محليات

"السيد" يفكفك الساحات... تحضيرًا لتنفيذ ال1701... والرئاسة تُحسم "خطفًا" !!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل خطابه الأخير تلقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله رسالة إسرائيلية، عبر عدّة قنوات إقليمية ودولية، أي خلال الأيام التي تلت اغتيال القيادي الحمساوي صالح العاروري، مفادها بأن إسرائيل قتلت العاروري لأسباب أعلنتها وباتت معروفة وهي ستطال في المستقبل غير قياديين من حماس، إنما في الوقت ذاته تريد أن يفهم حزب الله، أنّه بقدرتها أيضًا اغتيال أي مسؤول من صفوفه، لكنها لا تريد توسيع المواجهة معه، وهي تعتبر أن عليه بالمقابل عدم توسيع أعماله العسكرية ويعمد للتجاوب مع مطلبها بضرورة تطبيق القرار 1701 وفق المعايير التي وضع من أجلها، وباتت بعد عملية طوفان الأقصى أكثر إلزامًا على الحزب، وهو تهديد لم يعد خافيًا حيث يعلن صراحة من قبل إسرائيل أو الموفدين الذين ينقلون رسائلها.

ويأتي التهديد الإسرائيلي المقرون بإغتيال العاروري، في ظل تضامن "دولي" واسع لا يزال داعمًا لها في حربها على حماس، ولن تسقطه الإعتراضات حول حجم الضحايا الذين يسقطون في غزة.

إن تل أبيب تريد ثمن الأضرار المعنوية لعملية "طوفان الأقصى" من كافة دول الكرة الأرضية، نظرًا للخرق الأمني الفاضح وسقوط هيبة جيش الدفاع الإسرائيلي ومقتل 1140 مواطن، فوضعت هؤلاء في موقع "إما معي وإما مع حماس الإرهابية" واستطراد كل الفلسطينيين الذين تهاونت معهم هذه الدول على حساب شعب إسرائيل.

لكن في الوقت ذاته، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأميركية لن يجرؤ أي مسؤول وفي أي موقع أو حزب كان، عشية الإنتخابات الأميركية أن يعارض إسرائيل في حربها الوجودية على ما صورتها، فالرئيس الأميركي جو بايدن يختلف مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهوعلى حجم الضحايا المدنيين، لكن في الوقت ذاته يرسل إليه الأسلحة متجاوزًا اعتراض الكونغرس، وكذلك هو الدعم المتعدد الأبعاد من كافة الدول التي تؤيد ضرورة قضاء إسرائيل على حماس وأفكارها الإرهابية.

وأيضًا تجمع القوى الإسرائلية على ضرورة إنهاء ملفي حماس بالقضاء عليها وغزة بتصفيتها وتهجيرها، وكما أنّ هذه القوى تتقاطع على أنّ الحرب تتطلب عدة أشهر، وما التباينات لدى القوى الحكومية والقيادات العسكرية سوى اعتبارات انتخابية، مورست سابقًا في عدة محطات حربية لإسرائيل.

في ظل هذا الواقع، لم تعلن حتى اليوم كما لم ترشح أية وساطات بين واشنطن وبين إيران بنوع خاص، على غرار ما أقدمت عليه في السابق كل من سلطنة عمان ودولة قطر، فالتفاوض مع طهران محرم إسرائليًا حتى الإنتهاء من ملف غزة وحماس، ولا يتجرأ بايدن أن يحرق أصابعه في التواصل معها، وهو الذي حذره نتنياهو من التراخي معها، في وقت يتم تشكيل تحالف عسكري بحري بقيادة بريطانيا لقمع الحوثيين، فيما تتولى الولايات المتحدة وإسرائيل معاقبة أذرع إيران في العراق وسوريا بضربات عسكرية موجعة.

أما لبنان الذي يشهد جنوبه مواجهات بين حزب الله وبين الجيش الإسرائيلي، وعلى ما بات واضحًا من التهديدات الصادرة من تل أبيب، فإن المطلوب منه تنفيذ القرار 1701 ولن تقبل إسرائيل أن يبقى الواقع على ما هو عليه من هامش للمقاومة للتحرك وتهديد شمالها التي خلت مستوطناتها من السكان ولن يعودوا إليها إذا لم يقتنعوا بأن حزب الله لن يشكل تهديدًا لهم، خصوصًا بعد صدمة عملية طوفان الأقصى، سيما أنّ السيد نصرالله كرر مرارًا استعداد مقاتلي الحزب للدخول إلى الجليل، وقد حصل أن سبقتهم حماس في نوعية هكذا خطوة.

