"طوفان الأقصى" إيران تتبنى بعد حين وحماس تنفي...مراوغة أم توزيع أدوار؟
في مجال الحديث عن اغتيال مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضي موسوي وما استتبعه من مواقف، اخذ ورد بين ايران وحماس يعكسان واحدا من امرين اما ان احد الجهتين يكذب ويراوغ او ان ثمة تواطؤا في مكان ما.
بعيد عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول الماضي خرج قادة المحور الممانع وتحديدا ايران والحرس الثوري ليعلنوا غسل أيديهم من دم الغزاويين وتفرد حركة حماس والجهاد الاسلامي بالتخطيط والتنفيذ والهجوم ، حتى انهم اكدوا جميعهم انهم لم يكونوا على علم بالمخطط اياه.
اليوم اطل الحرس الثوري الإيراني معلنا ، أن عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حركة "حماس" ، كانت من ضمن عمليات الانتقام لاغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني الذي اغتيل في كانون الثاني 2020 في العراق، نتيجة هجوم صاروخي أمريكي، اذ قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، في تصريحات متلفزة، إن "عملية طوفان الأقصى كانت إحدى عمليات الانتقام لاغتيال سليماني، وهذه الانتقامات ستبقى مستمرة".
في حين اعلن قيادي عسكري إيراني ان على إسرائيل أن تنتظر طوفان الأقصى 2 وان "ردنا على اغتيال رضي موسوي سيشمل الرد المباشر وتحركات من جانب جبهة المقاومة".
من جهتها، افادت وسائل إعلام إسرائيلية، إن "تل أبيب تتوقع ردًا على الجبهة الشمالية على مقتل مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوريا".ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن "الجيش يستعد لرد إيراني محتمل على مقتل رضي موسوي.
الموقف الايراني يبدو لم يرق لحركة حماس التي سارعت الى "نفي صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني بشأن عملية طوفان الأقصى ودوافعها"، ما رسم افقا واسعا من التساؤلات حول الجهة التي تقول كلمة الحق وتلك التي تراوغ.
تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان الحرس الثوري وازاء الضربات الموجعة التي تلقاها في الاعوام الاخيرة باغتيال عدد من قيادييه من دون ان ينفذ وعودا اطلقها بردات فعل عنيفة وصادمة، وجد نفسه محرجا امام ناسه وبيئته التي كفرت بالحرب والقتل والدمار ولم تعد تنشد سوى العيش بسلام ، فوجد مناسبا مع الاعلان عن اغتيال موسوي في سوريا منذ ايام ،نسب عملية طوفان الاقصى اليه وادراجها في خانة رد الفعل على اغتيال سليماني متوعدا بطوفان ثان ردا على اغتيال موسوي.
وبعيدا مما اذا كانت ايران او لم تكن خلف "الطوفان"،مع ترجيح الفرضية الاولى بنسبة عالية، كون عملية على هذا المستوى تستلزم تخطيطا دقيقا وآلية تنفيذية تمتلكهما الجمهورية الاسلامية، رفضت حماس التبني الايراني وسلب الانتصار التاريخي منها ونسبه للحرس الثوري. الا اذا كانت المواقف الصادرة اليوم من الطرفين هي بدورها من ضمن سياسة المراوغة التي تتقنها طهران وتتفنن فيها وفي اطار مخطط توزيع ادوار بين اذرعها العسكرية المنتشرة في دول المنطقة وهي "غب الطلب" حينما يصدر امر العمليات الايراني، والا كيف تُفسر عودة طهران عن موقفها المُنكر علاقتها بـ"طوفان الاقصى"، وقد "صدّقتها" انذاك عدوتها اللدودة واشنطن، عن قناعة او عن رغبة بعدم امتداد فتيل النار من غزة الى سائر دول المنطقة وتحوله الى حرب عالمية؟
ايران وحماس كلاهما مأزومان يحتاجان الى اوراق قوة. الاولى للتعمية على عدم ردها بالمستوى المناسب على اغتيال قادتها تباعا، والثانية لحاجتها الماسة الى ما يدعّم وضعها وموقعها في المنطقة ويحجز لها مقعدا في صفوف السلطة الفلسطينية التي ستتشكل بعد انتهاء حرب غزة للتفاوض على التسوية الكبرى، وتبعا لذلك، تختم الاوساط الدبلوماسية ، تبقى الفرضيتان راجحتين، صدق ايران في وقوفها خلف عملية 7 تشرين والاعلان عنها ولو بعد حين، وكذبها لتبني انتصار لحماس دفع ثمنه الغزاويون اكثر من 21 الف شهيد حتى الساعة، تعويضا عن عجزها عن الرد على سلسلة الاغتيالات لقادتها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|