المناكفات السياسية تتصاعد.. وباسيل: الحكومة لا تُشكَّل بين اليخت والطائرة
المنطقة تغلي بالتطورات فوق مرجل صراعات الاقطاب، بحثا عن النفوذ المستدام فضلا عن ديمومة المصالح. الرئيس الاميركي جو بايدن في اسرائيل والأراضي الفلسطينية، وقريبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران، ليلتقي رئيسي ايران وتركيا.
في المقابل، المسؤولون اللبنانيون خارج السمع، لاهون في صراعاتهم الذاتية، يواصلون تعطيل تأليف الحكومة عبر التلويح باستقالة وزراء الحكومة المستقيلة أصلا.. وصولا الى الفراغ الرئاسي، او مروجين الى تقسيم بلدية بيروت، الى اثنتين، شرقية تضم الأشرفية وجوارها، وغربية تضم ما تبقى، وما يمثل ثلثي العاصمة، متجاهلين تهديدات وزير دفاع اسرائيل «برد مزلزل على مسيرات حزب الله»، التي أصبحت موضع شكوى امام مجلس الأمن الدولي من الجانب الإسرائيلي، ودون ان يحركوا ساكنا حيال تصريح أخير لوزير خارجية ايران حسين عبداللهيان، الذي أدرج لبنان في «الخط الأمامي للمقاومة، امام الكيان الصهيوني»، كما عرفه خلال استقباله السفير الايراني الجديد في لبنان مجتبى أماني قبل تسلم مهامه.
هذا التوصيف اعتبرته القوات اللبنانية عبر اذاعتها «لبنان الحر» ادانة لموقف ايران من لبنان وسيادته، ومبررا كافيا لرفض السلطة اللبنانية اعتماد هذا السفير في لبنان، فطهران وبموجب هذا الوصف ترى في لبنان مجرد ولاية فارسية ضمن مجموعة ولاية الفقيه، دون ان يجرؤ احد من أهل السلطة على التصدي لهذا الكلام. بل على العكس، ان ما يحصل من عرقلة للاستحقاق الحكومي، ولترسيم الحدود البحرية، وللتشكيلات القضائية، مع عدم منع اعمال التخريب، وترك حبل الفساد على غاربه، يثبت ان لبنان الآن رهينة.
لكن لا أحد يعبأ من أهل السلطة القائمة لما تمثله هذه التوصيفات للبنان من مخاطر على الكيان، ولا يبدو أحد على قدر من الاهتمام بموقع لبنان على جدول زيارة الرئيس الاميركي بايدن إلى المنطقة، ولا على برنامج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المخصص كما يبدو، لمعالجة المسألة السورية في طهران، علما ان ما تناهى عن أهداف رحلة بايدن، على المستوى اللبناني، لا يبعث على الارتياح، بحسب معلومات د. فراس مقصد، الأستاذ المحاضر في جامعة جورج واشنطن وكبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط، الذي أبلغ اذاعة «صوت لبنان» بأن زيارة بايدن للمنطقة يجب وضعها في الإطار الأوسع، وهو اطار الصراع المحتدم بين القوى العظمى في العالم، والعودة الى تعددية الأقطاب، بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
اما عن لبنان، وهنا بيت القصيد، فيقول هذا الباحث الاميركي انه ليس في سلم اولويات الإدارة الاميركية ولا أعتقد انه سيكون جزءا مهما من محادثات الرئيس بايدن في جدة.
وأمام كل هذه المستجدات بقيت المناكفات السياسية سيدة الموقف بين الفريق الرئاسي الذي يقوده ظل رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، المفترض عودته من اجازة عيد الأضحى الى لبنان. الفريق الرئاسي يفرخ التسريبات والتهويلات، وآخرها اتهام ميقاتي بالامتناع عن تشكيل حكومة جديدة، سعيا لتثبيت حكومة تصريف الأعمال كأمر واقع، ليكون في حالة الشغور الرئاسي، بمنزلة رئيس الجمهورية، بشخصه، وليس بحكومته مجتمعة، وفريق ميقاتي يتمسك بالدستور الواضح المعالم، لجهة صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، مع توقعه التصعيد من جانب الفريق الرئاسي.
وضمـــن الاحتـمــــالات التصعيدية ما لوح به التيار من العزم على استقالة وزرائه من الحكومة المستقيلة، وعددهم تسعة من أصل 12 وزيرا مسيحيا في الحكومة، في حال لم يستجب ميقاتي لشروطه في الحكومة العتيدة.
وضمن السيناريو الذي يراه مصدر متابع، فإن استقالة تسعة وزراء من أصل 12، عبر الامتناع عن تصريف الأعمال، يفقد هذه الحكومة ميثاقيتها الطائفية، ولا تغدو اهلا لتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية حال شغور المنصب.
وفي هذه الحالة، يتوقع المصدر لـ «الأنباء» ان يمتنع الرئيس عون عن مغادرة القصر الجمهوري في 31 اكتوبر موعد نهاية ولايته، بخلاف كل التأكيدات السابقة، بداعي ان الطبيعة تأبى الفراغ، وان لبنان لا يقف على رجل واحدة!
وقد وجه رئيس التيار الوطني الحر أمس انتقادات لاذعة للرئيس المكلف من دون أن يسميه، قائلا إن «الحكومة لا تتشكل بين اليخت والطائرة، ولا تحصل بين اليونان وبريطانيا».
وقال باسيل في حسابه على «تويتر»: «ان الحكومة تشكل في قصر بعبدا بين رئيسي الجمهورية والحكومة».
وأضاف «الواضح أنه لا يريد تشكيل الحكومة واعترف بذلك أمام كل الوزراء قبل ان يتكلف، ويبحث عن فتاوى دستورية لتعويم الحكومة المستقيلة، ويبرر أنه ليست حرزانة تشكيل الحكومة لثلاثة أشهر، وأصلا لنأخذ الثقة يبقى شهر واحد فقط للاستحقاق الرئاسي، وانه ماذا سنضع بالبيان الوزاري؟ لا يمكننا القيام ولا الالتزام بشيء وهنا بيت القصيد».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|