فقد تبين حكمًا وفق مراقبين بأنّ أمين عام حزب الله وجد المشهد العسكري في المنطقة أسقط كل توقعاته، واعتمدت إيران سياسة الإنكفاء والتضامن مع أهل غزة واستنكارها لما تتعرض له من قتل ودمار، وإلى ذلك تبين بأن التفوق الإسرائيلي جدًا مرتفع ومؤشره عدد المقاتلين الذين خسرهم الحزب، ولذلك وفق ما بات واضحًا بأن تجربة وادي الحجير لن تعمد إليها إسرائيل هذه المرة منعًا لخسارتها ميدانيًا أمام الحزب.

لذلك أوضحت إسرائيل عبر الموفدين الدوليين، بأنّها ستعتمد سياسة الدمار من خلال القصف بالطيران على مناطق تواجد الحزب وبيئته، وقد تمتلك المقاومة وفق هؤلاء قدرة نارية لعدة أيّام وليس أكثر إنما يقابلها لدى الجانب اللبناني دمار وضحايا وغزة شاهد على ذلك، حتى أن الموفدين يبلغون الجانب اللبناني، بأنّه متى بدأت الحرب الواسعة سيكون قرار وقفها عند إسرائيل فقط على ما سمعوا من مسؤوليها.

لهذا كان واضحًا كلام أمين عام الحزب، لناحية إسقاطه الكثير من التهديدات والشعارات التي تعتمدها الممانعة، وبادر إلى إعلان "فكفكة" وحدة الساحات، رابطًا تنفيذ القرار 1701 أو تطويره وفق مطلب تل أبيب، بالمساءل ذات البعد اللبناني وحصرًا بملف ترسيم الحدود، ومخرجًا بذلك ذاته من شراكة الساحات لقراءته حجم الضرر الذي أصاب إسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي وما ستكون عليه ردة الفعل.

تعلم قيادة حزب الله، وفق مراقبين بأن كل الظروف من عسكرية، سياسية، دبلوماسية غير مؤاتية لها و ويضاف إليها إنكفاء إيران التي لم تقدم على أي عمل عسكري يظهر تضامنها مع أذرعها وحيث بات محور الممانعة أمام بداية التفكك، وأتى كلام السيد نصرالله في وقت تناقش في الكواليس مسودة صيغة لحل شامل تقبل به إسرائيل ولا يرفضه حزب الله، يعالج مسألة النقاط الحدودية الخلافية وبإنسحاب إسرائيل منها، وإيجاد ترتيب لكل من تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بتسليمها للأمم المتحدة، ومن هنا كانت للسيد نصرالله في خطابه الأخير تشكيكات بدور الأمم المتحدة بهدف تعزيز شروطه في عملية التفاوض التي يتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ولا يمكن فصل هوية الرئيس المقبل عن التوازنات الداخلية والخارجية المؤثرة على هذا الإستحقاق، بحيث كل فريق يرتاح لرئيس للجمهورية من زاوية مناقضة لتصور فريق آخر او فرقاء آخرين، وبعضهم يربط الأمر بمدى قدرة الحزب لأن يأتي برئيس للجمهورية على خلفية نتائج حرب غزة التي لا يزال يجدها أوراق قوة له، تمكنه أن يعوض عن أي تنازل له في الجنوب بحصوله على رئيس من محوره.

وبقاء الملف الرئاسي بعيدًا عن خطاب السيد نصرلله، لكون هذا الموضوع يتم تداوله بقوة على خط دول اللجنة الخماسية نظرًا لأن التفاوض حتى غير المباشر، حول الخلاف الحدودي مع إسرائيل ومن ثم التوقيع على الإتفاق النهائي إذا سلكت المساعي مسارًا إيجابيًا للجانب اللبناني، ويتطلب وجود رئيس للجمهورية للبت في الإتفاق بالتوازي ومتابعته لتنفيذ الإجراءات الجديدة للقرار 1701، برفع عدد الجيش اللبناني وكذلك القوات الدولية مع هامش أوسع للمهام والتحركات ومراقبة تراجع الحزب من المنطقة الحدودية بعد معالجة ملف احتلال إسرائيل للأراضي اللبنانية.

وهنا يأتي الكلام، ل"مطلع" على الملف الرئاسي ومسار التفاوضات كافة، بأنّه إذا تمت معالجة كافة العناصر المتشابكة لتطبيق القرار 1701 أولوية مع ظهور صيغة تفاهم حينها، فإن ملف انتخاب رئيس الجمهورية سيفتح خارجيًا ليحسم بطريقة خاطفة بوقت لا يتعدى الأسبوع، لأنه سيترجم إجماع التفاهم الدولي - الاقليمي - الداخلي على مرحلة جديدة في المنطقة والداخل اللبناني، في معزل عما يكون قد حصل في غزة أو محور الممانعة وأذرعه على مدى المنطقة التي اتّخذتها مسرحًا للفوضى وزعزعة الإستقرار.

سيمون أبو فاضل-الكلمة أونلاين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا