الصحافة

توافق أميركي-إيراني يهدئ الجنوب ويفتح طريق التسوية اللبنانية ... ماذا عن قطر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل يمكن لهدنة غزة إن استمرّت وطالت أن تعيد الاعتبار في لبنان إلى الحوار، بحثاً عن تسوية سياسية ورئاسية خصوصاً؟
ينطلق السؤال من حركة موفدين باتجاه الداخل اللبناني، ولا سيما بعد إعلان مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، عن عزمه إجراء زيارة إلى بيروت. علماً أن الكثير من اللبنانيين لم يعودوا يتعاطون مع باريس على أنها وسيط في الملف الرئاسي اللبناني، نظراً لموقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة. من هنا، فإن الدور الأبرز الذي سيكون مؤثراً لبنانياً هو الدور القطري، انطلاقاً من الدور الذي لعبته الدوحة في الوصول إلى الهدنة الإنسانية في غزة، وتنسيقها مع الولايات المتحدة الأميركية، وسعيها البارز في سبيل تمديد هذه الهدنة وتوسيعها لتصبح هدنة طويلة الأجل.

إلى السياسة مجدداً 
في حال تحقق ذلك، فإن الملف الرئاسي اللبناني سيشهد حركة متجددة. لا سيما أنه في الفترة الماضية قد خفت وتراجع، بسبب تقدم الأوضاع الإقليمية والأوضاع العسكرية في الجنوب على ما عداها. أما في حالة التهدئة وسريانها على الواقع اللبناني فإن البحث السياسي سيكون قائماً. خصوصاً أن أي تسوية سياسية شاملة ستكون محط اهتمام المجتمع الدولي، لتجنيب لبنان أو الجنوب أي تجدد للمعارك أو توسعها في المرحلة المقبلة، طالما أن لا أحد في لبنان ولا في الخارج يريد للحرب أن تتوسع أو تتطور.

هذا أيضاً، لا يمكن أن ينفصل عن جوهر زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى بيروت، والتي تم التركيز خلالها على التهدئة.

المفاوضات الأميركية-الإيرانية
يدل الإصرار على التهدئة بين الإيرانيين والأميركيين على تقاطع في القراءات والأهداف، لا سيما بعد معلومات عن حصول مفاوضات مباشرة بين الطرفين في جنيف، ومفاوضات غير مباشرة في سلطنة عمان، غايتها تكريس الهدوء ومنع توسع الصراع.

وحدها الحكومة الإسرائيلية هي التي تريد استمرار القتال. ولكن الضغط الأميركي سيتزايد في المرحلة المقبلة في سبيل منع ذلك، والذهاب إلى تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة.
وفقاً لهذا المنطق، فهناك حاجة أيضاً لإعادة تكوين السلطة في لبنان، وتجنب الفراغ في كل المواقع، خصوصاً رئاسة الجمهورية وتالياً قيادة الجيش. ومما لا شك فيه أن قنوات التحاور الخلفية بين واشنطن وطهران قد فعلت فعلها في عدم توسيع الصراع، أو الانتقال من مواجهات ومناوشات إلى حرب واسعة.

غلبة أم تسوية؟ 
والأكيد أن لأثر هذه المفاوضات انعكاس على الوضع اللبناني في ملف رئاسة الجمهورية، وكيفية الوصول إلى بلورة تفاهم معين. يتم هذا وسط تضارب في القراءات والمواقف، بين من يعتبر أن حزب الله وبنتيجة ما جرى، وطالما ستتكرس الهدنة، فهو سيعتبر نفسه في موقع المنتصر. وبالتالي، ما سيقبل به حالياً مختلف عن ما كان يمكن أن يرتضيه قبل المواجهات. وعليه، فهو سيكون متمسكاً بخيار سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وسيضع شروطاً حول رئاسة الحكومة وحول قائد الجيش الذي سيتم تعيينه. هنا تشير إحدى وجهات النظر إلى أن الأميركيين سيغضون الطرف عن ذلك، لقاء عدم انخراط حزب الله في حرب واسعة مع اسرائيل، والتركيز على التهدئة في المرحلة المقبلة.

في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى تفيد بأن تجنّب الحرب العسكرية، لا بد أن يكون له أثر في تجنّب الانقسام السياسي العمودي في لبنان، بانتخاب رئيس وسطي ترضى به غالبية الأطراف، على قاعدة التسوية المتكافئة والمتوازنة، لا معادلة غالب ومغلوب. وتكون الغاية من وراء ذلك البحث في تسوية سياسية شاملة تحتوي أيضاً على تكريس الاستقرار في الجنوب سياسياً، في آلية مشابهة للمرحلة التي تلت حرب تموز 2006، على أن يكمل بعدها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين جولاته المكوكية للانتهاء من عملية "إظهار" الحدود. 

منير الربيع - المدن
 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا