ترامب يعد بـ «ديكتاتورية» ليوم واحد... ومخاوف من تحوّله إلى «رئيس مدى الحياة»
بدأت تطرح فجأة، قبل عام من موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، إمكانية تحوّل ولاية رئاسية ثانية لدونالد ترامب إلى «ديكتاتورية».
في غضون بضعة أيام، ظهرت في كبرى وسائل الإعلام الأميركية، بما فيها «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«أتلانتيك»، سيناريوهات سوداوية في شأن ما يُمكن أن يحدث لو أن الرئيس السابق الجمهوري الذي تم عزله مرّتين، فاز في 2024.
وصدرت توقعات قاتمة أيضاً عن أبرز جمهورية معارضة لترامب هي ليز تشيني، التي حذّرت من أن البلاد «تسير في نومها إلى الديكتاتورية»، مشيرة إلى أنها تفكّر بالترشح عن حزب ثالث في محاول لمنع وصوله إلى البيت الأبيض مجدداً.
يرسم ذلك صورة قاتمة عن ترامب أكثر غضباً وإن كان أكثر انضباطاً مما كان عليه في ولايته الأولى، وهو شخص سيشفي غليله بالثأر ممَنْ يعتبرهم أعداء وسيحاول على الأرجح البقاء في السلطة لفترة تتجاوز الولايتين.
رد ترامب (77 عاماً) على التحذيرات بسخريته المألوفة.
وقال لدى سؤاله في اجتماع عام نقلته شبكة «فوكس نيوز»، الثلاثاء، في شأن إمكانية استغلاله للسلطة أو سعيه للانتقام «يقول، لن تكون ديكتاتوراً أليس كذلك؟ قلت كلا كلا كلا، باستثناء اليوم الأول».
وأضاف «سنغلق الحدود وسنحفر ونحفر ونحفر (لاستخراج النفط). بعد ذلك، لن أكون ديكتاتوراً».
- «اليوم الأول»
من جانبه، أشار الرئيس جو بايدن الذي يتقدّم ترامب عليه في الاستطلاعات قبل تكرار مرجّح لمنافستهما المريرة في انتخابات 2020، إلى أن التحذيرات تدعم ادعاءاته بأنه يحمي الديموقراطية.
وقال الرئيس البالغ 81 عاماً خلال تجمّع انتخابي في ماساتشوسيتس «لو أن ترامب لا ينوي الترشح، لست متأكداً من أنني كنت لأترشح. لكن لا يمكننا تركه يفوز».
ولفت بايدن خصوصاً إلى اللهجة العنيفة بشكل متزايد المستخدمة في الحملة، قائلاً إن وصف خصمه لمعارضيه على أنهم «طفيليات» يعيد إلى الأذهان اللغة المستخدمة في ألمانيا النازية.
ولعل المقال اللافت بشكل أكبر هو ذاك الذي نشرته «واشنطن بوست»، وكتبه المعلّق روبرت كاغان تحت عنوان «ديكتاتورية في ظل ترامب هي أمر يتعذر بشكل متزايد تجنّبه. علينا التوقف عن الادعاء».
وبينما شبهه بالإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، شدّد المقال الطويل على أنه ليس بإمكان، لا الدستور الأميركي ولا المحكمة العليا، منع ترامب من التحوّل إلى «رئيس مدى الحياة» إذا أراد ذلك.
وكتب كاغان أنه إذا نجا ترامب في المحاكمات التي يواجهها على خلفية الاشتباه بسعيه لتغيير نتيجة انتخابات 2020 والتشبّث بالسلطة بشكل غير شرعي وفاز في الانتخابات المقبلة، فسيشعر بأنه فوق القانون ويمكنه الإفلات من المحاسبة مهما فعل.
وحللت «نيويورك تايمز» الطرق التي «يُمكن لولاية ثانية من خلالها إطلاق العنان لرئيس ترامب أكثر خطورة» مما كان عليه في ولايته الأولى من 2017 حتى 2021.
وكتبت أن ترامب «تحدّث بإعجاب عن الحكام المستبدين على مدى عقود» وسيحذو حذوهم على الأرجح عبر ملء الوظائف العامة بالموالين له واستخدام وزارة العدل لقمع المعارضين.
وفي مشاهد تذكّر بفيلم «ديستوبيّ»، لفتت إلى أن الرئيس السابق سينشئ معسكرات اعتقال للمهاجرين ويستخدم الجيش ضد المحتجين بموجب «قانون التمرد» الأميركي.
في الأثناء، ستخصص مجلة «ذي أتلانتيك» كامل عدد يناير- فبراير 2024 لما يمكن أن تبدو عليه رئاسة ترامب تحت عنوان «تحذير».
- «لحظة خطيرة»
وجاءت بعض أخطر التحذيرات المتشائمة من تشيني، النائبة الجمهورية السابقة وابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني التي باتت منبوذة في الحزب بسبب معارضتها لترامب.
وقالت لشبكة «إن بي سي» الأحد، «إنها لحظة خطيرة جداً».
وتابعت أن «لا شك» في أن ترامب سيحاول البقاء في السلطة إلى ما بعد العام 2028، مضيفة أن هجوم السادس من يناير 2021 على الكابيتول من قبل أنصاره الذين حاولوا تغيير نتيجة الانتخابات عقب فوز بايدن كانت مجرد «تدريب».
وبالنسبة لمعارضيه، لطالما كان الجانب الاستبدادي لترامب جلياً.
يواجه ترامب بالفعل محاكمة بتهمة التآمر لقلب نتيجة انتخابات 2020 فيما أفاد الادعاء الثلاثاء بأن الأدلة تظهر أنه كان عازما على «البقاء في السلطة مهما كلّف الأمر».
وباتت نبرته أكثر تشدداً في الشهور الأخيرة، إذ وصف المهاجرين بأنهم «يسممون دماء بلادنا» وأشار إلى أنه يتعيّن إعدام رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال مارك ميلي، بتهمة الخيانة.
لكن ترامب أكد في صورة نشرها على شبكته الاجتماعية «تروث سوشال» المحافظة أن «جو بايدن هو الديكتاتور الحقيقي».
تراجع شعبية بايدن
إلى ذلك، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته «رويترز - إيبسوس» أن شعبية بايدن اقتربت من أدنى مستوياتها خلال رئاسته هذا الشهر، في علامة على التحديات المقبلة أمام محاولة إعادة انتخابه رئيساً في العام المقبل.
وأظهر الاستطلاع الذي استمر 3 أيام وانتهى يوم الأحد، أن 40 في المئة من المشاركين يستحسنون أداء بايدن رئيساً، بزيادة هامشية على 39 في المئة خلال نوفمبر.
وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع نحو3 نقاط مئوية، وفق «رويترز».
وأظهر الاستطلاع أن الأميركيين يعدّون «الاقتصاد» و«الجريمة» و«الهجرة» أكبر المشاكل التي تواجه البلاد، وهي جميع القضايا التي انتقد ترامب وغيره من الجمهوريين، بايدن بشأنها.
وصنف 19 في المئة، الاقتصاد بوصفه القضية الأولى، في حين أشار 11 في المئة إلى الهجرة، و10 في المئة إلى الجريمة.
واستقر معدل القبول العام لبايدن عند أقل من 50 في المئة منذ أغسطس 2021، وظل تصنيف هذا الشهر قريباً من أدنى مستوى في رئاسته وهو 36 في المئة خلال منتصف عام 2022.
وجمع استطلاع «رويترز - إيبسوس» ردوداً عبر الإنترنت من 1017 شخصاً بالغاً باستخدام عيّنة تمثيلية على المستوى الوطني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|