بعد صفقة تبادل سجناء بين أميركا وفنزويلا... اللبناني "أليكس صعب" الى الحرية!

أعلنت دولة قطر، الخميس 21 كانون الأول 2023، نجاح وساطتها بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية فنزويلا، لتبادل عدد من السجناء، والتي أفرجت بموجبها واشنطن عن رجل الأعمال أليكس صعب، المقرب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مقابل 10 محتجزين أميركيين.

وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، إن جمهورية فنزويلا البوليفارية قد أطلقت سراح 10 سجناء أميركيين، مقابل إطلاق الولايات المتحدة الأميركية سراح سجين فنزويلي، بعد عقد عدد من جلسات الوساطة بين الطرفين.

فيما أعرب الوزير القطري عن شكر بلاده للولايات المتحدة الأميركية، وجمهورية فنزويلا البوليفارية، على تعاونهما في إنجاح عملية تبادل السجناء وتجاوبهما مع جهود الوساطة القطرية، مؤكداً أن هذه الخطوة جزء من وساطة أشمل لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين.

وشدّد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، على أن نجاح هذه الوساطة يؤكد مجدداً مكانة دولة قطر كشريك موثوق على المستويين الإقليمي والدولي، كما يعكس دورها الفعال في صناعة السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

كما لفت المسؤول القطري إلى نجاح دولة قطر في التوسط في عدد من الملفات المهمة، خلال السنوات الماضية، منها المحادثات بين الولايات المتحدة الأميركية وطالبان، وبين إيران والولايات المتحدة الأميركية، ومفاوضات السلام في لبنان والسودان وتشاد، كما تستمر جهود الوساطة القطرية بين إسرائيل وحماس بهدف وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكان البيت الأبيض قد أعلن، في وقت سابق، أنه تم إطلاق سراح 10 أميركيين كانوا مسجونين في فنزويلا، وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وإدارة مادورو، كما أشار إلى أن رجل أعمال ماليزياً يدعى ليونارد غلين فرانسيس، صدرت بحقه إجراءات قانونية في الولايات المتحدة، تم تسليمه لواشنطن، بالمقابل أفرجت إدارة واشنطن بموجب صفقة التبادل عن صعب، رجل الأعمال المقرب من مادورو.

وخلال مؤتمر صحفي عقده بشأن صعب، الذي تم استقباله بحفل في كراكاس، أعرب مادورو عن ترحيبه بصفقة تبادل السجناء.

يذكر أنه تم رفع دعوى قضائية ضد أليكس صعب في الولايات المتحدة الأميركية بتهمة الفساد، وأعد مكتب المدعي العام لائحة اتهام ضده بارتكاب جرائم مختلفة، ونفى صعب جميع التهم الموجهة إليه.

وكانت الإدارة الأميركية أعلنت منذ فترة طويلة أنها لا تعترف بشرعية إدارة مادورو، وتعترف بالمعارض خوان غوايدو.

وبدأت العلاقات بين البلدين تتحسن في الأسابيع الأخيرة، ووعد مادورو بإجراء انتخابات مستقلة في بلاده عام 2024.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي شهدتها فنزويلا بسبب العقوبات الأميركية، اتهمت وزارة الخزانة الأميركية صعب باستخدام حساباته في بنوك أميركية من أجل "غسل أموال وتحقيق أرباح عبر الفساد"، وزعمت أنه "عمل كواجهة لنظام حُكم مادورو".

كما اتهم مدّعون أميركيون صعب بأنه "غسل أكثر من 350 مليون دولار" عبر شركات وهمية أسسها، وأنه حقق أرباحاً تتجاوز المليار دولار من العمليات والصفقات التي زعموا أنها "انتهكت نظام العقوبات المفروض على النظام الفنزويلي لبيع نفطه، وتزويده بالمواد والسلع المحظور عليه شراؤها في السوق الدولية".

وكانت وزارة العدل الأميركية أعلنت أنه بين عامي 2011 و 2015، أقدم صعب على إجراء تحويلات مالية عبر مصارف أميركية بهدف شراء مواد للبناء استناداً إلى عقود وشركات وهمية لتنفيذ عقد مع الحكومة الفنزويلية لبناء مجمع سكني.

في مقابل تلك الادعاءات، وصف محامو الدفاع عن صعب في الولايات المتحدة التهم الموجّهة إليه بأنها "مخطط مزعوم بشكل غامض"، وقالوا إن موكلهم نفى هذه المزاعم.

وكتب محامو صعب في ملف قضائي بتاريخ 21 كانون الثاني: "ينفي السيد صعب هذا المخطط وجميع مزاعم لائحة الاتهام المتعلقة به أو أي مؤامرة أو رشوة أو غسل أموال من أي نوع".

وقال محاموه إن صعب كان دبلوماسياً فنزويلياً يتمتع بالحصانة، وأن سجلات المحكمة تثبت أن وزارة الخارجية الفنزويلية عيّنت صعب مبعوثاً خاصاً في شهر نيسان من العام 2018، كما كلفته بمهمة طلب المساعدة من إيران في عام 2020 لمواجهة تفشي وباء كورونا.

وفي عام 2019 فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على صعب، بزعم تقديم صعب رشاوى لأقارب مادورو من أجل الفوز بعقود لاستيراد الغذاء لبرنامج المساعدات الذي تديره كاراكاس مع تصاعد الجوع في فنزويلا، من جراء تشديد العقوبات الأميركية.

وفي العامين الماضيين، برز صعب كوسيط رئيسي في مساعدة كاراكاس على تجاوز العقوبات الأميركية من أجل استيراد البضائع، بما في ذلك الحصول على البنزين الإيراني للمساعدة في حل النقص الموجود في فنزويلا على مستوى المحروقات.