الصحافة

معادلات تمنع المواجهة المفتوحة جنوباً؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

توحي التطورات العسكرية الحاليّة على الجبهة الجنوبيّة، التي تترافق مع رفع مستوى التهديدات السياسية الإسرائيليّة، بأنّ الأمور قد تخرج عن السيطرة في لحظة ما، وبالتالي تتحول المواجهات، التي تسير وفق قواعد إشتباك محددة، إلى حرب شاملة، تشبه تقريبا ما كان قد حصل في عدوان تموز من العام 2006.

بالنسبة إلى البعض، هناك رغبة واضحة لدى الجانب الإسرائيلي، لا سيما بعد التلويح بمعادلة الإتفاق الدبلوماسي أو العمل العسكري، بالوصول إلى هذه المرحلة، وهو كان بدأ الحديث فيه عملياً منذ ما قبل إغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبيّة، لكن في المقابل هناك من يعتبر أن الأمور لن تخرج عن السيطرة، لمجموعة واسعة من الأسباب!.

في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، إلى أن تل أبيب، رغم كل ما تدعيه بالنسبة إلى الواقع في قطاع غزة، لم تنجح في تحقيق أي هدف كبير تستطيع أن تقدمه إلى الرأي العام الداخلي، وبالتالي إعادة ترميم الصورة التي تكسرت خلال عملية "طوفان الأٌصى"، الأمر الذي لا يمكن التقليل من أهميته على الإطلاق، على إعتبار أن هذه العملية أفرزت تحوّلات ضربت عمق الوجدان الإسرائيلي.

إنطلاقاً من ذلك، ترى هذه المصادر أنّ المواجهة الأساسيّة يبقى ميدانها غزّة، حيث المطلوب، من القيادتين السّياسية والعسكريّة في إسرائيل، العمل على تحقيق مكاسب واضحة لا تقبل اللبس، ما يبرّر الخلافات الداخليّة حول هذه المسألة، خصوصاً بين بعض أعضاء مجلس الحرب وأعضاء الحكومة من الأحزاب اليمينيّة المتطرفة، نظراً إلى أنّ الفريق الثاني يرفض وقف الحرب أو الحد من العمليات العسكرية، قبل تحقيق إنتصار كبير على "حماس".

بالإضافة إلى هذا المعطى المرتبط بأسباب العدوان، هناك معادلة أخرى مرتبطة بالموقف الأميركي، يمكن التأكيد عليها من خلال التصريحات المتكرّرة التي تؤكّد رفض واشنطن توسيع دائرة المواجهات إلى جبهات أخرى، لا بل حتى الضغط على تل أبيب للإنتقال إلى مرحلة جديدة من العمليّات العسكريّة في غزّة.

هنا، تؤكد المصادر السّياسية أنه على الرغم من الخلافات الأميركية-الإسرائيلية الّتي كانت طوال الفترة الماضية تكتيكية، فإن واشنطن لن تقبل أن تجرّها الأحزاب اليمينيّة المتطرفة في تل أبيب إلى مواجهة غير محسوبة النتائج، نظراً إلى أن تداعياتها ستشمل كل منطقة الشرق الأوسط، ولذلك هي تُصرّ بالضغط لمنع الذهاب إلى المواجهة المفتوحة على الجبهة الجنوبيّة، في حين أن إسرائيل لا تستطيع تخطي الموقف الأميركي الراعي الأساسي لها.

وتشير هذه المصادر إلى أن واشنطن تعتبر أن المشكلة في هذه الجبهة ممكن معالجتها دبلوماسياً، أي من خلال الذهاب إلى إتّفاق بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني حول النقاط العالقة على الحدود، بشكل يفتح الباب أمام البحث في مطلب تل أبيب إبعاد عناصر "حزب الله" عن الحدود، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه المسألة تشكّل أزمة حقيقيّة، بسبب مخاوف سكّان المستوطنات الشماليّة من تكرار ما حصل خلال "طوفان الأقصى" معهم.

في المحصّلة، تدعو المصادر نفسها إلى عدم تجاهل إشارة بالغة الأهميّة، بعث بها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الذي يجول في المنطقة، لناحية حديثه عن أن تلّ أبيب طلبت مساعدة واشنطن من للوصول الى تسوية دبلوماسية مع "حزب الله"، حيث ترى فيها كمؤشر على خشيتها من الذهاب إلى المواجهة المفتوحة مع الحزب، على إعتبار أن القدرات التي لديه تفوق بأضعاف ما تمتلكه "حماس".

ماهر الخطيب -النشرة

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا