ما مصير مراكز "القيادة العامة" خارج المخيمات؟ وهل ستعمم تجربة الناعمة؟
مستوطن يعلّق رأس حمار بالقرب من أضرحة صحابيين جليلين
قام مستوطن إسرائيلي متطرف باقتحام «مقبرة باب الرحمة» التاريخية، الواقعة عند السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الخارجية، وعلق على أحد أعمدتها رأس حمار صغير بعد أن قام بذبحه، لتعلن إسرائيل لاحقا عن اعتقاله بتهمة «إساءة معاملة الحيوانات».
ونقل شهود عيان أن المستوطن بعد أن اقتحم المقبرة قام بتعليق «رأس الحمار» على عصا وثبتها بين القبور في مقبرة باب الرحمة، على بعد أمتار من السور الشرقي للأقصى حيث قام حراس للمسجد الأقصى بمطاردته حتى وادي حلوة في بلدة سلوان.
وعلى الفور اقتحمت قوات شرطة الاحتلال المنطقة، وأغلقت باب مقبرة باب الرحمة بالكامل ومنعت الدخول إليها نهائيا.
وحضر قائد شرطة الاحتلال في القدس برفقة عدد كبير من الضباط إلى المقبرة من أجل معاينة الحادث.
وذكرت مصادر مقربة أن المستوطن قام بتعليق رأس الحمار بالقرب من أضرحة الصحابيين الجليلين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت اللذين تضم المقبرة جثمانيهما، وهو الأمر الذي يمنح المقبرة التاريخية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك المكانة الدينية.
ووصف رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في حديث صحافي، الحادثة بأنها «جريمة نكراء وحدث فريد من نوعه».
وقال: «هذه حلقة من حلقات الاعتداء على المقبرة ومقار المسلمين في القدس، إنها حدث غريب. لم يحصل في تاريخ البشرية أن حصل اعتداء بالطريقة التي نفذها مستوطنون، هؤلاء رواد في انتهاك حرمة المقابر والمقدسات».
واعتبر أبو زهرة أن الحادثة تثير بلبلة في مدينة القدس، وأن الاعتداءات لن تتوقف من جانب المستوطنين المتطرفين طالما تزداد وتتضاعف حالة الحقد والكراهية التي يحملها المستوطنون تجاه المسلمين.
وفسرت مصادر مقدسية سبب وضع رأس الحمار المذبوح على المقبرة بالمكانة الخاصة التي يحتلها الحمار عند اليهود فيما يسمى طقس (البكور)، أي أنهم ينذرون بِكرَ البهائم كقربان، أما الحمار فلا يُضحى به لأنه نجس، ولذلك يُضحى بشاة بدلا منه، لكن إذا تأخرت التضحية، يُقطع رأس الحمار ويُتخلص منه في مكان بعيد.
ويرى مقدسيون أن هذا يفسر تعمّد المستوطن وضع الرأس النجس بحسب عقيدتهم في أكبر وأهم المقابر الإسلامية فب القدس المحتلة، وبين قبور الصحابة والتابعين والمجاهدين، وأمام أهم أبواب سور القدس والمسجد الأقصى (باب الرحمة).
وقالت المصادر إن هناك مفارقة تتمثل في وضع المستوطن الرأس النجس رغم ادعاء الصهاينة أن باب الرحمة مُقدس في عقيدتهم، وأنه كان أحد أهم أبواب الهيكل المزعوم، وأنه الباب الذي سيدخل منه «المسيح المخلص المنتظر» -أي الدجال – في آخر الزمان.
واستنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، قيام أحد المتطرفين اليهود بذبح حمار داخل مقبرة باب الرحمة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك وتعليق رأسه على قبور المسلمين بالقرب من قبري الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهما.
وقال إن الحادثة تعكس استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم وفي تطرف واضح وتدنيس خطير لأحد أبرز المقابر الإسلامية التاريخية في مدينة القدس والتي تعج برفات عموم أهل المدينة وكبار العلماء والصالحين والمجاهدين والشهداء.
وحذر مجلس الأوقاف من مغبة هذه التصرفات الشنيعة التي تعكس عمق الكراهية لدى هؤلاء المتطرفين اتجاه الأخر في المدينة المقدسة لتصل الى حد ارتكاب مثل هذه التصرفات المشينة بحق حرمة قبور المسلمين.
وطالب مجلس الأوقاف بضرورة محاسبة هؤلاء المتطرفين، والكف عن العبث والتخريب التي تجاوزت البشر والحجر لتطال حرمة المقابر والأموات في مقابر هذه المدينة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إنها «ألقت القبض على مشتبه يبلغ من العمر 35 عاما من سكان جنوبي إسرائيل في البلدة القديمة في القدس، للاشتباه بأنه كان ينوي انتهاك القانون والنظام العام من خلال تعليق رأس حمار، في مقبرة إسلامية بالقرب من البلدة القديمة».
وأضافت: «تم إلقاء القبض على المشتبه به على يد أفراد الشرطة «، مدعية أنه «من ذوي الاحتياجات الخاصة»، ومن ثم «إحالته إلى التحقيق في مديرية دافيد بشبهة إساءة معاملة الحيوانات وانتهاك النظام العام».
كذلك أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت حارس المسجد الأقصى محمد الأيوبي من داخل ساحات الأقصى.
وأضافت أنه تم إغلاق مقبرة باب الرحمة بالكامل، والجيش وشرطة الاحتلال يمنعان الدخول إليها نهائيا، حيث تجري أعمال تصوير وجولات في داخلها.
وأفادت مصادر مقدسية أن شرطة الاحتلال هددت الحراس باعتقالهم في حال نشر الخبر.
يذكر أن مقبرة باب الرحمة تضم قبري الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وأوس بن شداد، وقبور مجاهدين وتابعين، ويلاصق باب الرحمة أحد أبواب سور القدس والأقصى.
ونفذ عشرات المستوطنين، الخميس الماضي، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، بحراسة قوات الاحتلال.
وقام 90 متطرفا باقتحام المسجد الأقصى خلال فترتي الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال المدينة. وأدى المستوطنون الصلوات خلال اقتحامهم المسجد الأقصى.
كما تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها على المسجد الأقصى، بفرض القيود على الدخول إليه، والسماح لأعداد قليلة بدخوله معظمهم من كبار السن والنسوة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|