بالفيديو : بعد تواريه عن الأنظار لأشهر... دكتور فود يطّل على متابعيه من جديد
اتّفاق كبير بين أميركا وإيران... النّفط مقابل ماذا؟؟؟...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
اعتاد العالم على أن تُستتبَع التغييرات الجوهرية التي يمكنها أن تُصيب مجال وأسواق الطاقة في أي وقت، بتحوّلات عسكرية وسياسية كبرى.
النفط والأمن والغذاء...
ففي بعض الأمثلة، نذكر أن الحظر النّفطي الذي نفّذته الدول العربية والإسلامية ضدّ الغرب في عام 1973، على خلفيّة الحرب بين إسرائيل من جهة، ومصر وسوريا من جهة أخرى، ساهم بالتوصُّل الى تفاهمات عام 1974 بين الأميركيين والسعوديين، التي قضت بضمان تدفُّق النفط السعودي مقابل ضمانات أمنية من جانب الولايات المتحدة الأميركية، وهي من مستوى النفط مقابل الأمن.
وعندما هدّد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين المصالح الأميركية النفطية في الخليج، في عام 1990، شكّل الأميركيون تحالفاً دولياً دمّر نسبة كبيرة من القدرات القتالية للجيش العراقي، في عام 1991. فيما لم يتبلور الحلّ الفعلي لحرب الخليج الثانية آنذاك، إلا ببرنامج النفط مقابل الغذاء، الذي سمح للعراق بتصدير جزء محدّد من نفطه، مقابل الاستفادة من عائداته لتأمين الحاجات الإنسانية لشعبه، بإشراف من جانب الأمم المتحدة.
إيران
فماذا عن المفاعيل السياسية والعسكرية بعيدة المدى للتحالف الدولي الذي يعمل وسيعمل تحت قيادة أميركية في البحر الأحمر؟ وما هو شكل الاتّفاق الكبير المُحتمَل الذي من الممكن أن يخرج به؟ ومع من؟
إيران على الأرجح، هي الطرف الذي ستُبرم الولايات المتحدة الأميركية صفقة معه، هذه المرة. فما المكسب البديل الذي يمكن أن تحصل عليه طهران، مقابل ضمانها لسلامة التدفّقات النفطية في البحر الأحمر؟
مقابل ماذا؟
فبعد اتّفاق الحماية الأمنية الأميركية للدول العربية في الخليج مقابل النفط في السبعينيات، واتّفاق النفط العراقي مقابل الغذاء في التسعينيات، هل تكتفي إيران بتأمين تدفّقات النفط مقابل الحصول على اتّفاق نووي ممتاز لمصالحها، بضمانات أميركية مُستدامة، أم هل تطلب ما هو أبْعَد من ذلك بكثير، كالموافقة الأميركية مثلاً على التأثير الإيراني الكامل في الشرق الأوسط، وعدم النّظر إليه كتهديد، ولا في أي يوم من الأيام مستقبلاً؟
مكسب لأميركا
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "لا معطيات ملموسة تقول إن ما يجري في البحر الأحمر حالياً هو لعبة تديرها واشنطن وطهران، باتّفاق ضمني بينهما".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "مهما كانت عليه الأحوال، فلا شك بأن الولايات المتحدة الأميركية نجحت في جعل المعسكر الغربي يسير خلفها لمواجهة التهديدات النفطية والتجارية والاقتصادية على أيدي الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر. كما نجحت واشنطن في جعل مصالحها المشتركة مع كل دول الغرب، والمصالح الاقتصادية الخاصّة لتلك الدول، تحت الجناح الأميركي أيضاً. وهذا مُفيد جدّاً للأميركيين على الصعيد السياسي".
وشرح:"أقلّ دولة بحاجة الى استعمال ممرّات البحر الأحمر التجارية، بين كل الدول المشاركة في التحالف الدولي، هي الولايات المتحدة الأميركية. وهو ما يعني أن أي نشاط عسكري أميركي، وبقيادة الجيش الأميركي، من أجل ضمان حرية الملاحة في تلك المنطقة، هو مكسب للسياسة الأميركية".
بالقوّة...؟
وشدّد المصدر على أن "الآفاق المُحتَمَلة للتحالف الدولي مستقبلاً، ولمدى إمكانية تدهور الأوضاع العسكرية في البحر الأحمر، لن تكون واضحة بالكامل الآن. فهل يكتفي الحوثيون باستعمال المسيّرات والصواريخ؟ وهل يكتفي التحالف الدولي باعتراضها فقط؟ وماذا لو حصلت مشكلة كبيرة بسبب ألغام بحرية؟ وكيف يمكن توصيف الأحداث في تلك الحالة؟".
وأضاف:"كل تلك الاحتمالات وتداعياتها متروكة للمراحل القادمة. ولكن إيران تحرّك أدواتها بهدف جرّ الجهات المتضرّرة الى التحدُّث معها والقول، ماذا تريدين مقابل وقف التهديدات؟ وما تريده طهران بالتأكيد، هو رفع العقوبات عنها، ونسج تفاهمات إقليمية حول المناطق والدول التي تسيطر عليها عملياً في الشرق الأوسط. والانزلاق غير المتوقَّع نحو حرب مفتوحة في تلك الحالة، يبقى احتمالاً وارداً".
وختم:"قد تسعى إيران للحصول على ما يتجاوز العودة الى الاتّفاق النووي. ولكن لا يمكنها أن تقفز فوق مصالح دول الخليج العربية. فالتوازن مسألة أساسية لرؤية طهران التي تحوي المصالح الإيرانية، والسّعي الى استكمال نشر وتصدير الثورة الإيرانية. ووسط هذه الأجواء، تؤكد الولايات المتحدة الأميركية أنها الدولة التي تحمي مصالح الغرب كلّه، بالقوّة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|