عربي ودولي

تقرير لـ"Middle East Eye": هل حل الدولتين قابل للتطبيق؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، فإن الحديث عن حل الدولتين، أو أي حل سياسي آخر للصراع الاستعماري المستمر، يبدو وكأنه ترف، نظرا للضرورة الملحة لإنقاذ 2.3 مليون شخص في غزة من الهجوم الإسرائيلي الهائل.
 

 
وبحسب موقع "Middle East Eye" البريطاني، "يمثل وقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل أولوية قصوى للشعب الفلسطيني، ولجميع أصحاب الضمائر الحية. إلا أن الحديث الجديد للرئيس الأميركي جو بايدن حول وهم الدولتين هو مجرد إلهاء عن الفظائع غير المسبوقة التي ترتكبها إسرائيل، بدعم من واشنطن. إن الخطاب الأميركي المتجدد حول هذا الموضوع مشروط بتحقيق الخطة العسكرية الإسرائيلية لاستئصال حماس من غزة، بغض النظر عن عدد المدنيين الذين يقتلون أو يُهجَّرون قسراً في هذه العملية، أو حجم الدمار الذي يلحق بالقطاع. في الواقع، إننا ننتقل من مرحلة تم فيها استخدام شعار حل الدولتين كغطاء لاستعمار إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية، إلى مرحلة إبادة الفلسطينيين في غزة".

 
ورأى الموقع أنه "يتم تبرير كل هذا بالحاجة إلى إزالة العائق الأكبر المزعوم أمام السلام. ومن السخافة أن نجمع بين مسارين متناقضين: أحدهما يتحدث عن السلام، والآخر يتضمن العملية الجارية لإبادة مجموعة من الناس الذين من المفترض أن يستفيدوا من عملية السلام. ولكن مثل هذا الاقتراح ليس غريباً بأي حال من الأحوال نظراً لتاريخ الولايات المتحدة، الذي بدأ بإبادة السكان الأصليين وامتد إلى العراق وأفغانستان بحلول القرن الحادي والعشرين. لقد تم ذلك عن قصد، بناءً على افتراض أن هذا هو الوقت المناسب للمضي قدمًا في خطة هدفها الرئيسي هو ضمان أمن إسرائيل وإعادة بناء تحالفات واشنطن الإقليمية".
 
 
تحول حقيقي في السياسة؟
 
بحسب الموقع، "تسعى الإدارة الأميركية إلى استغلال نقاط الضعف المتزايدة التي يعاني منها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نظراً لفشله في الدفاع عن مواطنيه وفي تفكيك حماس، وذلك من أجل إعادة إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات. ولكن ماذا يعني استحضار حل الدولتين حقاً بعد سنوات عديدة من الإهمال، وما تلا ذلك من دمار ومعاناة لشعب مستعمر؟ هل سيترجم ذلك إلى تحول حقيقي في السياسة الأميركية؟ وهل لا يزال حل الدولتين خيارا جديا أو قابلا للتطبيق، في ظل المشروع الاستيطاني الراسخ في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وفي ظل تفاقم التعصب والاتجاه نحو الفاشية بسبب الحرب الحالية؟ وهل نسخة واشنطن من حل الدولتين هي نفس النسخة التي تطمح إليها القيادة الفلسطينية، وهل الولايات المتحدة مستعدة لممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل؟"

 
تابع الموقع، "إن الأجواء السائدة في خضم حرب غزة، وتصاعد الكراهية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هي أمور محبطة للغاية، كما ومن الصعب تقدير مدى عمق الانقسام، أو ما إذا كان أي حديث عن حل سياسي يوفر حتى الحد الأدنى من الحقوق للشعب الفلسطيني له أهمية في مثل هذه الأوقات. ومن المرجح أن يخرج المجتمع الإسرائيلي من هذه الحرب مع استعداد أقل لقبول أي تسوية مع الفلسطينيين، خاصة وأن النظام الإسرائيلي صور هجوم السابع من تشرين الأول على أنه منفصل عن المظالم التاريخية الجسيمة التي ألحقها بالفلسطينيين".
 
