الصحافة

هل يعود مسلسل الإغتيالات على الساحة اللبنانية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يكثر الحديث عن عودة مسلسل الإغتيالات إلى لبنان، ربطاً بحرب غزة والجنوب، لاسيما بعد اغتيال أحد أبرز قادة "الحرس الثوري الإيراني" في سوريا رضي موسوي، إلى التهديدات الإسرائيلية التي تصبّ في خانة هذا المسلسل الذي لم يتوقف منذ ستينات القرن الماضي حيث كانت إسرائيل تجنّد عناصر من "الموساد" ومخبرين منتشرين في أوروبا، وقد تمّ اغتيال أحد أبرز قادة حركة "فتح" حينذاك، وصولاً إلى العمليات الشهيرة في لبنان ومنها اغتيال أبرز قادة الثورة الفلسطينية في فردان، بعدما وصلوا إلى شاطئ الرملة البيضاء في زوارق من نوع "زودياك" وكان بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي سابقا إيهود باراك الذي ارتدى لباس امرأة، فاغتالوا كمال ناصر ويوسف النجار وكمال عدوان وكرّت السبحة في لبنان والخارج.

من هنا قد يكون اغتيال موسوي في دمشق قبل أيام مقدمة أو رسالة الى "#حزب الله" وإيران، بأن إسرائيل قررت تصفية قادة "حماس" وقياديين في "الحزب"، وربما يهدف ذلك الى جرّ الاخير إلى الحرب في ظل توسيع رقعة الاشتباك التي طاولت مدينة بنت جبيل بعد تعرّضها لقصف وغارات جوية، الأمر الذي يؤكد أن الأمور بدأت تخرج عن قواعد الاشتباك، ما يعني ان ثمة قرارا متخذا من قِبل مجلس الوزراء الإسرائيلي أو "الموساد" لتفجير الوضع بشتى الاساليب.

تشير مصادر سياسية متابعة لـ"النهار" وعلى بيّنة مما يجري، الى أن الاتصالات الدولية الجارية على قدم وساق من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وسواه، لاسيما وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إنما تصب في إطار السعي لعدم زج لبنان في الحرب على اعتبار ان هؤلاء مطلعون تماما على نيات إسرائيل التي تعمل لدفع "حزب الله" وإيران إلى منازلة في الساحة اللبنانية، لإجبار "الحزب" على الانسحاب إلى شمال الليطاني، وإلا القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق، وقد باتت أمراً محتملاً من خلال اعتماد إسرائيل الأسلوب الاستخباراتي والتدمير الممنهج من غزة إلى الجنوب وعودة الإغتيالات.

والسؤال المطروح: هل لبنان مقبل على هذا النوع من الاعتداءات أو الإجرام المتعارف عليه تاريخياً منذ نشوء الكيان الصهيوني؟ هنا تذكّر المصادر باغتيال الأمين العام السابق لـ "حزب الله" السيد عباس الموسوي وقيادات أخرى، من خلال اللجوء إلى عمليات كوماندوس عندما اختطفت آنذاك الشيخ راغب حرب، وبمعنى أوضح ان لاسرائيل باع طويل في هذه العمليات. فهل نحن مقبلون على مثل هذه المخططات؟ تؤكد المصادر أن الأمور إختلفت عن ذي قبل بحيث ثمة مقاومة تملك أحدث أنواع الأسلحة، وفي حال قيام إسرائيل بأي عملية اغتيال، من الطبيعي ان يكون الرد مدوياً، ولهذه الغاية ستحسب ألف حساب لما كانت تقدم عليه في مراحل سابقة، ولكن في المقابل، يقول أحد كبار المحللين العسكريين لـــ"النهار"، إنه يوجد سلاح اميركي نوعي يُستعمل في هذه المرحلة لمواجهة صواريخ "الكورنيت" وفي عمليات الاغتيال على غرار تصفية أسامة بن لادن في باكستان من خلال هذا السلاح الذي جرى تحديثه أخيراً، وعلى هذه الخلفية، فان عودة مسلسل الإغتيالات أمر وارد في هذه الظروف لجرّ "الحزب" إلى المعركة والوصول إلى حل على الحدود الشمالية من أجل عودة سكان المستوطنات إلى منازلهم.

وعن عودة مسلسل الإغتيالات وما يحيط بها، يقول النائب أشرف ريفي لـــ"النهار"، إنه واكب وتابع في الحقبة الماضية مسلسل الإغتيالات التي تقوم بها إسرائيل وكان له دور أساسي كمدير عام لقوى الأمن الداخلي إلى جانب اللواء الشهيد وسام الحسن في كشف المخططات الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، حيث كانوا يتجهون إلى عمليات اغتيال وتخريب على الساحة اللبنانية، ولولا كشف هذه المخططات لكانت حدثت أمور كثيرة.

ويضيف ريفي: "نحن في الفريق السيادي مَن تعرضنا لتصفيات جسدية وعمليات اغتيال انطلاقاً من محاولة اغتيال الشهيد الحيّ النائب مروان حمادة وصولاً إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتكرّ السبحة وتطاول أبرز الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية والثقافية والأمنية من الفريق السيادي الوطني، ولا ننسى كيف أنهم لم يقبلوا بالقضاء اللبناني وصولاً إلى المحكمة الدولية لكشف مخططاتهم، وفي المقابل ندين أي محاولة اغتيال قد تحصل في لبنان، لأننا نرفض هذه الأساليب ولنا تضحيات ومواقف كثيرة، لكنني وفق خبرتي وما لدي من معطيات، فإمكانية عودة مسلسل الإغتيالات أمر وارد ليس فقط لجر حزب الله إلى الحرب ولكن لتقول إسرائيل للرأي العام إنها قادرة على قتل كل من يحاول زعزعة الاستقرار في المستوطنات والعمق الإسرائيلي بعد تصدعه من خلال عملية طوفان الأقصى. وأسأل هنا: أين ردت إيران بعد مقتل قاسم سليماني واليوم قائد الحرس الثوري في سوريا رضي موسوي؟ إيران لا تقاتل إسرائيل بل من يقاتل اليوم ويدافع هم الشعب الفلسطيني وإيران تساوم على دمائهم ولم يسبق لها أن هاجمت إسرائيل سوى بالمواقف والتهويل وفي الوقت والزمان المناسبين من خلال هذه اللغة الخشبية".

"النهار"- وجدي العريضي

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا