الصحافة

نتنياهو في أنفاق غزة لمحاربة إسرائيل والسنوار في تل أبيب يهدّد بتدمير "حماس"؟؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تمرّ أيامنا وليالينا في هذا العالم، ونحن نرى نسبة لا بأس بها من شعوب الأرض تركض خلف السلام، فيما هذا الأخير "يهرب" منها.

قاعدة للتصرُّف

وحتى إن شعوباً متطوّرة على مستوى التكنولوجيا والعلوم، لا يزال العنف، وحوادث إطلاق النار، والرّغبة بإشعال الحروب، تحتلّ مساحة كبيرة جدّاً من يومياتها. هذا الى جانب انتقادات شديدة تتعرّض لها الأمم المتحدة باستمرار، إذ لا ينجح أمينها العام (منذ عقود) سوى باحتساب أعداد القتلى، والجرحى، والفقراء، والمرضى... على الأرض، وذلك رغم الميزانيات الهائلة التي تكلّفها تلك المنظمة الدولية، وكل ما يتفرّع عنها.

ولكن الى أي مدى يمكن لكل الشعوب أن تجد السلام بسهولة، ومن دون الحاجة الى أمم متحدة ربما، في ما لو طبّقت على نفسها قاعدة التصرُّف مع غيرها كما تريد لغيرها أن يتصرّف معها.

"تبريد"

فعلى سبيل المثال، لو اعترف جورج بوش الإبن قبل 22 عاماً بأنه لو كان مولوداً في أفغانستان (مثلاً)...، لكان تمنّى للولايات المتحدة الأميركية أسوأ ممّا كان يتمنّاه زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن لها. والعكس صحيح أيضاً.

ولو يعترف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الآن، بأنه لو كان فلسطينيّ المولد قبل عقود، لكان اليوم في أحد أنفاق غزة ربما، يخطّط للقتال ضدّ إسرائيل.

ولو يعترف زعيم حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار الآن، بأنه لو كان يهوديّ المولد في إسرائيل قبل عقود، لكان اليوم على رأس الحكومة الإسرائيلية ربما، يدعو الى ارتكاب أفظع الأعمال بحقّ الفلسطينيين. لو اعترفوا كلّهم بذلك، لكانت "بردت" أسباب العنف، والحروب، وإيديولوجيات الكراهية، ورفض الآخر، والرّغبة بتدميره، وارتكاب كل أنواع الظّلم بحقّه، في العالم.

حروب

رأى النّاشط السياسي ربيع الشاعر أن "هذه الأمور هي من بين القضايا التي لم يتمكّن أحد من إيجاد جواب تامّ لها حتى الساعة، وذلك بموازاة استمرار الحروب بين الناس".

وأشار في حديث لوكالة أخبار اليوم" الى أن "أرسطو مثلاً، قسّم الناس الى ثلاث فئات، هم التجار، الحكماء، والحراس. واعتبر أن التجار والحكماء يسيرون بنوعَيْن من المشاعر، هما الغريزة، والمنطق. وأما الحراس، فكان يحرّكهم شعور الغضب، ويدفعهم الى أن يقاتلوا ويضحّوا بحياتهم دفاعاً عن الوطن والقضية، ومنهم انبثقت طبقة الأرستقراطيين الذين خلقوا نوعاً من لاعدالة وطبقية داخل المجتمعات في ما بعد، كما حصل في فرنسا مثلاً، وهو ما أدى الى إشعال الثورة الفرنسية ليس فقط كردّة فعل على الأرستقراطيين، بل على الدِّين أيضاً. فكما أن الغايات الاقتصادية تتسبّب بإشعال الحروب وبتنمية حبّ السيطرة، يغذّي الدِّين أيضاً الحاجة الى الحروب، كما هو الحال في بعض الظروف".

الاعتراف بالآخر

وأوضح الشاعر أن "الغضب الذي يحرّك الناس في كثير من الأحيان، ينتج عن الحكم على الآخر. وعلاج ذلك يكون عبر الاعتراف بالآخر لحلّ هذه المشكلة. وفي حال عدم اعتراف الناس ببعضهم البعض، تزيد احتمالات الحروب".

وأكد وجود "نوعَيْن من الاعتراف. أحدهما هو تبادل الاعتراف بالآخر على أساس المساواة، والثاني هو الطلب من الآخر أن يعترف بأني متفوّق عليه. والنوع الثاني هو اعتراف، ولكن على أساس أن أحد الطرفَيْن أعلى شأناً من الآخر. وإذا أضفنا تلك النقطة الى العوامل الاقتصادية، والسياسية، وحبّ الهيمنة، والعامل الدّيني، نجد أنها تُبقي الحروب مستمرة بين الشعوب، خصوصاً إذا فُقِدَ أي إطار للتحاور أو لتخفيف الأزمات. ولتلك الأسباب، تأسّست الأمم المتحدة ومفهوم "الفيتو" فيها. فالأمم المتحدة هي وسيلة لتخفيف الأزمات أو لحُسن إدارتها الى أن يتوفّر الحلّ. و"فيتو" الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن هو لإدارة الازمات، واستخدامه يعني أن دولة تقول إن هذه هي الحدود التي لا يجب تخطيها، حتى لا تتحوّل أي مشكلة الى حرب عالمية".

الوعي

ولفت الشاعر الى "التغيُّر المناخي كأحد الأسباب المستجدّة للنزاعات والحروب والهجرة في العالم حالياً. فالشحّ بمصادر المياه والجفاف يمسّان بالأمن المائي والغذائي للشعوب، ويجعلها تحارب، أو تهاجر، مع ما يتسبّب به ذلك من اضطرابات تنبع من صعوبة الاستيعاب، والعنصرية".

وأضاف:"يجب أن نُزيل أسباب الحروب طبعاً. والأمم المتحدة هي الأداة الضرورية لذلك، مع ما توفّره من سُبُل للحوار، ورغم أن الكثير من نصوصها غير مُطبَّقَة في أماكن كثيرة. ولكن رغم ذلك، لا بدّ من الدفاع عن المفاهيم التي تُنادي بها، في الطريق الى اليوم الذي يتمّ فيه تمكين الإنسان من الوصول الى العلم والطبابة والخدمات الاجتماعية والمعايير الموضوعة من جانبها (الأمم المتحدة)، والتي تخفّف أسباب الحروب في العالم".

وختم:"لا بدّ من التمسُّك بمساحات التشاور بين الشعوب، والأمم المتحدة مساحة أساسية في ذلك، خصوصاً بعدما دخلت التكنولوجيا والتطوّر الى مسرح الحروب في العالم، وبشكل يجعلها أشدّ ضرراً ممّا كانت عليه في الماضي. فالتمسُّك بالنّظرة الفوقية، وبالعنصرية يوجّه الشعوب نحو المنحى الانتقامي، وحروب الإبادة، ولا حلّ لذلك إلا بزيادة مساحات الحوار والوعي".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا