تقرير لـ"Daily Beast": الحرب الأوسع في الشرق الأوسط بدأت بالفعل
منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، ظل النقاد والمحللون العسكريون على حد سواء يحذرون العالم من أن الصراع بين إسرائيل وحماس قد يؤدي إلى حرب إقليمية كارثية.
وبحسب صحيفة "The Daily Beast" الأميركية، "عندما أصبحت الاستراتيجية التي اختارتها إسرائيل لتحقيق هدفها المتمثل في تدمير القدرة العسكرية لحماس واضحة، أصبحت المخاوف بشأن حرب أوسع تجتاح الدول المجاورة لإسرائيل أكثر حدة. وكما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر للصحفيين في واشنطن يوم 3 كانون الثاني: "ما زلنا نشعر بقلق بالغ... بشأن خطر انتشار القتال إلى جبهات أخرى... وهذا أمر ركزنا عليه بشدة". ويبدو أن قِلة من المسؤولين، سواء كانوا أميركيين أو غيرهم، على استعداد للاعتراف بذلك، ولكن الحرب الأوسع في الشرق الأوسط قد بدأت بالفعل".
وتابعت الصحيفة، "ويبدو أن الإسرائيليين هم أول من اعترف بهذا الامر. ففي 26 كانون الأول، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل تخوض حرباً متعددة الجبهات، وأنها تتعرض للهجوم من سبع جبهات. وقال غالانت للصحفيين في مؤتمر صحفي: "هذه نهاية عصر الصراعات المحدودة". وأضاف: "إننا نواجه حقبة أمنية جديدة قد يكون فيها تهديد حقيقي لكل الساحات في نفس الوقت… لقد عملنا لسنوات على افتراض أنه يمكن إدارة صراعات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في الاختفاء. واليوم هناك ظاهرة ملحوظة وهي تقارب الساحات". وحدد غالانت إيران باعتبارها القوة الدافعة وراء الاضطرابات".
وأضافت الصحيفة، "الواقع أن العبقرية المكيافيلية التي اتسم بها هجوم حماس كانت من الدرجة التي أثارت بالضبط رد الفعل من جانب إسرائيل الذي كان قادتها يأملون فيه: وهو غزو يدمر عدداً من المدنيين أكبر بكثير من عدد قتلى مقاتلي حماس. وقتلت القنابل والقذائف الإسرائيلية أكثر من 22 ألف إنسان، غالبيتهم العظمى لا علاقة لهم بحماس. علاوة على ذلك، هناك إجماع واسع النطاق بين خبراء مكافحة الإرهاب على أن هدف إسرائيل غير واقعي وأن استراتيجيتها تؤدي إلى نتائج عكسية. وقد أثارت عملياتها غضباً عارماً في العالم الإسلامي، ومخاوف عميقة ومثيرة للقلق في واشنطن، لدرجة أن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن كثف الضغوط خلف الكواليس لوضع حد للعمليات العسكرية الإسرائيلية الشديدة الحركة لصالح جهد أبطأ وطويل الأمد من قبل القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي".
وبحسب الصحيفة، "على طول الجبهة اللبنانية، اضطر أكثر من 150 ألف شخص بسبب القتال الدائر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى مغادرة منازلهم، ويبدو أن القتال يتصاعد بكل المقاييس. وفي اليمن، يهاجم المتمردون الحوثيون السفن الدولية في البحر الأحمر. وقام أسطول بقيادة البحرية الأميركية بمهاجمة الزوارق السريعة للحوثيين عندما حاولوا القيام بعمل عدائي ضد السفن المدنية. وفي 31 كانون الأول، أطلقت مروحيات تابعة للبحرية صواريخ على ثلاث سفن للحوثيين، مما أدى إلى إغراق ثلاث منها ومقتل 10 مقاتلين. وفي اليوم الأول من العام الجديد، أعلنت طهران أنها ستنشر قواتها البحرية الخاصة في مياه البحر الأحمر، مما زاد بشكل كبير من المخاوف بشأن حدوث اشتباك مباشر بين القوات البحرية الأميركية والإيرانية".
وتابعت الصحيفة، "في غضون ذلك، يعد العراق، حيث يتمركز ما يقرب من 2500 جندي أميركي، جبهة أخرى مضطربة حيث شنت القوات الوكيلة لإيران أكثر من 100 هجوم صاروخي وبالمسيّرات ضد المواقع الأميركية، وأصابت العشرات من أفراد الخدمة الأميركية. وفي 4 كانون الثاني، أطلقت قوات العمليات الخاصة الأميركية صاروخاً أدى إلى مقتل أبو تقوى، وهو مسؤول أمني إيراني كبير يعمل مع مجموعة عراقية موالية لإيران مسؤولة عن عدد من تلك الهجمات. وعلى نحو متزايد، يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحماس ليست سوى جزء معقد للغاية وصعب الحل من صراع أوسع حول شكل ومسار الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط مع الولايات المتحدة وإيران باعتبارهما المشاركين الرئيسيين".
وبحسب الصحيفة، "يشن الحوثيون وحماس وحزب الله والمسلحون العراقيون حربًا بدعم ومشورة وافرة من فيلق القدس الإيراني، وهي وحدة صغيرة نسبيًا داخل الحرس الثوري الإيراني تخطط وتنظم عمليات ضد المصالح الإسرائيلية والأميركية. طهران، من جانبها، تدعي أنها لا تريد حرباً أوسع نطاقاً، لكنها لا تتصرف على هذا النحو. وبتشجيع من حلفائها الجدد، روسيا وجمهورية الصين الشعبية، تبدو الأخيرة أكثر من مستعدة لاختبار العزيمة الأميركية والإسرائيلية، ويبدو أن الزخم الاستراتيجي في المنطقة يميل نحو مزيد من القتال وقليل من المحادثات. إذا لم يشكل كل هذا الصراع والعنف المترابط المرحلة الأولى من حرب إقليمية كبرى، فما الذي يشكل المرحلة الأولى؟".
ورأت الصحيفة أن "الشرق الأوسط غارق في العنف الذي يعد نتيجة مباشرة لهجوم حماس المزعزع للاستقرار إلى حد كبير. وأثار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرحلة أخرى مما أطلق عليه المؤرخ ديفيد كريست "حرب الشفق" بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران وشركائها. ومن المفارقات أن إيران شهدت أسوأ حادث تفجير انتحاري منذ تأسيس الجمهورية عندما فجّر اثنان من عناصر داعش نفسيهما في حفل تأبين في كرمان بالعراق في 3 كانون الثاني لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني. لقد كانت "حرب الشفق" عبارة عن صراع يتكرر مرة أخرى، ومن الواضح أن حدته تتزايد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|