خاص : خارطة المنطقة ما بعد طوفان الأقصى.. "الكانتون الدرزي" نموذجاً؟
خاص القناة 23
لا شك ان إرتدادات عملية طوفان الأقصى لن تنعكس على مستوى الداخل الفلسطيني وحسب بل ستشمل كافة دول المنطقة لا سيما لبنان، الذي دخل الحرب ولو بشكل جزئي على جبهة الجنوب الى جانب باقي دول الجوار التي باتت تتأثر بشكل أو بآخر حيث نشهد في العراق وسوريا استهداف للقواعد الاميركية، ما يعني ان رقعة الحرب لم تعد محصورة على مستوى الداخل الفلسطيني بل امتدت شظاياها الى دول الجوار وصولا الى البحر الأحمر وما يحصل من استهداف للسفن القادمة الى الكيان الاسرائيلي، ولا شك ان النتائج السياسية لما بعد عملية طوفان الأقصى ستكون لها إرتداداتها على هذه الدول في ظل السيناريوهات المرسومة لفلسطين والمنطقة بعد السابع من اكتوبر 2023، وفي هذا السياق يبرز الحديث عن ترانسفير جديد لأهالي غزة الى منطقة سيناء المصرية والذي اصطدم بالرفض المصري لهذا المشروع – الخطة، ولعل ما يحصل من تدمير ممنهج لمختلف مناحي الحياة في قطاع غزة يأتي في سياق تحويل غزة الى كيان غير قابل للحياة ما سيدفع بأهل غزة للبحث عن مكان أفضل للعيش.
ووفقا للمعطيات التي يتم تداولها في الأروقة الدبلوماسية على مستوى دول القرار فإن تغيير الخريطة الديمغرافية لن يقتصر على تهجير أهل غزة وحسب، بل هناك كلام جديد وحازم أكثر من أي وقت سابق عن يهودية الدولة الإسرائيلية على كامل مساحة فلسطين التاريخية، ما يعني ان مصير عرب الـ 48 وباقي سكان مناطق الداخل الفلسطيني المحتل سيكون مشابهاً لما يتم التحضير له من عملية ترانسفير لأهالي قطاع غزة الى خارج الحدود الفلسطينية ما يعني الغاء اي وجود للسلطة الفلسطينية في رام الله، وهذا ما يفسر الغاء الجانب الاسرائيلي كل الترتيبات الأمنية السابقة التي كانت ممنوحة لسلطة محمود عباس في الضفة الغربية، بحيث اصبحت المنطقة خاصعة للسلطة الاسرائيلية المباشرة دون أي دور لسلطة رام الله التي تتولاها حركة فتح بقيادة أبو مازن.
وفي هذا السياق تشير معلومات عن خطة يتم العمل على إنجازها لإقامة منطقة آمنة وفق التعبير الدولي في منطقة جنوب سوريا والتي ستكون بمثابة دويلة او كونتون درزي بحيث سيتم تهجير دروز فلسطين الى تلك المنطقة ومنحهم نوعا من الحكم الذاتي او الإدارة المحلية، على ان تتولى دولة عربية - خليجية تأمين مقومات الدويلة اقتصاديا ماديا، بينما ستكون الأردن لديها سلطة الاشراف على ترتيبات هذه الدويلة على أن تتولى الإدارة الأميركي وبالشراكة مع تل أبيب الجانب الأمني والعسكري لهذه المنطقة، وتتقاطع هذه المعلومات مع ما تشهده محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية من حركة مناهضة للنظام في سوريا منذ أشهر عدة، حيث برز المطلب الإنفصالي عن الدولة المركزية في دمشق وسط دعوات لفتح معبر مع الأردن، بهدف تأمين ممر لمحافظة السويداء يكون تحت إشراف لجنة محلية من المحافظة تتبع لمشيخة العقل بقيادة الشيخ حكمت الهجري تحديدا ودون اي دور للدولة السورية عليها، ما يعني الخروج عن سلطة الدولة واقامة نوع من الحكم المحلي الذاتي، ويصبح هذا الكلام واقعيا في ظل ما يحكى عن سيناريوهات متداولة لإعادة رسم خريطة المنطقة بعد عملية طوفان الأقصى، ولن يكون الأمر مقتصرا على كيان درزي وحسب بل هناك مشروع عام يتضمن توزيعا شاملا لمختلف الطوائف وفقا للمشروع المرسوم دوليا وبالتنسيق والتعاون مع جهات عربية ستتولى تأمين مقومات الصمود المالي والاقتصادي لهذه الكانتونات، فهل سينجح المخطط الدولي في تهجير الفلسطينيين وإقامة كانتونات بديلة بدعم اميركي تحديداً من أجل إقامة كيان إسرائيلي يهودي فوق فلسطين التاريخية؟، وبالمقابل كيف سيكون الرد من قبل دول محور الممانعة، وهل ستقبل بتمرير هكذا مخطط يهدف الى طمس فلسطين وقضيتها؟ أم سنكون أمام سيناريو الحرب الشاملة في المنطقة على أن نشهد في نهايتها تنفيذاً لأجندة الفريق المنتصر؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|