غزة:١٨٨٠٠ شهيد..واسرائيل تمهّد لقتال يمتد لأشهر في خان يونس

عكست مجريات المعركة العسكرية في غزة، حجم الازمة التي تعاني منها قوات الاحتلال، وقادت الى تقديرات تتحدث عن قتال يمتدّ لأشهر في مدينة خان يونس وحدها، ودفع حكومي اسرائيلي لمواصلة الحرب والإمعان في القصف الهمجي الذي أسفر عن استشهاد 18800 فلسطيني و51 ألف جريح معظمهم من النساء والاطفال.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاحد، عن مقتل ضابط وجندي إضافة إلى إصابة 35 جندياً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بينهم 33 في المعارك الدائرة في غزة، ليرتفع بذلك عدد القتلى في صفوفه من ضباط وجنود إلى 453 منذ بدء معركة طوفان الأقصى" وإلى 121 منذ بدء العملية البرية في 27 تشرين الاول/أكتوبر الماضي، وسط اشتباكات عنيفة اندلعت شرقي مدينة خان يونس بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي سُمعت خلالها أصوات إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.

كما شوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من مواقع الاشتباكات، قبل أن تطلق الدبابات الإسرائيلية قنابل مضيئة في سماء المنطقة بشكل كثيف في محاولة للكشف عن مواقع مقاتلي المقاومة الفلسطينية. وقال شهود عيان إن الاشتباكات تواصلت بعد ذلك لساعات، قبل أن تهدأ وتيرتها مع ساعات الصباح الأولى.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، تقديرات عن مصادر في الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حسم المعركة ضد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في خانيونس جنوبي قطاع غزة سيستغرق أشهراً.

وتصر اسرائيل على مواصلة الحرب، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين: "ليس لدينا خيار سوى الانتصار في الحرب على حماس من أجل استقرار المنطقة"، معتبراً أن "الدعوة إلى وقف إطلاق النار خاطئة وستكون مكافأة لحماس". وقال: "سنواصل الحرب حتى القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن وتغيير الواقع في قطاع غزة".

وتخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك ضارية مع قوات الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل في جنوب وشمال القطاع. وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في بيان مقتضب، إن قواتها قصفت الحشود العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محور بيت لاهيا بوابل من قذائف الهاون.

بالموازاة، يواصل الطيران الإسرائيلي الغارات المكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما جددت المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، القصف للمربعات السكنية. وأسفرت الغارات التي استهدفت مناطق مأهولة في مخيم جباليا وخانيونس والشجاعية في اليوم الـ 72 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عن استشهاد العشرات وإصابات المئات، فيما تواصل قوات الدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.

واستشهد 35 فلسطينيا وأصيب العشرات، اليوم الأحد، خلال قصف طائرات الاحتلال الحربية عدة منازل في بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وانتشلت طواقم الدفاع المدني والإسعاف 24 شهيدا، و90 جريحا على الأقل، جراء تدمير طائرات الاحتلال منزلا لعائلة شهاب في جباليا، وما زال العشرات تحت الأنقاض. كما استشهد 11 فلسطينيا وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة خلة في بلدة جباليا.

كذلك، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً في مخيم دير البلح وسط القطاع، مما أدى لاستشهاد نحو 12 فلسطينياً وإصابة العشرات، أغلبيتهم من النازحين، فيما استشهد شخصاً بقصف الطيران الإسرائيلي منزلا لعائلة الزيان في مخيم النصيرات فجر اليوم الأحد. كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي شرقي مخيم البريج وجحر الديك في المنطقة الوسطى من قطاع غزة.

ويأتي ذلك، في ظل استمرار قطع الاتصالات والإنترنت لليوم الرابع على التوالي عن كافة مناطق القطاع، في حين يجتمع "كابينيت الحرب" لبحث العودة إلى مفاوضات للتوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 18 ألفا و800 شهيد، والجرحى 51 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، حسب ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وأفادت الخارجية الفرنسية بوفاة دبلوماسي فرنسي متأثراً بجروحه في غارة إسرائيلية على غزة.