دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
ما سيناريو الحرب الذي تُهدّد إسرائيل به لبنان؟
حذرت إسرائيل من أن الهجمات التي يشنّها «حزب الله» على طول الحدود مع لبنان لا يمكن أن تستمر وستتطلب رداً قاسياً، ورفعت من مستوى التهديد مباشرةً وعبر رسائل دولية علنية وظاهرة بضرورة انسحاب الحزب إلى ما بعد نهر الليطاني وإلا سيصبح جنوب لبنان والعاصمة بيروت «مدمّريْن» مثل مدينة غزة وخان يونس. فماذا تستطيع إسرائيل فعله وكيف سيكون رد الفعل؟
مما لا شك فيه أن الجيش الاسرائيلي يملك القوة التدميرية التي لا يملكها أي جيش في الشرق الأوسط، ويتمتع بدعمٍ من الذخائر من كل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهذا يَسمح له بالإفراط في القصف والتدمير من دون الاكتراث لنفاذ الذخائر أو تكلفتها.
وقد لوحظ أخيراً استخدام الجيش الاسرائيلي للطائرات الحربية أكثر من المسيَّرات في سماء لبنان، ليُظْهِر ردّه القاسي بقصفٍ مركّز تدميري وتصميمٍ على إيلام «حزب الله» وبيئته بسبب عدم هدوء الجبهة الشمالية. ولوحظ ذلك أيضاً من خلال استخدامه القذائف الفوسفورية لإغلاق طرق انسحاب المقاومة ولاصطياد ولو هدف واحد، موجهاً رسالة بأنه يستطيع الإفراط في استخدام القوة ما دام يتمتع بدعم العالم الغربي ولا يحاسبه أحد على أفعاله.
وإذا أراد الجيش الإسرائيلي الالتزام بقصف جنوب لبنان ضمن حدود الثلاثة إلى خمسة كيلومترات التي رسمها وحدّدها «حزب الله» منذ بداية الحرب على غزة، فإن باستطاعته تدمير عشرات القرى الحدودية، ضمن حدود الاشتباك بالكامل ليُظْهِر تصميمه على تكبيد الثمن الباهظ لبيئة الحزب.
أما «حزب الله»، فإنه بدأ يردّ على القوة التدميرية التي يتلقاها، بقوة صواريخ «البركان» ذات نصف الطن والتي أغضبت اسرائيل لأن مداها القصير لا يسمح لـ «القبة الحديد» باعتراض الصواريخ عبر رصْدها في الوقت المناسب وتدميرها، كما لا تستطيع صفارات الإنذار الانطلاق ليحتمي مَن يتواجد في المستوطنات، وهم من الجنود في الوقت الراهن بعد إخلائها من المستوطنين.
وتالياً، فإن تل أبيب منزعجة جداً من قصْف «حزب الله» الذي يشتدّ كل يوم ويستخدم الصواريخ من العيار الثقيل ليوازي القصف المقابل على القرى والذي بدأ يضرب شوارع المدن الجنوبية والحدودية ضمن الثلاثة كيلومترات تقريباً.
لكن المسألة أبعد من ذلك بكثير. وبدخول الحوثيين في اليمن على خط المعركة من الباب العريض، فإن ميزان القوى قد تغيّر. وبإغلاق قوات «أنصار الله» باب المندب أمام كل البضائع المحمّلة على أي سفينة متّجهة إلى إسرائيل مهما كان علَمها أو ملكيتها، وباستدعائهم لكل السفن الراغبة بالمرور في باب المندب إذا لم تغيّر مسارها، فإن هذا التطور أحدث «زوبعة» في البحر الأحمر.
ذلك أن أميركا أخذت على عاتقها سلامة الملاحة البحرية والممرات الدولية، وقرار الحوثيين يتصادم مع أمن البحار الذي التزمتْ بضمانه الولايات المتحدة أمام إسرائيل. وتالياً، وجدت واشنطن نفسها أمام خيارات صعبة لا ترغب بمواجهتها، لتجد أن أهون الشرور هو وقف الحرب على غزة. فواشنطن لا تريد توسيع الصراع ليشمل دولاً أخرى لأنها تجهل ما يخبئه لها «محور المقاومة» وإلى أين يمكن أن تتدحرج الأمور.
