عربي ودولي

الـ"The Telegraph": هل ستستمر إسرائيل في استهداف كبار مسؤولي حماس؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إذا كان هناك أي درس يمكن استخلاصه من اغتيال أحد كبار قادة حماس في بيروت هذا الأسبوع، فهو أن إسرائيل لا تتردد أبداً في سعيها لمطاردة أعدائها وتدميرهم.

 وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "لا شك أن مجرم الحرب النازي أدولف أيخمان، أحد كبار مهندسي المحرقة، كان يعتقد أنه لن يحاسب أبداً على جرائمه بعد فراره إلى الأرجنتين وتكوين حياة جديدة لنفسه. واستمر ذلك حتى تم التعرف على مكان وجوده أخيرًا من قبل الصياد النازي سيمون فيزنتال، مما أدى إلى القبض عليه في نهاية المطاف من قبل وحدة النخبة في جهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد. وتم تهريب أيخمان إلى إسرائيل، حيث أدين عام 1962 بارتكاب جرائم حرب وتم شنقه. وتبنت إسرائيل نهجاً متصلباً مماثلاً في التعامل مع الفلسطينيين المسؤولين عن تنفيذ الهجوم الذي استهدف الرياضيين الإسرائيليين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972، حيث طاردهم رئيس التجسس الإسرائيلي تسفي زامير، العقل المدبر وراء عملية غضب الله، وهي مهمة استهداف المسؤولين عن هجوم ميونيخ".

 

وتابعت الصحيفة، "والآن، يبدو أن الأشخاص الذين يقفون وراء الهجوم الذي شنته حماس ضد المدنيين الإسرائيليين في السابع من تشرين الأول سيعانون من نفس العقاب الرهيب، مع تكثيف قوات الأمن الإسرائيلية جهودها لتحقيق هدفها المتمثل في محو الجماعة الفلسطينية من على وجه الأرض. وفي حين أن لدى إسرائيل سياسة طويلة الأمد تتمثل في عدم التعليق علناً على العمليات الاستخباراتية التي تقوم بها في الخارج، سارعت حماس إلى إلقاء اللوم على الإسرائيليين في اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، يوم الثلاثاء، والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يأتي برأسه".
وأضافت الصحيفة، "على الرغم من وجوده في لبنان، حيث كان مسؤولا عن تنسيق العلاقات بين حماس وحزب الله المدعوم من إيران، يعتقد مسؤولو الأمن القومي الإسرائيليون والأميركيون أن العاروري كان متورطا في تمويل وتدريب مقاتلي حماس الذين نفذوا هجمات 7 تشرين الاول. ويأتي اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله في وقت تكثف فيه إسرائيل جهودها لتفكيك هيكل قيادة حماس. ويدعي جيش الدفاع الإسرائيلي أنه قتل بالفعل العديد من كبار قياديي حماس خلال هجومه على غزة. فضلاً عن ذلك فإن حقيقة استعداد إسرائيل على ما يبدو لتوسيع حملتها إلى الدول المجاورة تشير إلى أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين عازمون على القضاء على زعماء حماس أينما وجدوا".
 
وبحسب الصحيفة، "تعكس رسالة إسرائيل إلى حماس التحذير الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان إلى الجيل السابق من الفلسطينيين: "يمكنكم أن تهربوا، ولكنكم لا تستطيعون الاختباء". ويبدو أن إسرائيل لا ترهبها التحذيرات الرهيبة التي أطلقها زعماء العالم البارزون بأن جهودها الرامية إلى استئصال حماس قد تؤدي إلى تصعيد أوسع نطاقاً في الصراع. وصحيح أن إيران وحلفاءها أطلقوا تهديدات عديدة لتحويل الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط إذا واصلت إسرائيل هجومها. وفي الواقع، في غضون ساعات من وفاة العاروري، قال حزب الله إن مقتل أحد كبار مسؤولي حماس في إحدى ضواحي بيروت "لن يمر دون رد أو دون عقاب".
 
وتابعت الصحيفة، "على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قد وضع قواته في شمال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، إلا أن التهديدات التي أطلقها حزب الله وحلفاؤه من المرجح أن تكون أكثر من مجرد تهديد. وقد أصدر كل من حزب الله ومموليه الإيرانيين تحذيرات مماثلة في الأشهر الأخيرة، لكنها لم تنفذ، خاصة وأنه ليس لديهم مصلحة كبيرة في إثارة مواجهة مباشرة مع إسرائيل. من جانبه، أوضح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بشكل واضح خلال اجتماعه مع زعيم حماس إسماعيل هنية في تشرين الثاني أن إيران ليس لديها أي نية لخوض حرب مع إسرائيل، واشتكى من أن حماس فشلت في إعطاء طهران تحذيراً مسبقاً بشأن خططها الهجومية".
 
وأضافت الصحيفة، "كان حزب الله أيضاً عازفاً عن إثارة مواجهة كبرى مع إسرائيل، خوفاً من أن تعاني بنيته الأساسية العسكرية الواسعة في جنوب لبنان من نفس المصير الذي واجهته حماس في غزة. وكان الإجراء الوحيد الملحوظ الذي اتخذه حلفاء إيران لدعم حماس هو الهجمات على الشحن الدولي من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن، والتي تم احتواؤها من خلال وجود السفن الحربية الغربية في المنطقة. فضلاً عن ذلك فإن قدرة حلفاء حماس الرئيسيين على دعم حربها ضد إسرائيل تتعرض للتقويض بسبب الصعوبات الداخلية التي يواجهونها. ويوضح الهجوم بالقنابل الذي وقع أمس على حشد من الناس بمناسبة ذكرى اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني عام 2020، هشاشة النظام الإيراني المستمرة. أما في لبنان، فتعني الحالة المحفوفة بالمخاطر التي بلغها اقتصاد البلاد أن أي محاولة من جانب حزب الله لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل من شأنها أن تؤدي ببساطة إلى إلحاق المزيد من البؤس بالشعب اللبناني الذي طالت معاناته".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا