بعد سقوط الأسد.. فنان سوري شهير: "بدي إرجع على وطني كنس الشوارع" (فيديو)
ساعات الفوضى والهلع في الضاحية.. بانتظار خطاب نصرالله مجدداً
السادسة مساءً، في سوق معوّض التجاريّ، وعند الطريق المؤدية نحو أوتوستراد هادي نصرالله، تهرول إحدى الأمهات، وهي تحمل طفلها. تجتاز الشارع متوجهةً نحو منطقة حي ماضي، للابتعاد قليلًا عن مكان وقوع الانفجار، الذي لم تُعرف تفاصيله في لحظتها، خوفًا من تفجير آخر قد يتبعه.
ما أن مضت دقائق قليلة على إعلان اغتيال القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، حتى لفّت الفوضى أحياء الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وسيطرت حالة من الهلع على سكان المنطقة. مئات من المواطنين نزلوا إلى الشارع، وتجمّع العشرات منهم على الأرصفة وفي منتصف الشارع وبين السيارات. آلاف مؤلفة من الدراجات النارية اجتاحت الأوتوستراد والأزقة الفرعية، فشكلّت زحمة سير غير مسبوقة في المنطقة.
صوت سيارات الإسعاف كان كفيلًا بتبديل ملامح سكان المنطقة؛ أقفلت المحال التجارية، أفرغت المطاعم من الزبائن.. أما العسكر ففي كل مكان. والمقصود هنا، عناصر حزب الله بلباسهم المدني والعسكري، انتشروا في الشوارع الرئيسية، وتوزع عشرات الشبان بالقرب من إشارات السير لتنظيم حركة المرور، وإبعاد المارة عن مكان وقوع العملية.
ووسط حالة من "الهذيان" الناجمة عن الخوف من قصف إسرائيلي آخر، تداول المواطنون مئات المعلومات بين بعضهم البعض، وانتشرت التحليلات العسكرية والأمنية والسياسية.. وتمحورت النقاشات حول المرحلة المقبلة، وعما إن كان هذا الانفجار هو بمثابة الإعلان عن الحرب بشكل رسميّ أم لا، فيما تداولت مجموعات أخرى بأن هذا الاستهداف ناتج عن انتشار العملاء في الضاحية الجنوبية. أما عيونهم فكانت مصوّبة نحو سماء الضاحية الجنوبية، لمراقبة تحركات المُسيّرة الإسرائيليّة الـMK المعروفة باسم "إم كامل" التي تجولت في السماء لبعض الوقت بعد الاستهداف الإسرائيلي. وبعد وصول آليات الجيش اللبناني، لم تتمكن من العبور والتحرك بسهولة بسبب ازدحام الشوارع بالمارة وبالدراجات النارية!
وما إن نقترب قليلًا من جسر صفير، المعروف بنقطة تجمع العشرات من الصرافين، حتى تنتشر بعض العناصر المسلحة، التي أطلقت رشقات من الرصاص في الهواء، لمنع السيارات من الاقتراب أكثر، وللحد من الفوضى المسيطرة، لكن المحاولة باءت بالفشل، وتضاعفت حالة الهلع خوفًا من الإصابة بالرصاص!
عند التاسعة مساءً، لم يتغيّر المشهد كثيرًا؛ الطرقات الفرعية أقفلت بالكامل، زحمة سير متواصلة، وانتشار كثيف لعناصر من الجيش اللبناني في الشوارع الرئيسية والفرعية أيضًا، لمنع المواطنين من الدخول. وعلى بعد أمتار من مكان وقوع الاستهداف، تأهبت عناصر حزب الله بين الناس وتوزعت في الشوارع.
والمُراقب للمشهد اليوم، لا بد أن يُلاحظ بأن حالة الخوف المسيطرة تُرجمت بنزوح بعض الأهالي إلى مناطق أكثر أمنًا. وإن صحّت التسمية بـ"النزوحٍ المؤقت"، إذ خرجت بعض العائلات من المنطقة إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها، أو على الأقل حتى عودة الهدوء إلى الشارع. فبعد ساعات من وقوع الانفجار، تسلل الخوف إلى نفوس المواطنين. وهو حالة طبيعية للمشاعر الإنسانية. فانتقلت بعض العائلات وخصوصًا تلك المقيمة بالقرب من مكان وقوع الاستهداف إلى المناطق المجاورة، أما البعض الآخر فتوجه نحو بيروت لأيام قليلة، بانتظار خطاب أمين عام حزب الله، وإن كان سيعلن عن الحرب أم لا. ومرةً أخرى، تتأهب الضاحية الجنوبية لخطبة نصرالله المرتقبة.
فرح منصور - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|