وأدخلنا في منظومة جديدة، حلم موسم سياحي واعد لصيف 2006 كان ليرفع معه معدلات النمو، أن الدمار الهائل والخسائر البشرية والمادية التي خلفتها الحرب أدت إلى تراجع كبير في معدلات النمو الاقتصادي وإلى ارتفاع مستوى الإنفاق العام، ووصل إجمالي الدين العام إلى حدود 62 ألف مليار ليرة (41 مليار دولار) مع نهاية 2006.

بين المسؤولية السياسية والقانونية والتقنية والنقدية يتقاذف اهل السلطة والحلفاء ،المسؤولية عما وصلت اليه البلاد ، جنسيتهم الإنكار ودينهم غسل الأيدي ، يتباهون كل حسب مصالحه بالاصلاح وإعادة الاموال المنهوبة، ويتقاذفون الاتهامات فيما بينهم ، وبكل وقاحة يدعون الشجاعة لكنهم أجبن من أن يوجهوا البوصلة الى أن أحد أهم أسباب هذا الانهيار السلاح الغير شرعي وقرارت الحزب المتعلقة بالحرب والسلم ، وكلفة حروب "حزب الله" الداخلية ، وهذا بإعتراف أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله عندما قال: "لو كنت أعلم أن ردّة فعل إسرائيل ستكون بهذا العنف لما كنت خطفت الجنود".

يبقى الأهم ما نفع كل خطط الإنقاذ الإقتصادي والمالي ، من حرب مدمرة أخرى يقرر خوضها الحزب ...

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا