روسيا تستعد لجولة جديدة من الحرب.. و"مرسوم بوتين" يثير مخاوف
شنت القوات الروسية هجوما ليليا جديدا على جنوب أوكرانيا وشرقها مستخدمة 25 مسيّرة، وفقًا لإعلان سلاح الجو الأوكراني الذي أكد إسقاط 18 مسيّرة فوق المناطق الجنوبية، كما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قواته تتقدم "في كل الاتجاهات" في أوكرانيا.
وبالتزامن مع الهجوم الليلي والتكثيف الروسي للهجمات، أصدر الرئيس فلاديمير بوتين، مرسوماً لزيادة عدد القوات العسكرية بنسبة 15 بالمئة في خطوة قال الجيش إنها ترجع إلى "تهديدات" مرتبطة بالحرب في أوكرانيا والتوسع المستمر لحلف شمال الأطلسي.
مرسوم يثير المخاوف
تواصل القوات الروسية ما أطلقت عليه في البداية "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا منذ فبراير 2022، واستدعت موسكو جزءا من الاحتياط للمشاركة في العملية العام الماضي، وأوضح وزير الدفاع الروسي، آنذاك، أن بلاده ستستدعي 300 ألف جندي احتياط أي ما يقرب من 1.1 بالمئة من القدرات التي يمكن استدعاؤها.
في السياق، يقول أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، إنه بموجب القرار الأخير الخاص بزيادة عدد القوات المسلحة الروسية، سيتم إضافة 170 ألف جندي متعاقد أو مجند ليصل قوام الجيش إلى مليون و320 ألف فرد.
ويُضيف أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحرب في أوكرانيا فرضت على موسكو العديد من الإجراءات الهامة لحماية حدودها في ظل الدعم الغربي السخي لكييف، والذي يؤكد نوايا الغرب وواشنطن تجاه موسكو، واستخدام أوكرانيا ونظامها كوسيلة لاستنزاف الجيش الروسي.
المرسوم الموقع من بوتين أثار مخاوف في الداخل الروسي من بداية حملة من التعبئة، وهنا يؤكد الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، أن القرار ليس تعبئة عامة عشوائية كما حدث في السابق أو مع بداية الحرب، بل سيتم زيادة العدد تدريجيا وفقا للوائح العسكرية.
يذكر أن صيف العام الماضي، وبعد أشهر من صدور أمر الحرب، أمر الرئيس الروسي بتوسيع حجم الجيش الروسي إلى 1.15 مليون فرد، وبعد أشهر قليلة أعلن الجيش الروسي تعبئة ما يقرب من 300 ألف رجل استدعاهم للقتال في أوكرانيا.
ويرى أوليغ أرتيوفسك، أن انضمام فنلندا للناتو لا يمكن استبعاده من ضمن الأخطار التي تواجه الحدود الروسية وستوجب زيادة عدد قوات الجيش ووتيرة تصنيع الأسلحة أيضًا بالأخص من المسيرات التي أثبتت فاعلية كبيرة في المعارك على مدار الأشهر الماضية.
لم يشهد التاريخ صراعاً عسكرياً استُخدمت فيه المسيرات أكثر من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعتمد روسيا بشكل أساسي على المسيّرات الانتحارية الخفيفة، حاملات الذخائر الجوالة.
وفيما يخص استراتيجية موسكو لعام 2024 الخاص بالمسيرات، يقول أولكسندر فومين الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إنه أولوية قصوى نظرا للاعتماد الكبير عليها في تدمير تحصينات وتحركات قوات المشاة الأوكرانية.
ويشير أولكسندر فومين، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى تصريحات الرئيس الروسي منتصف العام الجاري، والتي أكد فيها أن صناعة الطائرات المسيّرة هي أهم مجالات النشاط الروسي وواعدة للغاية، وسيصل حجم الاستثمارات في هذه الصناعة مستقبلا إلى تريليون روبل.
ويوضح الباحث بمركز قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أنه تم بناء ما يقرب من بناء 18 مبنى في منطقة رودنيفو الصناعية، المدرجة في المنطقة الاقتصادية الخاصة "تخنوبوليس موسكو"، على مساحة إجمالية قدرها 120 ألف متر مربع، حيث ستنشر 17 شركة قدراتها، وسينتج معظمها طائرات مسيّرة.
وتوقع أولكسندر فومين، أنه مع مطلع العام القادم ستزداد سرعة الإنتاج الروسي للمسيرات إلى 220 مسيرة شهريًا، ومن المخطط أن يتم إنتاج أكثر 6 آلاف مسيرة بحلول سبتمبر 2024. وذلك وفقا للخطط الروسية التي أعلنها بوتين مرارًا بشأن سلاح المسيرات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|