مَن يسبق مَن: إنفجار الشرق الأوسط أو وحكومة نتنياهو؟
للمرة الأولى ربما منذ الأيام الأولى التي أعقبت "طوفان الأقصى"، تشهد أجواء المنطقة زحمة طائرات غربية تقل مسؤولين كباراً يعملون على إطفاء الحرائق التي تهدد الشرق الأوسط بالاشتعال من إيران إلى العراق فاليمن وصولاً إلى لبنان.
الحوثي لم يرتدع عن مهاجمة السفن المتّجهة إلى إيلات على الرغم من كل التدابير الردعية التي اتخذتها الولايات المتحدة، وإيران عاشت تفجير كرمان المزدوج على مقربة من ضريح اللواء قاسم سليماني الذي حمل توقيع تنظيم القاعدة، وقد توقّعته واشنطن قبل أن يخرج التنظيم، متبنّياً تفجيراً أوقع أكثر من مئة قتيل، وقد سبق إعلان المسؤولية تهديد إيراني لإسرائيل بالردّ على العملية الصعبة في عقر دار القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، مروراً ببغداد، حيث تمكّنت القوات الأميركية من قتل قائد حركة النجباء أبو تقوى ومساعده، في مسعى لوقف الاستهدافات لقواعدها في العراق وسوريا، انتهاءً بالضاحية الجنوبية عقر دار حزب الله ومقر أمينه العام السيد حسن نصرالله، حيث سقط مهندس "طوفان الأقصى"، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وخمسة من كبار قيادات الحركة المقيمين في لبنان.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال بشكل رسمي، لكنها رحّبت به واعتبرته بداية للانتقام لما لحق بمستوطنات غلاف غزة والصفعة التي تلقاها جيشها وكل أجهزتها الأمنية والاستخبارية في السابع من تشرين الأول الماضي.
كل هذه العمليات الخطيرة تضع المنطقة على فوّهة بركان يكاد ينفجر موسّعاً الجبهات لتتحول إلى حرب إقليمية ينجرّ إليها حزب الله وتنخرط فيها الولايات المتحدة رغماً عنهما، فينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجرّهما إلى حيث يريد.
لكن حكومة نتنياهو مهددة هي الأخرى بالانفجار من الداخل لا سيما في ظلّ الصراخ الذي ساد جلسة مجلس وزراء الحرب والانقسام بين القيادات السياسية الأكثر تطرّفاً في تاريخ إسرائيل، والقيادات العسكرية.
الجلسة الأخيرة للحكومة المصغّرة خُصصت لمناقشة خطط إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وشهد حالاً من الفوضى العارمة بعدما كالَ وزراء حزب الليكود، بزعامة نتنياهو، انتقادات عنيفة إلى رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، بسبب توقيت فتح تحقيق في أسباب الإخفاق الأمني ونجاح عملية طوفان الأقصى، التي امتدت لساعات ضد مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة.
وانقضّت وزيرة المواصلات ميري ريغيف على هاليفي بدعم من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم، مطالبة بمعرفة سبب قرار الجيش فتح تحقيق في الوقت الحالي بينما لا يزال القتال مستعراً في غزة. وقد اعتبر أمسالم "أن تلك الخطوة تضع العسكريين في موقف دفاعي بدل انشغالهم بالفوز في الحرب". ومع ارتفاع الصراخ غادر مسؤولو الدفاع الاجتماع، احتجاجاً على المعاملة التي تلقتها قيادة الأركان، ما دفع نتنياهو إلى فضّ الاجتماع بعد ثلاث ساعات على انطلاقه.
امرأة تبلغ من العمر 66 عام بوجه طفل. هذا ما يفعله قبل النوم
INNO GIALURON
ومن التسريبات التي أعقبت الاجتماع الصاخب، قال غالنت لنتنياهو "إنك تلحق الضرر بأمن إسرائيل"، فاعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد "أن ما حصل في مجلس الوزراء وصمة عار ودليل على خطورة الحكومة".
خطورة نتنياهو وحكومته المتطرفة بدأ العالم برمّته يشعر بها ويخشى تداعياتها على أمن الشرق الأوسط برمّته، فحرّكت الولايات المتحدة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى المنطقة، والمستشار الرئاسي آموس هوكستين في مهمة بين تل أبيب وبيروت، فيما يصل اليوم إلى لبنان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وكل ما يحمله المسؤولون الغربيون في هذه اللحظات العصيبة هو مجرّد مساعٍ لنزع فتيل الحرب الشاملة لا أكثر، وقد لا تنجح هذه المساعي، في ظلّ إعلان مسؤولين أميركيين، أن الجيش يعدّ خططاً تشمل ضرب أهداف في اليمن، رداً على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وخشيتهم من تزايد احتمال توسّع الصراع إثر المواجهات في العراق ولبنان وإيران في الآونة الأخيرة.
فهل يتجاوب نتنياهو مع مبعوثي التهدئة، وهو الذي أفقده "طوفان الأقصى" ووحول غزة صوابه؟ وهل ينجح بلينكن وهوكستين وبوريل في خفض منسوب التوتير إلى مستوياتٍ دنيا، بعدما وضعت قياداتهم السياسية البيض كلّه في سلّة استعادة إسرائيل وجيشها الهيبة المفقودة على يدّ حركة حماس؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|