ببساطة، لا يحق لك يا سيد نصرالله
لا أريد أن أناقش وَهْنَ حججك، في أن لكل طرف في محور #المقاومة، حرية القرار والتصرف، رغم وحدة الساحات والراعي الإيراني للمحور ككل. فما يهمني، كمواطن لبناني، أن أقول لك ببساطة، يا سيد نصرالله، لا يحق لك ولحزبك أن تكونا في هذا المحور من خارج إرادة دولتك.
لا أريد أن أناقش وهن حججك، في أن ما منع الحرب على لبنان سببين، الأول أن حزبك فتح الجبهة، ما أفقد الإسرائيلي عنصر المفاجأة، والثاني قوة المقاومة. فما يهمني، كمواطن لبناني، ليس أن السبب الثاني كان كافياً لتجنّب الحرب، ولم يكن من داعٍ للتحرش بالعدو، بل أن أقول لك ببساطة يا سيد نصرالله، إنه لا يحق لك ولحزبك، فتح جبهة حرب بدون موافقة دولتك وفي ظل القرار 1701.
لا أريد أن أناقش مقولتك أن حزبك على "استعداد للذهاب إلى حرب شاملة في حال اقتضت مصلحة لبنان ذلك، وهو حتى الآن يحسب حساباً للمصالح اللبنانية، لكن إذا شُنّت الحرب على لبنان، فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط"، فببساطة أيضاً أقول لك يا سيد نصرالله، إنه لا يحق لك ولحزبك أن تحددا "مقتضى المصلحة الوطنية"، بل هذا يعود إلى المؤسسات الدستورية وحدها.
لا حجة لي لمناقشتك ولانتقاد مواقف وممارسات حزبك سوى الحق: الحق الدستوري الذي يربطنا كمواطنَين في وطن واحد.
ومفهوم الحق هو تحديداً ما يشكل جوهر الخلاف بيننا، وبين حزبك ومعظم اللبنانيين.
فليس صحيحاً ما تدّعيه بأنك مُكلّف من الله لتقوم بما تقوم به، فالله لم يعلمنا بذلك كعادته مع الأنبياء. وليس صحيحاً أنك جندي عند ولي الفقيه الإيراني، بل أنت مواطن لبناني، مثلنا مثلك، يخضع للقوانين اللبنانية.
كما أنه ليس صحيحاً أنك تتحرك انطلاقاً من ثلاثية "الشعب و#الجيش والمقاومة"، فحزبك يأخذ القرار، والجيش ممنوع عليه الانتشار في مناطق القتال، أما الشعب فيطالبك بأكثريته ألّا تُدخل بلدك في حرب".
لقد استخدمت عبرة من حرب #غزة، حاولت فيها تبرير احتفاظك بسلاح حزبك، فقلت "إن ما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي ليس قادراً على حماية أي شعب، إن كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك، الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان".
القرار 1701 حمانا يا سيد نصرالله منذ سنة 2006، لكن حزبك هو الذي خرقه اليوم. مع ذلك أُقر معك بأننا في وجه عدو مثل إسرائيل، نحتاج إلى الاحتفاظ بقوة عسكرية وازنة، لكن على أن تكون في عهدة الدولة، وليس في تصرف تنظيم عسكري من خارج المؤسسات الدستورية.
وإلّا شعرنا نحن الشعب، يا سيد نصرالله، في علاقتنا بحزبك، كما يشعر كل ضعيف، أي كما قلت أنت تماماً، أن "لا أحد يعترف به ولا يدافع عنه ولا يبكي عليه".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|