كيف يبرر القومي والشيوعي عدم مشاركتهما في مواجهات الجنوب؟
مع دخول أكثر من فصيل فلسطيني وأصولي إلى الساحة الجنوبية، خصوصاً بعدما أعلنت حركة "حماس" دقّ النفير لإحياء ما يسمى "طلائع طوفان الاقصى"، ليكون الجنوب منطلقهم للقيام بعمليات عسكرية باتجاه إسرائيل، برز رفض واضح وواسع لهذه الدعوة حتى من المقربين أو الداعمين لـ"حماس"، باعتبارها تقوّض الاستقرار ليس في الجنوب فحسب، إنما على الساحة اللبنانية، وتذكّر بحقبات مماثلة من السبعينات إلى الثمانينات وما بعدها.
وفي هذا الاطار، طُرحت تساؤلات: أين الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني مما يحصل في غزة والجنوب؟ ولماذا لم يقاتلا كما كان يتوقع البعض إلى جانب "حزب الله" باعتبار ان لهذين الحزبين تجربة سابقة في "المقاومة"، لا بل كانا من العناصر الأساسية في قتال اسرائيل والقيام بعمليات إنتحارية ونوعية، لكن الظروف الداخلية والإقليمية أدت إلى حصر العمل العسكري ضمن ما صار يسمى "المقاومة الإسلامية" وبقرار قد يفوق قدرة الحزبين المذكورين على مواصلة دورهما الطليعي في مواجهة إسرائيل؟
بداية، لا بدّ من العودة بالذاكرة إلى "جمول" وعمليات الحزب الشيوعي ودور القائد التاريخي للحزب أمينه العام الراحل الشهيد جورج حاوي، إذ كان لولب هذه العمليات وأحد صنّاعها ومواكبيها وكان يؤكد آنذاك أنه لم تعد للحزب القدرة على مواصلة العمليات لأكثر من سبب محلي وإقليمي، لذا إنكفأ الشيوعي عن العمليات وهو الذي قدّم كوكبة من عناصره في الجنوب والبقاع الغربي وفي العمق اللبناني، من خلال تصديه لإسرائيل إبان اجتياحها لبنان في العام 1982، والأمر عينه ينسحب على القومي الذي قام بعمليات وقدّم مقاتلين من وجدي الصايغ إلى سناء محيدلي...
ويقول مصدر في الحزب السوري القومي الاجتماعي لـــ"النهار"، واكب تلك الحقبة "إن الحزب يعتبر ان لا عدو لنا إلا العدو الصهيوني، ونحن جاهزون في أي وقت لقتاله ولم نقصّر في ما قمنا به من التصدي له، خصوصا خلال اجتياح العام 1982، وبالأمس أحيينا ذكرى عملية الويمبي الشهيرة، إلى عمليات كثيرة تعتبر نوعية وبطولية بامتياز". ولا ينفي المصدر القومي "أن متغيرات حصلت بعد تلك الحقبة، وخصوصاً دور حزب الله الكبير في العام 2006 وصولاً إلى اليوم، فضلاً عن اعتبارات كثيرة ميدانية وسياسية وسواها، أملت على الجميع أن ينكفئ في مرحلة معينة نظراً الى ان لدى حزب الله القدرة القتالية والعديد والعتاد وسوى ذلك، لكن ذلك لا يعني أننا غبنا عن الساحة الميدانية، وهذا مردّه إلى أكثر من سبب عسكري وقراءة سياسية ومواكبة ومتابعة مع المعنيين".
ورداً على سؤال أن الحزب يقاتل في سوريا تحت مسمى "نسور الزوبعة"، يجيب: "الأمر مختلف كلياً حول هذا المعطى لأكثر من اعتبار"، من دون أن يخوض في التفاصيل، مشدداً على أن الحزب هو "في طليعة من يتصدون للعدو الصهيوني".
بدوره، الأمين العام للحزب الشيوعي حنّا غريب يقول لــ"النهار": "حزبنا مقاوم منذ أربعينات القرن الماضي، من الحرس الشعبي إلى قوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية "جمول" عام 1982، وكانت لنا صولات وجولات في الميدان وقدّمنا قافلة كبيرة من الشهداء والجرحى، ونحن اليوم أطلقنا نداء المقاومة الوطنية الشعبية بعد عملية طوفان الأقصى مباشرةً، ومستعدون للدفاع عن بلداتنا وقرانا، لكن يجب أن يكون هناك مشروع سياسي شعبي مقاوم لأنه لا يمكن في مثل هذه الأوضاع الطائفية وفرض الضرائب وحالة الفقر والعوز... أن نلزم شعبنا وهو غير قادر على النهوض بما يحيط به من أزمات، فالحزب في حرب 2006 قدم الكثير من الشهداء ضمن الإمكانات المتاحة، واليوم أقولها بصراحة ليس لدينا صواريخ كورنيت وبركان وسواها بل نملك مقاتلين جاهزين لأي دفاع عن الجنوب وأي منطقة في لبنان ضمن الإمكانات المتوافرة، إذ بعد الطائف وكما سائر الأحزاب، سلّمنا سلاحنا للدولة ولن نقف مكتوفين إذا حصل أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، وندرس كل المعطيات والأجواء بعناية فائقة حيث قطعنا شوطاً كبيراً في هذا السياق".
ويختم غريب: "نحن جزء من المعركة ومن المقاومة ومستعدون لصدّ أي عدوان، وعلى هذه الخلفية ندرس ونتابع كل الخيارات، لكن على السلطة أيضاً أن تأخذ مسؤوليتها في توفير مستلزمات الصمود على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي وتأمين الظروف الملائمة لمواجهة العدو المجرم الذي يقتل شعبنا في فلسطين والجنوب".
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|