عربي ودولي

غزة...النظام السوري والمعارضة التزما الصمت والمراوغة لتجنب الحرج السياسي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ بداية المواجهة الحالية في غزة، ورغم انهماك السوريين بتطورات الوضع هناك، إلا أن ذلك لم يشغلهم عن طرح الأسئلة الخاصة بقضيتهم، ومحاولة إيجاد تقاطعات أو قواسم بين الملفين.

ثلاث نقاط تدفع الكثير من السوريين للاعتقاد أن ما يجري في الاراضي المحتلة على صلة وثيقة بالقضية السورية وسيؤثر عليها:

الأولى، انطلاق معركة طوفان الأقصى عقب الإعلان عن مشروع طريق الشحن الذي يصل الهند بأوروبا عن طريق السعودية والإمارات مروراً بالأردن وميناء حيفا.

الثانية، عدم تركيز النظام السوري وإعلامه على ما يجري في غزة، وهو ما يؤكد، برأي الكثيرين، المعلومات التي تحدثت عن نصائح تلقاها بشار الأسد من بعض الدول لتجنب تبني المقاومة من أجل الاستمرار في إعادة تعويمه اقليمياً ودولياً.

الثالثة، هي تجنب مؤسسات المعارضة السورية الرسمية إصدار أي موقف من العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة، الأمر الذي فسره الكثيرون على أنه استجابة لنصائح غربية تلقتها المعارضة.

النظام يلتزم وبالنصائح

في ما يتعلق بالنظام، يؤكد الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي حصول بشار الأسد على نصائح بهذا الخصوص، لكنه يشير إلى أن موقفه النهائي يبقى مرتبطاً بإيران وروسيا.

ويقول في تصريح ل"المدن": "الإمارات و سلطنة عمان نقلتا رسائل تحذير واضحة للنظام لتجنب الإنخراط في المواجهة، ناهيك عن أن إيران أصلاً لم ترِد فتح الجبهة الشمالية، فموقف النظام مرتبط بالموقف الإيراني والروسي، بمعنى أنه ليس موقفاً ناتجاً عن سياسة مستقلة يسوقها ويطلب ثمنها".

أما بخصوص تعويم النظام، يوضح بربندي أنه "مستمر وببطء، لكن أعتقد أن الحرب أضرت به لأنها ذكرت العالم بجرائمه، أما بالمجمل فإن موضوع غزة أوضح كيف أن كلاً من النظام والمعارضة لم يعد لهما قيمة أو وزن".

من جانبه يرى السياسي السوري المعارض أسامة البشير أن الحرب في غزة أدت لعطالة سياسية على الساحة السورية، لأنها تسببت في تجميد الملف السوري دولياً، مع بعض المكاسب لصالح النظام.

ويوضح البشير ل"المدن"، أن "فائدة النظام مما جرى هي أن المجتمع الدولي انشغل عن الملف السوري، وبالتالي خفت الضغوط عليه من أجل التحرك لإنجاز الحل السياسي، والتي كانت ضعيفة بكل الأحوال، إذ ترى الولايات المتحدة أن بقاء الوضع على ما هو عليه يخدم مصالحها". لكنه اعتبر أنه "الوقت الذي تتفرغ فيه واشنطن للنظام سيأتي، مع أنه يحاول أن يكون منضبطاً أمام أحداث غزة، لأنه يعي أن أي تصريح بدعم حماس سيدفع ثمنه".

الصمت سيد الأحكام

أما في ما يتعلق بالمعارضة، فلا يوجد معلومات حاسمة عن تلقي أي من مؤسساتها نصائح أو توجيهات بخصوص التطورات في الأراضي المحتلة، لكن المداولات الداخلية بين أعضاء الائتلاف خلصت إلى عدم إصدار أي تعليق على الحدث "تجنباً لأي مضاعفات سلبية" حسب مصادر خاصة من داخل المؤسسة.

وعلى منوال "الصمت" سارت هيئة التفاوض التي تتكون من مختلف مؤسسات المعارضة، الأمر الذي يرى فيه أسامة البشير مخرجاً جزئياً بالنسبة لهذه المؤسسات لكن لا يعفيها من الحرج.

ويقول: "عاطفياً موقف المعارضة داعم للحق الفلسطيني ولغزة، لكن الموقف السياسي يختلف، فارتباط المعارضة السياسي بالغرب، لذا من المتفهم أن تلتزم الصمت، خاصة أنها لا تملك ثقلاً سياسياً تستطيع من خلاله تحمل أي تبعات لإصدار موقف قد يعتبره الغرب تحدياً له".

يمكن القول إن كلاً من المعارضة والنظام في سوريا التزما ديبلوماسية الصمت والمراوغة تجنباً للحرج الديبلوماسي، لكن أخلاقياً لا يمكنهما تجنب الحرج أمام الرأي العام.

عقيل حسين - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا