الإمارات تدين قرار الحكومة الإسرائيلية التوسع بالاستيطان في هضبة الجولان المحتلة
عندما يعجز الأطباء عن زيادة دقيقة حياة واحدة في عيادة أو غرفة عمليات...
أيام قليلة تفصلنا عن إحياء سرّ تجسُّد السيّد المسيح، وهو الحدث الذي لا يحدّه عقل، والذي لا يمكن لعلم أن يفهمه، ولا لتكنولوجيا أن تضبطه، حتى ولو سيطرت على كل مفاصل العَيْش على الأرض.
انتظام الحياة
فأن يكون "قديم الأيام" في الزمن، والجسد، أي في عالم الجوع، والعطش، والضّعف، والمرض، والوجع... هي مسألة لا تحتمل إلا الصّمت. هذا مع العلم أن سفر الإنسان من الخارج الى الداخل، أي من عالم الضوضاء والتكنولوجيا... الى نفسه، والتأمُّل بأسرار انتظام كل دقيقة حياة في أعضائه، ودمه، وشرايينه، وخلاياه... (هذا السّفر من الخارج الى الداخل) قد يُفهمه القليل جدّاً من أسرار التجسُّد الإلهي.
محدوديّة
وما من أحد سوى الأطباء، أي أولئك الذين هم على تماس دائم ومباشر مع "شجرة الحياة"، ومع سرّ الحياة، يمكنه أن يُلامس أسرار الله وحقيقة الوجود في كل جسد مريض، أو مُتهالِك.
فكم من طبيب يشعر بمحدوديّة ما يتعلّمه في الكتب وأكبر الجامعات، عندما لا يتجاوب جسد مريضه مع العلاج. وكم من طبيب يشعر بمحدوديّته الخاصّة، عندما يلمس أنه عاجز عن مَنْح الحياة، والخلود، لأيّ كان، وحتى لنفسه، وحتى لو كان يمتلك كل العلوم والتقنيات القادرة على إنعاش وتنشيط وتجديد الجسد، بشكل مستمرّ، وحتى لو بات هو نفسه مربوطاً بكلّ أنواع الشرائح التي تحافظ على تدفّق الدم في أصغر شرايينه، والتي تعالج أي خلل يظهر في أي عضو كان، وبأي يوم من الأيام.
مضاعفات
أكد نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش أن "الطبيب يشعر بمحدودية العلم في كل مرّة تجري فيها الأمور بشكل لا يريده، كبروز بعض المضاعفات مثلاً".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ما لا يعلمه الرأي العام، هو أن المضاعفات يمكن أن تحصل بعد كل عملية جراحية، أو كل علاج، وهي قد تظهر على شكل أضرار جانبية يأخذها الطبيب في الاعتبار ويعالجها. ولكن الى جانب ذلك، يوجد ما نسميه نحن مخاطر علاجية (aléas thérapeutiques)، وهي مضاعفات لم يعرف العلم أن يجد تفسيراً لها الى يومنا هذا. وهذه المضاعفات لا دخل للطبيب ولا للمريض بها، ولا هي نتيجة أي خطأ من جانبهما".
رسالة
وشرح بخاش:"على سبيل المثال، نعلم أن من بين كل مليون مريض يخضع لبنج كامل، هناك حالة واحدة ترتفع فيها حرارة المريض فور حصوله على البنج، وقد تلامس الـ 42 درجة متسبّبةً بوفاته. ونسمّي تلك الحرارةhyperthermie maligne ، ولا جواب علمياً لهذا الأمر لدى أحد الى الآن، وهي مشكلة قد يواجهها أي طبيب".
وأضاف:"بالتأكيد، يتمّ وضع المريض في جوّ أن هناك أشياء خارجة عن نطاق العلم، وأنه (العلم) لم يقدر أن يفسرها أو أن يعالجها حتى الساعة. وهنا يبرز إيمان الطبيب بالإنسان، وبالقدرة الإلهية التي مهما تعلّمنا، تبقى هي أكبر منّا، وتسيّرنا برسالة الطبّ التي اخترناها، والتي هي رسالة لا مهنة".
مشاكل
وردّاً على سؤال حول الثّقل الكبير الذي يُمكنه أن يُتعِب الطبيب إذا لم يشعر بأن يد الله معه في العمل الطبي، أجاب بخاش:"لذلك نحن نقول إن الطبّ هو رسالة لا مهنة. فالمشاكل تحصل عندما لا ينطلق الطبيب من هذا المبدأ، أو إذا اعتبر أنه يقوم بمهنة، أو بتجارة بدلاً من أن يكون رسالة إنسانية".
وختم:"هذا الواقع يرتدّ على الطبيب في تلك الحالة، لأن المريض لا يختار مرضه، ولا أن يكون مريضاً، بل هو شخص اكتشف أنه مريض في يوم من الأيام. ولذلك، نرى أن بعض المرضى قد يغيّرون طبيبهم إذا لم يرتاحوا معه، وإذا لم يشعروا بأنه يقف الى جانبهم. وبالتالي، الطبيب الذي لا ينطلق من مبدأ أن الطب هو رسالة إنسانية، لا ينجح فيه".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|