إضافة إلى ذلك، فإن «حزب الله» لن يتردد في إقفال البحر الأبيض المتوسط إذا شنّت إسرائيل الحرب على لبنان وأمعنت فيه تدميراً لتصبح جميع البحار التي تطلّ عليها إسرائيل، «مقفلة».
كما أرسلت قوات «الرضوان»، التي تقلق إسرائيل والمنتشرة على خطوط الجنوب، مسيّراتٍ إلى منصات استخراج الطاقة فوق كاريش وفوق مدن تسيطر عليها إسرائيل وأعادتْها إلى قواعد انطلاقها من دون أن تعترضها الرادارات. كذلك استُخدمت أعداداً كبيرة من المسيَّرات الانقضاضية والانتحارية على المواقع الإسرائيلية والمنازل التي تتمركز فيها قوات خاصة على طول الحدود لتُظْهِر المقاومة بعض ما تخبئه.
وما أزعج تل أبيب أكثر هو امتلاك «حزب الله» لمعلومات استخباراتية لتحرُّك قواتها وتبديلاتها على طول الحدود وتمرْكُز قوات إسرائيلية خاصة في مواقع محددة، وكذلك مراكز القيادة والسيطرة. وهذا ما سمح للحزب باصطياد أهداف معينة ثمينة استناداً للمعلومات الإلكترونية التي تستطيع تقديمها قوات الرصد كبنك أهداف متجدّد للقوة الصاروخية لـ«الرضوان» المنتشرة على الحدود.
وقد طلب «حزب الله» من قوات صديقة في «محور المقاومة» مغادرة الجنوب لأنه لا يحتاج لأي دعم. إلا أن أي هجوم إسرائيلي بهدف تدمير لبنان، له حساباته الخاصة والتي ستفتح الجبهات، وأهمّها جبهة العراق التي تستعدّ لتوسيع المعركة عندما يُطلب منها ذلك ضد أهداف موجودة في بلاد الرافدين.
لا أحد يريد للحرب أن تتوسع سوى إسرائيل التي ترغب بتوريط أميركا لتصفية حساباتها مع الفلسطينيين، بهدف طردهم من الضفة الغربية وقطاع غزة... ومع لبنان.
إلا أنها لا تستطيع إنجاز أهدافها من دون إشراك الأميركيين بالمباشر، أكثر مما هي مشاركة اليوم لجهة الدعم التخطيطي والاستخباراتي واللوجستي. لكن واشنطن لا تريد توسيع الصراع، لذلك فهي ترسل مبعوثيها، مثل مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إي) وليام بيرنز إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ليطلب منه وقف الضربات التي وصلت إلى نحو الـ 100 ضد القوات الأميركية.
كما تطلب من مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، أن يزور إسرائيل ويضع جدولاً زمنياً لإنهاء الأعمال الحربية من دون أن يعتمد كثيراً على تجاوب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا يستطيع وقف الحرب من دون إنجازات وإلا فإن سقوطه حتمي ومحاسبته لا بد منها.
إذاً، لا حرب شاملة ولا شهية أميركية لرؤية الجبهة تتوسع لأن لديها حربها الانتخابية التي تهدّد مستقبل الإدارة الحالية بسبب موقفها من قتْل أطفال ونساء غزة. إلا أن تصميم نتنياهو على إنقاذ نفسه يعرقل مساعي إنهاء القتال. وفي هذا الوقت، بدأ العد العكسي يرهق إسرائيل بسبب صمود وبسالة الشعب الفلسطيني والضغط الشعبي العالمي. ولكن جنون نتنياهو بفتْح جبهات متعددة وتصميمه على تدمير غزة على رأس سكانها، يدفعه ليمعن بقتل المدنيين من دون هوادة بسب فشله بعد أكثر من شهرين من القتال.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|