إسرائيل تحقّق نجاحات أكبر... والرسالة أبعد من قواعد الإشتباك!

رأى الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور رياض قهوجي, أن "التطورات التي شهدناها خلال الأيام الماضية بعد إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت, هو خروج عن قواعد الإشتباك بشكل كبير جداً".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", قال قهوجي: "إستهداف الضاحية لأول مرة منذ العام 2006, وإستهداف شخص بحماية حزب الله, وفي عقر داره هو أمر محرج, ووضع قيادة الحزب أمام خيارات صعبة, للتعامل مع هذا التصعيد الإسرائيلي".

واعتبر أن "هذا التصعيد جاء بحسابات دقيقة من الجانب الإسرائيلي, على اعتبار أن الإسرئيلي مدرك بأن إيران لا تريد توسّع الحرب, والحزب يتبع الخطوط العريضة الإيرانية, لذلك كانت عملية محسوبة جداً, فالإسرائيلي يتّكل على أن حزب الله لن يقوم بردود كبيرة تدفعه لفتح الجبهة الجنوبية".

وأشار إلى أن "هناك بعض الجهات داخل الحكومة الإسرائيلية تريد تصعيد الحرب, إلا أن ليس هناك إجماع داخل الحكومة على ذلك حتى اللحظة".

وتطرّق إلى المناوشات خلال اليومين الماضيين, بالقول: "المواجهات عادت إلى قواعد الإشتباك, أي اقتصرت على الحدود مباشرة, أي ضمن عمق الـ 5 كلم على الجانبيين من الحدود".

وأضاف, "هناك تعمّد من الجانب الإسرائيلي, لضرب قلب البلدات والقرى ولم تعد على الضواحي, ولاحظنا ان هناك نجاحات إسرائيلية أكبر باستهداف عناصر لحزب الله, فخلال الأيام الأخيرة, الإصابات إرتفعت في صفوف عناصر الحزب, ويمكننا وصف ما يحصل بالتغيير النوعي من حيث الإستهدافات".

ولفت إلى ان "حزب الله حتى اللحظة لم يستخدم أسلحة لم يستخدمها منذ بداية هذه المواجهات, فلا زال يستخدم صواريخ مضادة للدروع, صواريخ كاتيوشا, وأحياناً بركان, إلا ان للحزب ترسانة عسكرية أكبر بكثير لكنها لم تدخل الخدمة حتى اللحظة, فالأمور لا زالت على حالها".

وتابع, "لهجة الخطاب وسقفه مرتفع جداً, إنما العمليات في الميدان لا تزال مضبوطة بشكل كبير, حتى على الساحات الأخرى نشهد كلاماً وتهديداً أكثر مما نراه في الميدان, فاليمدان لا يزال مضبوطاً".

وخلُص قهوجي, إلى القول: "استهداف العاروري, هو إشارة إلى أن قيادات حماس في لبنان هم خارج قواعد الإشتباك بالنسبة لإسرائيل, وقد نشهد استهدافات مماثلة في المستقبل, فهذه هي الرسالة الإسرائيلية لحزب الله".