عربي ودولي

حي الشجاعية: معقل المقاومة وكابوس الجيش الاسرائيلي

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشهد حي الشجاعية في غزة معارك ضارية واشتباكات عنيفة منذ أيام بين قوات الجيش الإسرائيلي المتوغّلة من شرق مدينة غزة وعناصر كتائب القسّام، في حين تلفّه المآسي الإنسانية بعد القصف العشوائي والمجازر الإسرائيلية التي أودت بحياة المئات من أبنائه ونزوح الآلاف، ضمن استراتيجية تهدف إلى تدميره بشكل تام. 

ووفق وسائل إعلام فلسطينية، تعرَّض الشجاعية خلال يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر فقط، لقصف جوي بأكثر من 60 صاروخاً، بينما خلال الأيام الماضية تم محو مربعات سكنية بشكل كامل وتحول أغلبه إلى ركام، كما يشهد قصفاً مدفعياً متواصلاً وعشرات الأحزمة النارية.

تاريخ من المقاومة
ويقع حي الشجاعية إلى الشرق مباشرة من المدينة التَلِّيَّة القديمة، وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 14305 دونمات، ويضم حي الشجاعية 4 مناطق سكنية هي التركمان، التركمان الشرقية، الجديدة والجديدة الشرقية. 

وتعود تسمية حي الشجاعية الذي بني خلال عهد الأيوبيين، إلى الشهيد شجاع الدين الكردي الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين سنة 1239 ميلادي، حيث انتصر فيها المسلمون وكانت بعد معركة حطين، ويمتاز الحي بأنه منطقة تجارية فيها كل الأشكال التجارية والورش. 

وللحي رمزية كبيرة للاحتلال الإسرائيلي، ففيه أسر الجندي شاؤول آرون عام 2014، كما توجد فيه كتيبة "الشجاعية" من أقوى عناصر "القسّام"، ويمثّل أعلى تجمّع سكاني بغزة ويحتضن الفصائل الفلسطينية كافة، وكونه معقلاً لانطلاقتها شهد البدايات الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، والجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية". 

وينتمي لحي الشجاعية حالياً أبرز قادة الفصائل الفلسطينية الحالية، ويعد المقر الرئيسي لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". 

معارك شرسة
حي الشجاعية له دور كبير للغاية في التصدي لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال معارك 1967، وشاهد على اندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وخاض المقاتلون داخل الحي معارك شرسة وضارية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي ما أسفر عن مقتل ضباط إسرائيليين واستشهاد 4 من المقاتلين الفلسطينيين، ويحتفى الفلسطينيون بهذه المعركة ويخلدون ذكراها وقد أطلقوا عليها "معركة الشجاعية". 

وكان الحي هدفاً للغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة ومنطقة اشتباكات مكثفة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي خلال الاجتياح البري، في عدوان الاحتلال على القطاع خلال 2008 و2009، وأيضاً أثناء العدوان على القطاع عام 2014. 

لواء غولاني وإغلاق الدائرة
وخلال عدوان إسرائيل عام 2014، وقعت قوة من "لواء غولاني" في كمين محكم وصف بالأسوأ في تاريخ الجيش الإسرائيلي، حوّل فيه المقاومين الفلسطينيين 16 جندياً وضابطاً إلى أشلاء، وتم أسر أحدهم، ولا يزال محتجزاً لدى كتائب القسام حتى يومنا هذا وهو الجندي شاؤؤل أرون، ولم يُعرف بعد هل هو من الأحياء أم الأموات. 

وفي 4 كانون الأول/ديسمبر 2023، أدلى وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت بتصريحات قوية على التخوم الشرقية لغزة، وعمل على تحفيز جنود الاحتلال وتحديدا المقاتلين في لواء جولاني بضرورة الاستعداد لخوض معارك شرسة في حي الشجاعية الواقع شمال شرق القطاع، وقال لرفع معنويات جنوده المقبلين على معركة قاسية في الشجاعية: مقاتلو جولاني يعودون إلى الشجاعية لإغلاق الدائرة ولن يغادروا قبل تدمير البنية التحتية الإرهابية. 

فخ الموت 
يعد حي الشجاعية كابوساً يلاحق قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين لقوا هزيمة ساحقة في الحي، ولعل أبرزها العقيد إيريز كاباتس الذي قاد الكتيبة 13 في لواء جولاني في العدوان على غزة عام 2014، وهو من أمر بدخول القوة الإسرائيلية إلى "فخ الموت" كما أسماه في حي الشجاعية ويقول متحدثاً عما واجهوه في الشجاعية : "لا تزال تدوّي في رأسي أصوات الحرب، وما زلت أتخيل ساحة المعركة أمامي طوال الوقت، ما زلت أسمع الصراخ والنداءات والانفجارات". 

ويصف القائد العسكري الإسرائيلي ما حدث في الشجاعية في حرب 2014 قائلاً: "ببساطة ما زلت أرى المعركة في الشجاعية أمام عيني مباشرة وعيناي مفتوحتان، يمكنني سماع الانفجارات، والصواريخ المضادة، ونيران المدافع الرشاشة أسمعها طوال الوقت – لا أنام جيداً في الليل. يومها عبرنا السياج الحدودي نحو الشجاعية، وفي غضون ثوانٍ قليلة أُصيب ضابط تحت إمرتي بجروح خطيرة". 

وروى القائد العسكري الإسرائيلي تفاصيل دخول قواته إلى الشجاعية، مؤكداً أنه كان لديه طاقم دبابة انقلبت بعبوة ناسفة، مع استهداف عناصر الكتيبة بإطلاق نار من جميع الاتجاهات باستخدام الهاون، والصواريخ المضادة، وأسلحة القناصة، مضيفاً أنه في أقل من 20 دقيقة كان أول شيء يراه أمام عينه هو عربة مدرعة محترقة كان يسير باتجاهها وعند مدخلها رأى صورة لا يرغب في أن يراها أحد، لجنود من لواء جولاني محترقين، وقال: "هذه الصورة عالقة في رأسي حتى يومنا هذا".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا