"عودة السوريين"... رئيس بلدية يتحدث عن "نوايا خبيثة" ويدعو للحذر!
التقدمي مرتاح لموقف "المردة" من التعيين ولا ربط بترشيح فرنجية
خرج الحزب التقدمي الاشتراكي بموقف ايجابي من زيارته الى "تيار المردة" للحصول على تأكيد مشاركة وزيريه زياد مكاري وجوني القرم في الجلسة الوزارية التي يحددها الرئيس نجيب ميقاتي لتعيين رئيس للاركان في الجيش والذي سيكون من نصيب العميد حسان عودة الضابط الأقدم بين الدروز، الى المركزين الشاغرين الآخرين في المجلس العسكري ويشغلهما شيعي وأرثوذكسي.
وكان النائب وائل ابو فاعور مرتاحا في جلسته مع النائب طوني فرنجية حيث يجري تعبيد الطريق للجلسة المنتظرة التي يرجَّح ان تعقد في مطلع كانون الثاني المقبل بعد توفير عناصر الامان لها من خلال تأمين النصاب المطلوب، لان التعيين يحتاج الى اصوات ثلثي عدد الوزراء (16 من اصل 24).
وتلقى هذه الجلسة تأييداً من ميقاتي الذي سبق له ان شدد اكثر من مرة على هذا الموضوع من باب تحصين قيادة المؤسسة العسكرية بعد التمديد للعماد جوزف عون، اضافة الى تلبيته مطلب الرئيس السابق للحزب التقدمي وليد جنبلاط الذي لم يقصّر بدوره في احتضان الحكومة وإبعاد الكثير من الضربات عنها. ولا يحتاج الرئيس نبيه بري الى السؤال عن ترحيبه بملء الشواغر في المجلس العسكري، خصوصا في موقع رئيس الاركان لانه الضابط الوحيد الذي يمكنه الحلول مكان #قائد الجيش اثناء سفره او تعرّضه لعارض صحي. وقبل ان يتواصل التقدمي مع "المردة" كان قد مهّد لإتمام التعيين بتلقيه عدم اعتراض من "حزب الله" الذي لا يعارض مشاركة وزيريه علي حمية ومصطفى بيرم في الجلسة وتصويتهما للتعيين، ولو ان مثل هذا الاجراء سيكلفه الكثير من الاعتراضات من "التيار الوطني الحر" الذي لم يهضم اداء تعاطي نواب "الحزب" مع جلسة التمديد لعون رغم انسحابهم من القاعة العامة عند الوصول الى بند التمديد. وعلى رغم سلوك الحزب هذا خرجت اصوات "عونية" عدة حمّلته مسؤولية كل ما حصل في جلسة التمديد وكانت تتمنى من كتلة "الوفاء للمقاومة" الطلب من بري تطيير الجلسة وافقادها النصاب المطلوب 65 نائبا وقد تم انقاذها بكتلة نيابية من "تجدد" والكتائب الى عدد من "التغييريين" الذين حلّوا مكان نواب "الحزب" ليصل المجموع الى 68.
ولا تزال زيارة التقدمي لـ"المردة" محل متابعة لمعرفة الخلاصات التي ستنتهي اليها. وفي التفاصيل ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط اتصل بفرنجية الابن وابلغه بتكليفه ابو فاعور لزيارته، وتوصلا من دون اي عوائق الى عدم تعريض المؤسسة العسكرية لأي ازمة. وسبق للتقدمي ان رفض السير بالتمديد لعون وتعيين رئيس للاركان ليحل على رأس الجيش.
وقبل نهاية السنة سيزور وفد من التقدمي برئاسة تيمور جنبلاط بنشعي للقاء رئيس "تيارالمردة" سليمان فرنجية الذي "رتب" علاقته مع قائد الجيش قبل محطة التمديد للاخير التي شارك في حياكتها اكثر من كتلة ما عدا "التيار الوطني الحر"، مع التذكير بان "المردة" لم يخفِ احراجه من المشاركة في جلسة حكومية على جدول اعمالها بند يتناول التعيين تلازماً مع موقف بكركي التي تعارض اللجوء الى اي تعيين في غياب رئيس الجمهورية. ولم يعد اعتراض البطريرك بشارة الراعي اليوم على حاله هنا بعد التمديد لعون واطمئنانه الى وجود ماروني على رأس المؤسسة العسكرية حيث لا يريد تلقّي "انتكاسة" ثالثة في ظل الشغور في الرئاسة الاولى وعدم وجود ماروني في حاكمية مصرف لبنان. ووقف الرئيسان ميقاتي وبري على خاطر رأس الكنيسة المارونية وسارا بالتمديد.
ويقول ابو فاعور إنه لمس من النائب فرنجية حرصه على الجيش، ويختصر موقف "المردة" بـ"الممتاز". ولم يأتِ الطرفان، ولاسيما فرنجية، على ربط موافقة فريقه على تعيين رئيس للاركان بترشيح والده سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ومن المرجح ان تعتمد "المردة" الاسلوب نفسه الذي مارسته في التمديد لعون في ابرام تفاهم مع الحزب التقدمي، فضلا عن تمتين العلاقة اكثر مع رئيس الحكومة. وتقول مصادر "المردة" إن موضوع سيرها في التعيينات العسكرية لا يزال موضع درس عندها. وتتحدث بايجابية عن العلاقة التي تربط الإبنين جنبلاط وفرنجية.
وبعد سماع ابو فاعور هذا الموقف غير المعترض على التعيين من حيث المبدأ، سارع الى ابلاغ الرئيسين ميقاتي وبري فرحبا بهذا التطور من جهة "المردة" في التوجه الى جلسة حكومية سترتب جملة من الارتدادات على العلاقات المتأرجحة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، مع توقف الاخير عند علاقته مع الحزب التقدمي الذي اتخذ جملة مواقف من الحرب الاسرائيلية في غزة وجنوب لبنان لاقت صدى ايجابيا عند السيد حسن نصرالله المشغول بمتابعة جبهة الحرب المفتوحة من البحر الاحمر الى أصغر حيّ في غزة.
وبالعودة الى تعيين رئيس للاركان لا يبدو سهلاً تجاوز وزير الدفاع موريس سليم في هذه العملية، مع توقع ان يقترح مجموعة اسماء من الضباط الدروز والشيعة والارثوذكس ليخرج ويقول انه قام بالواجبات المطلوبة منه.
واذا بقي الرجل على رأيه ولم يقترح اسماء للتعيين، فستستند الحكومة هنا الى الدراسة التي اعدها الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية والتي قدم فيها جملة من الخيارات مع ترك القرار للوزراء.
ويبقى لموقع رئيس الأركان رمزية خاصة وكبيرة عند الطائفة الدرزية منذ ان تسلمه اول ضابط درزي هو اللواء يوسف شميط ايام الجنرال فؤاد شهاب، الى ان انتقلت تزكية هذا الاسم وتسميته بعد الطائف الى وليد جنبلاط الذي يرفض اليوم بقاء المنصب شاغرا لاسباب وحسابات سياسية ولو كان العنوان الحفاظ على المؤسسة العسكرية.
"النهار"- رضوان عقيل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|