عودة آموس المرتقبة لتفكيك عوامل الانفجار
يبدو أنّ لجم واشنطن لحكومة بنيامين نتانياهو عن القيام بمغامرة فتح الجبهة مع «حزب الله» ولبنان، ما زال ساري المفعول حتى إشعار آخر، رغم التهديدات الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم وزير الخارجية إيلي كوهين، وعلى رغم ما جرى تسريبه عن رسالة بعث بها مستوطنو الشمال الإسرائيلي إلى الرئيس الأميركي جو بايدن كي يدعم عملية عسكرية تبعد «حزب الله» عن الحدود.
فالسفيرة الأميركية دوروثي شيا تغادر البلد إلى وظيفتها الجديدة المهمة في نيويورك، كنائبة لرئيسة البعثة الأميركية في الأمم المتحدة، مطمئنة إلى أنّ جهودها وجهود غيرها من الدبلوماسيين الأميركيين للحؤول دون توسع الحرب على غزة نحو الحدود اللبنانية، فعلت فعلها. وقد تراقب من نيويورك على الأرجح استمرار فعالية هذه الجهود. فالتحذير الأميركي من مغامرة إسرائيلية ما زال قائماً بقوة، وخصوصاً في الاتصالات والمحادثات الأميركية الإسرائيلية على أنواعها، من أعلى الهرم، حيث تناول الأمر الرئيس جو بايدن مع نتانياهو في آخر مكالمة هاتفية أجراها معه حول الحرب على غزة.
الانطباع بأن استمرار الضغط الأميركي على القيادة الإسرائيلية كي تتراجع عن أي تفكير بالحرب ضد لبنان، جاء بعد تصاعد المخاوف من انزلاق الجبهة إلى مواجهة خطيرة بفعل عوامل عدة منها:
– مستوى القصف المتبادل في الأيام الماضية إن لجهة عمقه، أو لجهة كثافته ونوعية الصواريخ المستخدمة من الجانبين والإصابات التي تسببت بها.
– الخشية من أن ترد إيران عبر «حزب الله» أو غيره، من لبنان، على قتل إسرائيل للقيادي في قوة القدس في محيط دمشق رضي الموسوي بعدما توعد قادة الحرس الثوري بالانتقام لمقتله.
– الحوادث بين «مجهولين» أو «الأهالي» وبين قوات «يونيفيل» في الجنوب توالت أول من أمس مع جنود من الكتيبة الأندونيسية، وأمس مع جنود من الوحدات الفرنسية، على رغم الهدوء الذي غلب على الجبهة الحدودية قبل الظهر. وهي حوادث تقع في وقت ينقل أكثر من مسؤول وعن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن «حزب الله» استعداده لالتزام تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 على أن تلتزم إسرائيل به من جهتها.
رغم هذه العوامل المقلقة بقي التطمين راجحاً إلى أنّ الأمور باقية تحت السيطرة، لا سيما لدى من استمع إلى الجانب الأميركي ومتابعته هذه القضية.
يضاف إلى كل ذلك أنّ واشنطن تنوي تفعيل جهود ترسيخ التهدئة على جبهة الجنوب اللبناني مطلع السنة الجديدة، عبر إيفاد المبعوث الرئاسي الأميركي إلى بيروت آموس هوكشتاين في 15 كانون الثاني المقبل، لاستئناف اتصالاته من أجل ترسيم الحدود البرية التي كان بدأها في تشرين الأول الماضي حين زار بيروت من أجل التحذير من توسع الحرب، وشملت المناقشات معه تطبيق القرار الدولي، بإظهار الحدود على النقاط الست المتبقية من النقاط الـ13 المتنازع عليها مع إسرائيل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال قرية الغجر ولاحقاً من مزارع شبعا المحتلة وتسليمها لقوات الأمم المتحدة ريثما يجري ترسيم الحدود مع سوريا.
يسبق وصول هوكشتاين المفترض منتصف الشهر المقبل بأيام قليلة وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون إلى بيروت لبدء مزاولة مهامها، وهي تعرف جيداً الملف اللبناني كونها خدمت في السفارة في بيروت بين عامي 2002 و2004.
يعوّل عدد من السياسيين اللبنانيين على محاولة الجانب الأميركي تفكيك أسباب التوتر على الحدود الجنوبية في شكل متدرج، كما يحصل في شأن وقف إطلاق النار في غزة. والمعني بالتدرّج البدء بالعودة إلى البند الأول في القرار الدولي، أي وقف الأعمال العدائية من الجانبين، ثم تثبيت وقف إطلاق النار خصوصاً أنه لم يطبق من الـ1701 منذ 2006 أي من بنوده ولا سيما انسحابات إسرائيل من المناطق التي يعتبرها لبنان محتلة، وسحب السلاح من جنوب نهر الليطاني والتزام اتفاق الهدنة للعام 1949 التي تنص على إجراءات متساوية على طرفي الحدود.
وليد شقير - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|