"تحالف التغيير" مولود جديد في ساحة النجمة وخارجها...
ليست ولادة تكتلات نيابية أو اصطفافات سياسية أمراً جديداً، بل هي بمثابة تقليد سياسي ونيابي منذ الاستقلال الى اليوم، وإنْ تبدّلت الظروف في البلد، وخصوصا بعد حقبة العام 2005 حيث بلغت حالة الانقسام أوجها لا سيما بين ما سُمي 14 و8 آذار أو موالاة ومعارضة بعدما ضجّت الساحة اللبنانية بهذه التسميات، والنتيجة ارتفاع منسوب الانقسام العمودي.
لكن "أمّ المفاجآت" تمثّلت بالخرق الكبير في الانتخابات النيابية الأخيرة بعدما وصل الى البرلمان 13 نائباً تغييرياً من مشارب سياسية وحزبية ومستقلين، شكّلوا حالة لافتة داخل المجلس وخارجه، لتظهر الانقسامات والخلافات والتباينات و"ينفخت" الدفّ في ما بينهم، فبرزت تحالفات ثنائية وثلاثية ورباعية بين المجموعة التغييرية بأشكال "ودّية" لتلد أخيراً "كتلة تحالف التغيير" من النواب ميشال الدويهي، مارك ضو ووضاح الصادق. وهذه المسألة لم تشكل مفاجأة صاعقة، انما "تحالف كتلة التغيير" وُلد بعد خلافات ووجهات نظر متباينة مع زملائهم إذ لكل رأيه وموقفه لا سيما مع النواب حليمة القعقور وإبراهيم منيمنة وفراس بو حمدان، الى النائبتين بولا يعقوبيان وسينتيا زرازير، فيما الثنائي ملحم خلف ونجاة صليبا في مكان آخر، وقد شكّل اعتصامهما في المجلس حالة لافتة وإن انسحبت صليبا بعد فترة طويلة من الاعتصام ليبقى النائب النقيب وحيداً قاطناً في المجلس.
بالعودة الى "كتلة تحالف التغيير" والأسباب والدوافع التي أملت عليهم ذلك، فالسؤال المطروح: هل هو خروج عن زملائهم التغييريين أم طموح أم حالة ضياع؟ في هذا السياق يقول النائب الدويهي إن كتلتهم تضم مجموعات تغييرية من عكار الى الجنوب والبقاع وبيروت، ولا خلافات أو "زعل" مع زملائهم، "وتبين بالملموس ان هناك تباينات ووجهات نظر مختلفة وتحديداً في العناوين الرئاسية والسياسية، وتوافقاً في بعض العناوين السيادية، الى المعطى المشترك في مكافحة الفساد والارتكابات، بدليل انني وقّعت الى جانب الزميلة القعقور على بعض المشاريع، ولكن بواقعية الفكرة أنه بعد تجربة نواب التغيير ما بعد 17 تشرين تبين ان ثمة حساسية سياسية برزت بشكل جليّ أو اتجاهات سياسية لم نتفق حولها ولم يبرز النموذج الأفضل الذي توخّيناه، ما أدى الى ظهور أكثر من كتلة وتجمّع، الامر الذي حدا بنا الى ضرورة الانتقال لمرحلة جديدة، فكانت كتلة تحالف التغيير لنصل بكل تواضع الى مرحلة "الاحتراف السياسي"، اذا صحّ التعبير، لمواجهة كل التطورات والأحداث على غير مستوى، فكانت هناك مقاربة مع المعارضة على صعيد الاستحقاق الرئاسي والأمور السيادية والوطنية والاختلاف مع حزب الله وضرورة بناء الدولة لا الدويلة. اتفقنا على هذه النقاط وان لم نتفق على عناوين اقتصادية، انما شكّلنا حالة معارضة واسعة وهدفنا الوصول الى تشكيل جبهة معارضة من شأنها أن تغير الواقع الراهن ويكون لها موقعها ودورها، وبدأنا نلمس التغيير الحقيقي ونشكل دافعاً أساسياً في المجلس النيابي وخارجه".
وهل كما يقال "تفرقتم نهائياً كنواب تغيير"؟ يجيب الدويهي: "لم ألمس أي زعل من الزملاء التغييريين بل باركوا خطوتنا وما زلنا أصدقاء نختلف حول ملفات ونتفق على مسائل أخرى كالعناوين الرقابية وغيرها، وسيكون لكتلتنا دور فاعل على مستوى البرلمان وطنياً من خلال فريق عمل سيواكب نشاطنا عبر متابعة كل الملفات، وسنعمل على القطعة تشريعياً وسياسياً في إطار المعارضة، اذ وعلى الخط الرئاسي ثمّة توافق، وفي التشريع داخل المجلس قد نكون متجانسين مع المعارضة حول هذا الملف أو ذاك أو هذا المشروع وسواه، أو نختلف معهم".
ويكشف الدويهي أنه "بعد الأعياد سيتم الإعلان عن "كتلة تحالف التغيير" عبر إعلام سياسي مع مجموعة من كل المناطق تشكل حالة دعم ومواكبة لهذا التكتل عبر فريق سياسي واعلامي، وسيتضمن الاعلان كل النقاط والمبادئ التي سنتحرك ونعمل من خلالها ان في المجلس أو خارجه، فالسياسة ليست جامدة بل هي متحركة ويجب أن نقدم ونعطي الأفضل في كل المجالات، وعلى هذا الأساس كان التكتل. هذه هي الحياة السياسية والبرلمانية وأن تواكب التطور والحداثة وما يحصل على الساحة الداخلية، وستكون لنا صولات وجولات في المرحلة المقبلة نيابياً وسياسياً وعلى المستوى الوطني عموما".
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|