وأضاف الموقع، "الأسوأ من ذلك هو إعادة تعبئة المجتمع الإسرائيلي، الذي تم إقناعه بتأييد عقلية الإبادة الجماعية الصارخة المتجذرة في الأيديولوجية الصهيونية. إن السياسات الاستعمارية الاستيطانية التي تنتهجها إسرائيل تجرد الشعب الفلسطيني من إنسانيته، حيث يُنظر إلى محو الثقافة والتاريخ الفلسطيني منذ عام 1948 على أنه تحقيق لوعد إلهي، أو ضرورة وطنية. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت أجزاء من المجتمع الإسرائيلي ووسائل الإعلام الرئيسية عنصرية بشكل متزايد وغير حساسة لمعاناة الفلسطينيين. ولهذا السبب، صعّد الفلسطينيون نضالهم المقاوم، على الرغم من اضطرارهم إلى تقديم تضحيات جسيمة. إن هذا الكفاح من أجل العدالة وإنهاء الاستعمار والتحرير لن ينتهي أبدًا، ولهذا السبب يرفض الفلسطينيون في غزة التخلي عن وطنهم، حتى بعد 16 عامًا من الحصار الإسرائيلي القاسي".
 
الوسيط المتحيز

 

بحسب الموقع، "حتى بعد انتهاء الحرب الحالية، سيستمر الصراع الأوسع طالما أنه لا يوجد حل عادل. وعندما تهدأ هذه الجولة من القتال، فسوف تبدأ الجهود الدبلوماسية، ولكن هذه العملية سوف تكون صعبة وطويلة الأمد، وستشكل تحدياً عظيماً للفلسطينيين، لأن الولايات المتحدة لم تكن قط وسيطاً غير متحيز. إذا نجحت إسرائيل في إضعاف حماس وإزاحتها من السلطة في غزة، فسوف تحتاج الولايات المتحدة إلى ضمان استبدال الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بإدارة مستعدة للتعامل مع السلطة الفلسطينية".
 
ورأى الموقع أنه "من الصعب توقع تغيير حقيقي في موقف إسرائيل بشأن الحقوق الفلسطينية، وسط صراع داخلي يلوح في الأفق حول الإصلاح القضائي المخطط له، والذي من المرجح أن يتفاقم بعد فشل نتنياهو الذريع في 7 تشرين الاول. ولن يأتي مثل هذا التغيير إلا بعد ضغوط داخلية متواصلة، وضغوط دولية حقيقية. سيخرج الفلسطينيون من هذه الحرب بعد أن عانوا من كارثة إنسانية مروعة أخرى، لم يسبق لها مثيل منذ نكبة عام 1948. ومع ذلك، فبفضل مقاومتهم وصمودهم الملحوظ، سيكونون قد حققوا أيضاً مكاسب كبيرة من حيث الدعم والتعاطف مع قضيتهم على مستوى العالم".
 
وتابع الموقع، "لقد تم تقويض مكانة إسرائيل في العالم بشكل أكبر، كما ونشأ جيل جديد يتمتع بالوعي في ما يتعلق بعدالة القضية الفلسطينية. سيستمر هذا الجيل الشاب في مساءلة حكوماته بشأن إخفاقاتها وتواطؤها في جرائم الحرب. يشهد العالم موجة أخرى من السياسات الشعبية البديلة، مع التركيز على العدالة والتحرير والمساواة. وينظر القادة والناشطون في هذه الحركة العالمية الآخذة في التوسع إلى النضال الفلسطيني باعتباره امتدادًا لمعاركهم الخاصة من أجل العدالة في الداخل. وسوف يجد الفلسطينيون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة التحدي المتمثل في كيفية توحيد صفوفهم والاستفادة من هذه المكاسب. وفي الحقيقة، لم يعد معظم الفلسطينيين يؤمنون بحل الدولتين، حيث أثبت النظام الصهيوني مرارا وتكرارا نواياه في الإبادة الجماعية والاستعمار الاستيطاني. سيصبح شعار "فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر" جزءاً لا يتجزأ من الخطاب الفلسطيني، وستفشل محاولات تجريمه".
 
وختم الموقع، "هذا ليس شعار إبادة جماعية، بل هدف نبيل يدعو إلى تحرير الفلسطينيين من الفصل العنصري الوحشي، وتحرير المجتمع الإسرائيلي من الصهيونية، مما يسمح للفلسطينيين واليهود بالعيش معًا في كيان قائم على المساواة".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا