الصحافة

من استفتاء التمديد إلى " استفتاء التعازي"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

في لبنان ، كل شيء سياسي : الأفراح ، الاتراح ، التهاني ، التعازي ، "الواجبات الاجتماعية " جزءٌ من التقاليد السياسية والإرث السياسي ، مقاطعة الأحزان موقف ، والمشاركة في الأحزان موقف ، والسجلات اللبنانية حافلة بهذه التقاليد ،

حتى في عز الحرب اللبنانية والتباعد بين الفئات والتيارات والاحزاب السياسية اللبنانية . ففي عز الحرب ، على سبيل المثال لا الحصر ، اتصل قائد القوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل برئيس الحركة الوطنية كمال جنبلاط ، معزيًا اياه باغتيال شقيقته . ويوم تشييع الرئيس الراحل كميل شمعون ، كان " ملقى " الجنبلاطيين للجثمان على طول الطريق في الشوف ، وصولًا الى دير القمر ، مشهودًا له.

في المقابل ، عند اغتيال الشيخ بيار الجميل ، رفضت العائلة استقبال رئيس للتيار الوطني الحر العماد ميشال عون لتقديم واجب العزاء.

حضرت تقاليد وواجبات العزاء ، والسياسة في تقديم التعازي ، بقوة ، في التشييع والتعازي بوالدة قائد الجيش العماد جوزيف عون. كان السؤال الاول بعد الوفاة وتوزيع ترتيبات الدفن والتعزية ، هو : هل يتصل الرئيس ميشال عون او يحضر معزيًا ؟ هل يحذو حذوه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ؟ هل تكون هناك مشاركة من التيار او مقاطعة ؟ في يوم الدفن خرق المقاطعة العونية الشاملة اتصال تعزية من النائب ابراهيم كنعان، كما رصد مشاركون في التشييع اكليل من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. في اليوم التالي ، اي في اليوم الاول للتعازي ، كان اول المعزين ، عند العاشرة صباحًا، الرئيس العماد ميشال عون وعقيلته . بعد ذلك كرّت السبحة فكانت هناك ثلاث فئات : فئة من التيار جاء اعضاؤها منفردين : كالنواب آلان عون وابراهيم كنعان ونائب رئيس التيار ناجي حايك ، اما الفئة الاكبر فكانت من المُبعدين والمبتعدين والمتمردين والممتعضين ، تطول اللائحة ، ولكن بعض الاسماء مؤشر كنائب رئيس الحكومة العسكرية عصام ابو جمرة والنواب السابقون ماريو عون ونبيل نقولا ووليد خوري والوزير السابق سليم جريصاتي وعبدالله الملاح وانطوان عطالله.

رئيس التيار ، وفي خطوة استلحاقية ، أوفد باسمه للتعزية النواب جورج عطالله ، ندى البستاني ، نقولا الصحناوي وسامر التوم ، ونائبة رئيس التيار مارتين نجم ، واللافت ان الوفد النيابي لتقديم التعزية هو جزء من النواب العشرة من التيار الذين وقعوا الطعن بالتمديد لقائد الجيش .
المشاركة في التشييع وتقديم واجب العزاء ، شكّل ما يشبه الاستفتاء حول شخص العماد جوزيف عون ، تمامًا كما شكل التمديد له الذي اعتبر بمثابة استفتاء . هنا يُطرَح سؤال آخر : هل تكون التعزية نهاية مطاف ؟ ام بداية مسار ؟ هل يمكن " تسييلها"في السياسة ؟ في حال وصلت الاصطفافات الى مرحلة الخيارات والاختيارات ، فأين يكون النواب الذين اثبتوا في التعازي ان لهم شخصيتهم وحضورهم كالنائب ابراهيم كنعان والنائب آلان عون ؟

بين استفتاء التمديد ، واستفتاء التعازي ، كيف ستكون الثالثة ؟
الحشود في السياسة لا يستهان بها ، حين كان ميشال المر ، رحمه الله ، يدعو الى التهاني بمناسبة الفصح في دارته في بتغرين ، كان يبادر كل مَن يصافحه: " صاروا ٣٠ الف . صاروا واحد وتلاتين ". بالتأكيد العماد جوزيف عون لم يُحصِ المعزين ، لكن الحشود تُنبئ ، وهذا المشهد سيقرأه رئيس التيار بتمعن ، لكن العبرة تبقى في تعداد ساحة النجمة وليس في تعداد المصافحين .

جان فغالي-الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا