المجتمع

هل كثيرٌ على اللبنانيين ما يتمنونه في السنة الجديدة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع بداية العدّ العكسي لانتهاء سنة هي من بين أسوأ السنوات، والاقتراب من سنة جديدة لا يعرف أحد ما ستحمله معها من مفاجآت، مع أن المؤشرات لا تسمح بكثير من التفاؤل مع إصرار العدو الإسرائيلي على دكّ قطاع غزة بكل أنواع الأسلحة المدّمرة، ومع تصميم تل أبيب على جرّ لبنان إلى حرب واسعة، وذلك من خلال تقصدّها مواصلة استفزازاتها، التي خرجت منذ فترة عمّا كان سائدًا مع بداية توتير الوضع على طول الخط الأزرق، والتي كانت تندرج تحت مسمّى "قواعد الاشتباك"، التي أصبح مصيرها كمصير القرار 1701. وهذا يعني بـ "العربي المشبرح" أن الوضع في الجنوب كما هو عليه الآن لا يدعو إلى الطمأنينة، ولا يوحي بأن الأيام الآتية ستكون أفضل مما سبقها. 
 

فسنة 2023، التي بدأت تضبضب "كلاكيشها"، كانت حافلة بالمآسي والكوارث، منها ما هو ناتج عن عوامل طبيعية، ومنها ما هو من صنع الانسان. أمّا النتيجة فواحدة، وهي زيادة معاناة الانسان حيثما تحّل الكوارث. وقد تكون معاناة أهل غزة هي الأشدّ مرارة لأنها مستمرّة بوتيرة عالية نتيجة العنف غير المسبوق، الذي يتعرّضون له، ومن دون توقّف. وهي ستسلّم بعد أيام ما لديها من ذخائر للسنة الجديدة الزاحفة إلينا عبر أرقام جديدة تُضاف تلقائيًا، ومن دون استئذان، إلى تراكم الأعداد الألفية، وهي في عين الله كالأمس الذي عبر. 
ما يعطي لكل سنة ترحل معنى لطيفًا لعدم التحسّر، وما يضفي على ما هو آت من أيام من أسرار، هو ما يسبق النهاية والبداية. هو عيد الأمل بتجدّد الحياة، وهو عيد أصبح مشتركًا، أقّله في لبنان، من حيث ما يرمز إليه من فرح بات اللبنانيون في أمسّ الحاجة إليه. 

 

فمع كل نهاية أمل جديد. ومع كل بداية توق إلى الأحسن والأفضل. ومع انتهاء سنة وبداية سنة جديدة تتوالى المواعيد، ومعها تكبر التوقعات، وتطغى الامنيات على الواقع. ولولا هذا الأمل بتجدّد دائم لتشابهت الأيام، على رغم ما فيها من مشتركات في الرتابة والنظم المتحكّمة بمصائر البشر، ومع ما فيها من قواعد ملزمة لانتظام الدورة الطبيعية للحياة اليومية وما فيها من تعقيدات ومشاكل وهموم لا عدّ لها ولا حصر. 
وإذا كانت هموم الناس العاديين، الذين يعيشون حياة طبيعية في "كواكب" لا تشبه كوكبنا  تُقاس بمدى ما يحققونه من طموحات، وما يرتقون إليه من رفاهية وسعادة، فإن أقصى طموحات اللبنانيين هي ألا تنقطع الكهرباء منتصف ليلة رأس السنة، وألا يستقبلوا سنتهم الجديدة على ضوء الشمعة، أو ألا يغرقوا على الطرقات، أو ألا يقضوا ساعتين في الطريق من الدورة إلى جونية، وهي مسافة لا يحتاج اجتيازها إلى أكثر من عشر دقائق في البلاد المنظّم فيه السير، والمحترمة فيه قوانين المرور، أو ألا يضطرّوا إلى الاستعانة بـ "نقلة" مياه لإكمال جلي الصحون، وألا يصادفهم من "يصطاد" مما تبقى في المحفظة أو الحقيبة. 
أقصى ما يريده اللبنانيون عشية رأس السنة هو أن ينعموا بالقليل القليل من طمأنينة مفقودة، وأن يكون لديهم رئيس لجمهوريتهم المتهالكة كسائر شعوب العالم. فهل ما يتمنونه بعد سنة كاملة من فراغ قاتل هو بعيد المنال، وهل ستحمل سنة 2024 معها تباشير انتهاء الشغور الرئاسي؟ 
المتفائلون يؤكدون ذلك. أما الواقعيون فيردّون بأن الأمور محكومة بخواتيمها استنادًا إلى ما يردّده الرئيس بري عند مفترق كل استحقاق "ما تقول فول حتى يصير بالمكيول". 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا