الصحافة

موقع الحزب التفاوضي يتعزز بمأزق إسرائيل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انتقل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من التلويح بالعصا في موضوع الحدود مع لبنان الى القول" ان بلاده منفتحة على اتفاق محتمل مع حزب الله إذا تضمن منطقة آمنة على طول الحدود مع لبنان وضمانات أمنية أخرى". وقال " إذا كان حزب الله سيسمح بعملية اتفاق، فلن أخوض الآن في تفاصيلها، لكن من الواضح أنه لا يمكن ألا تتضمن وضعا تكون فيه مسافة آمنة من سياجنا إلى القوات التي يمكن أن تطلق النار على الأراضي الإسرائيلية أو القوى التي يمكن أن تتحرك داخل إسرائيل". وأشار الى انه "إذا كان هذا ممكنا، مع الضمانة المناسبة، فيمكننا التحدث عنه". كانت سياسة العصا والجزرة في تصريح غالانت عن تهديدات إسرائيلية بشن عمل عسكري لإجبار "حزب الله" على الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني على مسافة 30 كيلومترا تقريبا من الحدود او التوصل لتسوية دولية كما قال .

وينبغي الاقرار بان هذا الكلام ليس ابن ساعته بل هو تعبير عن تلك الاتصالات الديبلوماسية الجارية وراء الكواليس منذ بضعة اسابيع وعلى رغم حماوة الحرب على غزة والتي اعادت تنفيذ القرار 1701 الى الواجهة او حتى اثارة الغبار الكثيف عن رفض تعديله علما ان اي تعديل يمكن ان يطرأ على القرار ، فانه يتطلب اجتماعا لمجلس الامن الدولي واجماعا فيه وهو ما ليس مرجحا في ظل الصراع الغربي مع روسيا والذي يترجم في مجلس الامن .

وتاليا فان الكلام عن التعديل كان من اجل التحريض او خلق رأي عام مواكب للشروط التي يريدها "حزب الله" في التسوية التي يجري التفاوض حولها من اجل ان تضمن اسرائيل عودة المستوطنين الى قراهم في الجانب الاسرائيلي من الحدود مع لبنان . وحسب قول وزير الدفاع الاسرائيلي " فإن الحكومة لن تشجع حوالي 80 ألف من السكان الذين تم إجلاؤهم على العودة إلى منازلهم قبل طرد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ."

مدى حاجة اسرائيل الى ضمان امن المناطق المجاورة للحدود وتاليا ابعاد الحزب او تهديده لهذه المناطق يوفر اوراقا مهمة للحزب ولايران باعتبار انه لن يكون واضحا تماما اذا كان من بنود في المقابل الذي سيطالب به الحزب في الصفقة مثلا عدم استهداف مواقعه في سوريا مثلا.

انما في الاساس وفي ظل وساطة او تحرك اميركي وفرنسي على خط الاتفاق المحتمل يبرز سؤال اساسي وجوهري اذا كان الاتفاق سيتم بين اسرائيل والحزب بمعزل عن اي وجود للدولة اللبنانية. فثمة فراغ يخشى ان يستكمل في الاسابيع المقبلة في قيادة الجيش كذلك، بحيث ان الفراغات على مستوى المؤسسات الدستورية يكرس الحزب مفاوضا وحيدا بالاصالة عن نفسه وبالنيابة عن الدولة اللبنانية لا سيما في ظل سعيه الى ترجيح اجهاض التمديد لقائد الجيش في ظل حسابات تثبت واقع انه اللاعب الوحيد المقرر في حسم الامور داخليا.

ونجاحه في هذا الامر تحت ستار دعمه لخيار رئيس التيار العوني الرافض لذلك ، على رغم ارادة قوى داخلية واخرى وهذا الاهم خارجية لا تريد الفراغ في قيادة الجيش انما يلوي ذراع هذه القوى الخارجية وارادتها. ولن يهم الدول الخارجية كثيرا اذا كان الاتفاق مع الحزب نتيجة اعتبارات تتصل بتسجيلها نجاحا اولا وتأكيدًا لمصالحها ثانيا ومواكبة لامر واقع ميداني ثالثا بالاضافة الى انهاء وضع خطير على الحدود بين لبنان واسرائيل رابعا وضمان الاطمئنان للجانبين ولا سيما الجانب الاسرائيلي ، على رغم ان اتفاقا ثنائيا بين اسرائيل والحزب من شأنه ان يساهم في الغاء الدولة اللبنانية .

ويهم الدول التعاطي واقعيا مع طرف قوي وليس مع دولة ضعيفة وتم افراغها من مؤسساتها لمصلحة قوى امر واقع او بالاحرى قوة امر واقع ولم تستطع هذه الدول وضع حد لذلك . لا بل ان التفاوض السابق حول النقاط العالقة على الحدود و الذي كان يجري عبر الامم المتحدة ويتم التحضير له استكمالا للترسيم البحري على النقاط المختلف عليها في كفرشوبا وشمال الغجر واحتمال تنفيذ اسرائيل انسحابها من هذه النقاط من ضمن الاتفاق المحتمل من شأنه ان يعطي الحزب انتصارا بورقة تين رسمية للدولة يمكن ان تتأمن عبر حكومة تصريف الاعمال. ومن غير المستبعد ان يكون لدى اسرائيل استعدادات لاثمان اكبر بمقدار حاجتها الماسة الى طمأنة الاسرائيليين على الحدود الى امكان عودتهم الامنة الى قراهم . وبذلك يكون الحزب نجح بتدخله في الحرب تحت عنوان مشاغلة الجيش الاسرائيلي من التركيز على انهاء حركة " حماس" في غزة من قطف ثمار ذلك، بغض النظر عما ستحصده " حماس" من معركة غزة واذا كان نجاحا او خسارة فادحة فقط ، لا سيما ان الحزب دفع نحوا من مئة شهيد له في هذه المشاغلة . وهو يستطيع تعزيز اوراقه الداخلية وحتى الاقليمية لا سيما اذا كان الامر سيعني ضمنا استبعادا لسنوات عدة مقبلة لاي مواجهة مع اسرائيل على غرار الهدوء الذي ساد بعد حرب 2006 والذي دام 17 عاما حتى تاريخ عملية " طوفان الاقصى " التي قامت بها " حماس" ضد اسرائيل.

وفيما يقول مراقبون ديبلوماسيون ان الاتفاقات التي حصلت في السابق مع اسرائيل اكان تفاهم نيسان او سواه وحتى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اخيرا ، انما حصلت مع الحزب كذلك ، لكن الامر كان يتم عبر وكيل وكانت هناك سلطة لا بل دولة تشكل هي الواجهة للحوار او للتفاوض او تكون هي موجودة على الاقل . وهذا ما يفتقر اليه الواقع راهنا فيما يبدو غريبا بالنسبة الى هؤلاء المراقبين كيف ينسحب عدم جواز مقارنة ما قبل 7 تشرين على ما بعده في الجنوب فيما يتم السعي الى عزل الداخل اللبناني واستحقاقاته عن ذلك .

 "النهار"- روزانا بومنصف

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا